شهدت الأسواق العراقية ارتفاعا مفاجئا لأسعار صرف الدولار، بعد فترة من الانخفاض النسبي، عزاه مختصون للطلب على الدولار لغرض السفر خلال عطلة عيد الأضحى، فيما توقعت اللجنة المالية هبوطا جديدا بأسعار صرف الدولار مع انتهاء العطلة.
ويقول الخبير في الشأن المالي أحمد التميمي، خلال حديث لـه، إن “سعر صرف الدولار عادة ما يرتفع مع حلول كل مناسبة، خاصة في الأعياد التي يكثر فيها السفر وتزداد عمليات التبضع، كما أن سعر الدولار لم ينخفض إلى السعر الرسمي، فارتفاعه من جديد أمر طبيعي، وهذا ما يحصل دائما”.
ويضيف التميمي، أن “التذبذب بأسعار صرف الدولار يؤثر على الاستقرار في السوق ويدفع إلى رفع الأسعار المختلفة، خاصة في ظل هذه الأيام التي تشهد ذروة كبيرة لشراء الملابس والسلع الأخرى، وهذا الارتفاع ربما يكون جزء منه متعمدا من قبل بعض التجار لزيادة أرباحهم على حساب المواطن”.
ويتابع أن “السيطرة على سعر صرف الدولار في السوق الموازي، لا يمكن أن تتم في ظل استمرار الحوالات السوداء التي مازالت تسدد جزءا كبيرا من استيرادات العراق التجارية لبعض التجار، ممن هم خارج منصة بيع الدولار بالسعر الرسمي، بسبب بعض الإجراءات الروتينية والطلبات الصعبة لدخولهم ضمن هذه المنصة”.
وشهدت أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، ارتفاعا في الأيام الماضية، ومع إغلاق بورصتي الكفاح والحارثية أمس الثلاثاء، وصلت أسعار صرف الدولار إلى 147600 دينار مقابل كل 100 دولار، فيما سجلت صباح الأمس 147150 دينارا.
ومنذ أيام قليلة، انخفض سعر الدولار في السوق الموازي، وجاء هذا الانخفاض بعد أن استقر سعر الصرف في السوق الموازي، عند 145 ألف دينار لكل 100 دولار طيلة الفترة الماضية.
من جانبه، يؤكد الخبير في الشأن الاقتصادي ناصر الكناني، خلال حديث له، أن “أزمة الدولار لغاية الآن لم تحل رغم كل الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي، فمازالت الحوالات السوداء مستمرة وبشكل يومي”.
ويضيف الكناني، أن “الانخفاض المؤقت خلال الفترة الماضية أمر طبيعي، فهذا التذبذب يحصل بين حين وآخر، والان عاود الدولار الارتفاع مع قرب حلول عيد الأضحى، فالاستيرادات سوف ترتفع وتسديد تلك الاستيرادات تتطلب دفعا بالدولار”.
ويشير إلى أن “الطلب على الدولار خلال أيام عيد الأضحى يكون بشكل أكبر حتى من قبل المواطنين، خاصة ممن لديهم سفر، فهم يحتاجون إلى الدولار، والدولار المتوفر للمسافرين بالسعر الرسمي، لا يمكن الحصول عليه بسهولة، ولهذا يكون اللجوء بكثافة إلى السوق الموازي أيضاً”.
وكشفت في تقارير سابقة عن تهريب العملة واستمرارها، على الرغم من الضوابط على المصارف، ويتم عبر حقائب تنقل براً إلى تركيا وإيران، بعد سحب الدولار من السوق المحلية وليس عبر نافذة بيع الدولار الرسمية، وأطلق عليها متخصصون آنذاك بـ”الحوالات السود”.
إلى ذلك، يذكر عضو اللجنة المالية البرلمانية معين الكاظمي، خلال حديث لـه ، أن “الحكومة العراقية تمكنت بشكل كبير من السيطرة سعر صرف الدولار في السوق الموازي، وكان هناك انخفاض كبير في سعر الصرف، وهذه السيطرة تمت عبر عدة قرارات وإجراءات”.
ويبين الكاظمي أن “الارتفاع الحالي مؤقت جداً، ونعتقد أن المرحلة المقبلة، سوف تشهد انخفاضا جديدا في سعر صرف الدولار في السوق الموازي وصولا إلى السعر الرسمي المقر من قبل البنك المركزي العراقي، خاصة أن الخطوات الحكومية مستمرة في تطوير العمل المصرفي بمختلف قطاعاته”.
ويضيف أن “الدولار سوف يعود للانخفاض بعد أيام قليلة، كما سوف يواصل الانخفاض بشكل تدريجي بشكل اكبر، وهذا ما يقوي الدينار العراقي، ويدفع نحو الاستقرار المالي والاقتصادي في السوق المحلي، فالتذبذب في أسعار الصرف يؤثر على هذا السوق بشكل كبير جداً”.
ومنذ مطلع العام 2023، تدخلت واشنطن للحد من تهريب الدولار من العراق، ما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق المحلية لمستوى قياسي بلغ 170 ألف دينار لكل 100 دولار، بسبب تراجع مبيعات البنك المركزي من الدولار، نظرا لخضوعه إلى نظام “سويفت” المالي الدولي.
لكن الخبير الاقتصادي منار العبيدي، يشير من جهته، خلال حديث لـه، إلى أن “العيد ليس له علاقة بارتفاع سعر الدولار، فلم يشهد الدولار ارتفاعا في عيد الفطر الذي صادف في آذار مارس الماضي”.
كما يلفت إلى أن “الدولار لم يرتفع بسبب عوامل السفر، لأن من لديه بطاقة إلكترونية يستطيع استخدامها خارج العراق ويسحب منها الدولار وبسعر أرخص من سعره في السوق العراقية”، لافتا إلى أن “العوامل الخارجية هي المؤثرة في ارتفاع سعر الدولار في السوق العراقية”.