إثر دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، الحكومة والبرلمان، إلى التحرك لإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، نصرة لغزة، وردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل. اعتبرت الحكومة العراقية طلب الصدر بأنه يؤول إلى "تدمير العراق" فيما لو تم إغلاق السفارة بالفعل.
ويرى أستاذ العلوم السياسية خليفة التميمي، اليوم الإثنين ان عمل السفارة والسفيرة الامريكية في بغداد بعيد عن المحددات الدبلوماسية، مشيرا الى ان الفصائل المسلحة في العراق تعمل بمعزل عن حكومة السوداني.
ويقول التميمي في حديث لـه، إن "السفيرة الامريكية الحالية ألينا رومانوسكي، الأكثر تدخلا في الشأن الداخلي العراقي من خلال مؤسساتها وهي تلعب ادوارًا خارج اطر المحددات الدبلوماسية التي اقرتها الأعراف، فضلا عن كون هذه التدخلات ذات توجه سلبي".
ويكمل، ان "الفصائل المسلحة العراقية تعمل بمعزل عن الحكومة ولديها قراراتها المركزية التي تتبناها وقصف القواعد التي تنتشر بها القوات الأمريكية دليل على ذلك".
واعتبر التميمي، أنه "لايمكن الجزم بوجود خطوط ساخنة بين تلك الفصائل وواشنطن من اجل تهدئة الاوضاع عقب الاحداث الاخيرة، لكن قصف القواعد دليل اخر بان الفصائل لن تنصاع لاي تهديدات تطلق من قبل واشنطن او غيرها".
ولفت الى ان "موقف السفيرة هو تعبير عن توجه واشنطن، والاخيرة موقفها سلبي وغير داعم لحكومة السوداني خاصة وان الاخير اتخذ نهجا في ابعاد بغداد عن اي مسارات تربك الاوضاع والسعي الى تقوية الشان الداخلي بعيدا عن اي ازمات اقليمية او دولية".
وأكد الصدر عبر تغريدته على منصة (إكس) يوم الجمعة الماضي (27 تشرين الأول 2023): نحن ننتظر جواب الحكومة العراقية وفعلها وتجاوبها مع هذه المطالبة: غلق السفارة الأمريكية في العراق. وإن لم تستجب الحكومة والبرلمان، فلنا موقف آخر سنعلنه لاحقا".
وردًا على دعوة الصدر قال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن قرار غلق سفارة الولايات المتحدة في بغداد من شأنه تدمير العراق، وذلك بعد مطالباتٍ بإغلاق السفارة.
وأوضح العوادي في مقابلةٍ مع وسائل إعلامٍ محلية، أن هناك التزاماتٍ دوليةً كثيرةً على العراق، وأن أي قرارٍ يستهدف البعثات الدبلوماسية يؤثر بشكلٍ كبير على العلاقات الخارجية للبلاد.
وشدد الناطق باسم الحكومة، أن قراراً مثل غلق السفارة الأمريكية لن يؤثر فقط على اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين واشنطن وبغداد، إنما سيؤدي إلى دمار البلاد على حد تعبيره.