يبدو أن طموح رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، في إجراء التغيير الوزاري قد تم إحباطه في بدايته بسبب إصرار الكتل السياسية على عدم منحه مزيدًا من الصلاحيات والحرية في العمل.
مصدر مقرب من السوداني أكد أن الأخير لا يفكر حاليًا في إجراء التغيير الوزاري لعدة أسباب، أهمها رفض أطراف عديدة داخل الإطار التنسيقي أو ائتلاف إدارة الدولة على حد سواء.
وأضاف المصدر أن “السوداني يميل إلى الهدوء في الوقت الراهن لتجنب تفاقم الأوضاع، في ظل حراك غير معلن من أطراف سياسية داخل الإطار وخارجه بهدف التحضير للانتخابات النيابية المقبلة”، مشيرًا إلى “وجود معلومات عن نية بعض الأطراف السياسية تنظيم تظاهرات في يونيو أو يوليو المقبلين، في ظل تسريبات عن تحذير وزير الكهرباء خلال اجتماع مجلس الوزراء من أزمة في الطاقة قد تُستغل من قبل الأطراف السياسية”.
وتابع المصدر قائلًا إن “الوضع غير المستقر حاليًا يدفع نحو عدم إجراء أي تغييرات، على الرغم من عدم اقتناع السوداني بأداء العديد من الوزراء في حكومته”.
من جانبه، أفاد محمد البلداوي، عضو لجنة التخطيط الاستراتيجي والخدمة الاتحادية، بأن اللجنة المنبثقة عنها لتقييم الأداء الوزاري تعمل بموضوعية وشفافية، على الرغم من تنوع الانتماءات السياسية لأعضائها.
وأوضح البلداوي في تصريح له أن لجنة تم تشكيلها من قبل رئاسة الوزراء لتقييم أداء الموظفين الحكوميين، بما في ذلك الوزراء ونوابهم والمدراء العامين.
وأضاف أن اللجنة المشكلة من قبل لجنة التخطيط لا تقيم الوزير بحد ذاته، بل تركز على تقييم أداء الوزارة من خلال الأنشطة والفعاليات والمشاريع التي تم تنفيذها.
وتابع البلداوي قائلاً: “تعتمد اللجنة في عملية التقييم على المنهاج الوزاري الذي صوت عليه مجلس النواب والبرنامج الحكومي، حيث يتم تقييم الفقرات المنجزة ونسب الإنجاز، ثم يعرض التقرير على المجلس للتصويت والاعتماد، ومن ثم يرسل إلى الحكومة ليبين نسب الإنجاز المتحققة من كل وزارة خلال العام الماضي”.
وأشار إلى أن “العام الماضي شهد استقرارًا سياسيًا وأمنيًا، لكن الأوضاع بدأت تتغير مؤخرًا بفعل تحركات مدفوعة من جهات خارجية وداخلية، ورثتها الحكومة الحالية من سابقاتها”، معربا عن “أسفه لأن الكثير من الكتل السياسية تضع مصالحها فوق المصلحة العامة”.
وأكد أن “الحكومة تواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية، لكن الخلافات السياسية لا تؤثر على التقييم الحكومي، حيث تحرص اللجنة على الحياد وتقدم تقريرًا مهنيًا يوضح مواقع النجاح والإخفاق”.