تشهد محافظة السليمانية في السنوات الأخيرة لا سيما خلال موسم السياحة الصيفية، زيادة في الكثافة السكانية، سواء من أبناء المحافظة أو القادمين للسياحة أو الإقامة فيها من محافظات وسط وجنوب العراق، وهو ما أدى إلى ازدياد الحركة في الأسواق الشعبية والحدائق والأماكن العامة، لكن يُلاحظ من قبل السكان والسياح غياب شبه تام لدورات المياه العامة.
وتزداد معاناة الكثير من مرتادي الأسواق الشعبية وسط المدينة، من عدم وجود حمامات عامة لقضاء الحاجة، إلا في المساجد والتي قد لا تتوفر في أغلب الأسواق الشعبية والأماكن العامة وفي كل الأوقات، وفيما تقر بلدية السليمانية بافتقار المدينة للمزيد من الحمامات العامة في بعض الأسواق والحدائق، تعزو ذلك إلى عدم امتلاكها قطع أراض كافية لتشييد هذا النوع من المرافق العامة.
ويقول مدير اعلام البلدية زردشت محمد رفيق، خلال حديث لـه، إن “هناك عدد من دورات المياه في السوق الشعبي وسط المدينة أغلبها مخصص للنساء احدها في شارع مولوي، وفي شارع سالم أيضا”.
ويضيف رفيق، أن “هناك دورات مياه في الحدائق أيضا وسط المدينة، فضلا عن أن هناك دورات مياه في المجمعات التجارية المختلفة وسط السوق وباقي مناطق السليمانية”، مبينا “فيما يتعلق بعدم وجود دورات مياه عامة في عدة شوارع بالمدينة تتضمن أسواقا مثل شارع بوزكه في منطقة بختياري، فالسبب أن البلدية لا تمتلك قطع أراض في تلك المناطق لتبني عليها دورات المياه العامة، لأن بعض الشوارع والأسواق تكون المباني ملك للمواطنين واصحاب المحلات ولا توجد أملاك للبلدية لتنفذ عليها مشاريعها”.
وتعد الحدائق هي أحد الأماكن العامة التي يرتادها أهالي المحافظة والسياح خلال تواجدهم فيها، وهي تكاد أن تكون أحسن حالا من الاسواق والأماكن العامة الأخرى، حيث تتوفر دورات للمياه في الحدائق والمتنزهات الكبرى، وهو ما يؤكده بهروز سالار مدير الحدائق في بلدية السليمانية.
ويبين سالار، خلال حديث لـه، أن “مديرية الحدائق التابعة لبلدية السليمانية تعمل على توفير دورات المياه في المتنزهات والحدائق، مثل متنزه بارك آزادي والحديقة العامة وحدائق أخرى في المدينة بها دورات مياه لمرتاديها وتقدم الخدمة دون مقابل”.
ويلفت إلى أن “الحدائق الصغيرة داخل الأحياء السكنية لا توجد بها دورات مياه لأنه لا حاجة لها خاصة وأن توفير دورات المياه يحتاج إلى خدمة مستمرة وهذه الحدائق لا تشهد إقبالا مثل المتنزهات الكبرى”.
وظهرت خلال السنوات الأخيرة بعض دورات المياه الخاصة في الأماكن العامة وتدار من قبل مستثمرين، حيث يسمح للمواطن بقضاء الحاجة لقاء مبلغ زهيد لا يتجاوز 500 دينار عراقي، لكن دورات المياه هذه أيضا قليلة، ففي شارع شعبي مزدحم يعرف باسم صهولكة وسط مدينة السليمانية والذي يشهد حركة مستمرة حتى بعد منتصف الليل، لا يوجد سوى دورة مياه واحدة، توفر الخدمات للمواطنين مقابل مبلغ 500 دينار للشخص الواحد، وهو ما يؤكده هريم علي وهو أحد العاملين فيها.
إذ يبين علي خلال حديث لـه، أن “دورة المياه هذه مخصصة في هذا المكان العام للمواطنين ونسعى لتوفير الماء والصابون على مدار الساعة، كما انه تم تخصيص مكان فيها للصلاة أيضا لمن يرغب بذلك، حيث نعمل على بقاء المكان نظيفا لتوفير هذه الخدمة المهمة للمواطنين ومرتادي الشارع”.
ويبرر علي احتساب مبلغ 500 دينار، بأن “هذا المبلغ لقاء الخدمة المقدمة من تنظيف مستمرة لدورات المياه وتوفير للصابون والماء والمناديل”، معتبرا أن “المبلغ زهيدا لقاء تقديم هذه الخدمة للمواطن في ظل عدم توفر حمامات عامة تابعة للبلدية”.
وتعد السليمانية من المدن السياحية الأولى في العراق، ووجهة لأبناء كافة المحافظات، الذين يقصدونها برا، وهو ما دفع المواطنة نرمين قادر، وهي من سكنة المحافظة إلى دعوة الجهات المعنية إلى الاهتمام بتوفير دورات المياه العامة حتى في مداخل المحافظة، حتى يستفيد منها كبار السن والأطفال على حد سواء.
وتوضح قادر، خلال حديث لـه، أن “هناك ضرورة لاهتمام البلدية بدورات المياه الموجودة سواء في الاسواق أو الحدائق”، مؤكدة أن “دورات المياه في الحدائق لا تكون نظيفة فضلا عن عدم توفر الصابون والمستلزمات الضرورية للمواطن عند استخدامها”.
وتدعو إلى “بناء دورات المياه العامة حتى على الطرق المؤدية إلى خارج المدينة والداخلة إلى المدينة، فهي تعتبر خدمة للمسافرين والقادمين إلى السليمانية يستفيد منها المرضى وكبار السن والأطفال، وتعكس صورة بتوفر مختلف الخدمات في السليمانية للسياح والزائرين”.