04 Apr
04Apr


بعد مرور أكثر من 10 أيام على انطلاق بث المسلسلات العراقية الخاصة بشهر رمضان، شخص نقاد وفنانون أبرز المشاكل التي تواجهها الدراما، والمتمثلة بقلة الدعم المالي، رغم إشادتهم بالتقنيات المستخدمة هذا الموسم، بدءا من حركة الكاميرا والصوت والمونتاج، مشددين على ضرورة تطوير مهارات الفنانين الشباب، لما أبدوه من استعداد لتقديم أداء أفضل.

ويقول الناقد الفني صبحي الخزعلي، خلال حديث لـه إن "الفن العراقي بحاجة إلى الكثير، لاسيما الدعم المادي، فالدعم الأهلي يكاد يكون معدوما وليس هناك شركات أهلية تدعم الإنتاج، والشركات الأهلية الموجودة تأخذ أموالها من الحكومة لإنتاج المسلسلات".

ويضيف الخزعلي، أن "التلفزيون العراقي لا يمنح أموالا لغرض إنتاج مسلسلات، مع أن الممثل العراقي يمتلك إمكانات كبيرة كسرعة الحفظ والاستماع الجيد للمخرج، والتمكن من أدواته، كما يمتلك أفكارا متنوعة لتمثيل المشاهد، وهذا ما لا نجده في مكان آخر".

ويرى الخزعلي، أن "الأعمال العراقية التي تعرض الآن ذات مستوى عال من حيث الإخراج وتقنية التصوير واستخدام الإضاءة والصوت الجيد وانتقالات المشاهد من قطعة إلى قطعة في الكاميرا، وهذه جميعها تؤدي إلى سمو وعلو في المشهد الواحد بدراما هذا الموسم".

لكنه يؤشر "افتقار الدراما العراقية إلى الحرية في التعبير، وقلة الدعم المادي والمعنوي، والسماح لها في تقديم أي عمل وعدم فرض أي تابوهات أو محرمات بتناولها للقضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية المختلفة".

وفي إشارة إلى منع وإيقاف أحد المسلسلات بحجة الإساءة إلى العشائر، يذكر أن "الجمهور هو من يجب أن يكون الحكم، فالأقلية من الشيوخ والمواطنين الذين اعترضوا على عمل الكاسر (الذي تم حجبه مؤخرا من قبل هيئة الإعلام والاتصالات)، لا يشكلون جمهورا كاملا، فالجمهور هو جميع الناس التي تشاهد المسلسل، وهو من يحكم ويختار أن يتابعه أم لا"، موصيا بـ"إنشاء مقرات جيدة للمحطات الفضائية ودعمها بسلف مالية لإنتاج الأعمال وسدادها فيما بعد لتقديم شيء جميل للمشاهد وتحريك الذائقة الإنسانية بشكل أفضل".

ويعد شهر رمضان، موسما للأعمال الفنية، على مستوى الدول العربية، وفي العراق فهناك قنوات محددة تتجه لإنتاج مسلسلات، فيما تشتري بعض القنوات هذه الأعمال من شركات الإنتاج، وهذا يضاف إلى بث الأعمال الدرامية العربية.

يذكر أن الدراما العراقية تكاد تنحصر بالمواضيع الاجتماعية، إلى جانب الكوميديا، إلى جانب تناول بعض الأعمال القليلة لمواضيع حساسة، ودائما ما تثير اللغط بعد عرضها.

من جانبه، يرى الناقد الفنية صدام هاشم، خلال حديث لـه أن هناك أعمالا درامية شهدها هذا الموسم، لاقت استحسان الجمهور، خاصة أن المتذوق العراقي، أصبح عالي الخبرة، لأن كل مشاهداته تحولت إلى الدراما الأجنبية من مسلسلات وأفلام، فأصبح متذوقا جيدا للعمل الفني".

ويؤكد هاشم، أن "المخرجين الشباب قدموا تفاصيل جميلة، فمثلا في مسلسل غيد، نجد أن هناك استحقاقا عاليا في المشاهد والتمثيل بحداثة وعفوية وليس التشنج المعروف"، لافتا إلى أن "هذه الأعمال تأتي مع عدم وجود شركات إنتاج مستقلة، فكل قناة لها إيديولوجية معينة، وتمتلك أهدافا خاصة، وتبني درامات بشكلٍ مستقل، فيضطر المخرج والممثل والكاتب أحيانا للقيام بأدوار قد لا تليق بهم أحيانا".

ويشير إلى أن "هناك أعمالا جميلة وهادفة، وهناك أعمال هابطة وسيئة، ولكن نتأمل في القادم خيرا".

وعما ينقص الدراما العراقية، يضيف هاشم، أن "الأعمال المحلية ينقصها الكثير من الأمور، منها الاحترافية العالية لدى الكاتب واالمخرج والمنتج والممثل الذي يجب أن يحترم الشخصية المجسدة، حيث يحتاج إلى أن يتدرب على الشخصية ويدرس تفاصيلها، ولذلك نتأمل بالشباب الجديد، أن يؤسس لدراما تليق بالمشاهد العراقي وتنافس الدراما العربية".

وشهد هذا الموسم، تنافسا حادا بين القنوات العراقية، حيث برز أكثر من عمل ونال استحسان الجمهور، ومن أبرز الأعمال التي شهدت إشادة هو "بغداد الجديدة" على قناة الشرقية و"غيد" على قناة يو تي في.

يشار إلى أن هذا الموسم، لم يخل من المشاكل، حيث أثار مسلسل "الكاسر" الذي يعرض على قناة يو تي في، لغطا كبيرا، بسبب ما قيل إنه يسيء لأبناء الجنوب، وانتهى الأمر بإيقاف بثه استنادا لقرار من هيئة الإعلام والاتصالات.

بدوره، يذكر الفنان المعروف، محمود أبو العباس، خلال حديث لـه: "نحن مع كثرة الأعمال العراقية في رمضان واكتشاف وجوه جديدة، بعيدا عن الأعمال المستهلكة، لكنني أتوقف قليلا عند البلوغرات والمطربين والشباب الذين لم يأخذوا حقهم في التدريب التمثيلي، وعلى القنوات أن تأخذ على عاتقها تدريب هؤلاء الممثلين بشكل جيد، حتى يظهروا في السنوات المقبلة بطريقة تليق بمستوى الدراما العراقية".

ويضيف أبو العباس، أن "الدراما العراقية بدأت بالتطور، ولا أجد عيبا في الإتيان بمخرجين أو تقنيات من دول أخرى كلبنان أو إيران، فهذه تمازج خبرة، ويجب أن لا ننغلق ونحاول تقديم دراما ذات موضوعات جميلة، لاسيما أن العراق زاخر بموضوعات هائلة وتحتاج إلى أن تقدم بطريقة جمالية عالية، حتى يكون للمتلقي اندفاع بمشاهدتها".

ويفتقر العراق لشركات إنتاج كبيرة، على غرار مصر وسوريا والكويت، وذلك بعد توقف شركات الإنتاج العراقية التي كانت قائمة قبل 2003، حيث أنتجت أعمالا عديدة شارك فيها رواد الفن العراقي على مدى سنوات طويلة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة