19 Sep
19Sep

يتجه الصراع داخل الاتحاد الوطني الكردستاني إلى أعلى مستوى، وذلك بعد سيطرة قوة أمنية تدعى القوات الخاصة “كومنادوز” على مقر مؤسسة جاودير التابعة لمسؤول الهيئة العاملة السابق في الاتحاد ملا بختيار.
وبختيار هو أحد قيادات الخط الأول ومن المؤسسين للاتحاد الوطني الكردستاني، وهو والد زوجة الرئيس الحالي للحزب بافل طالباني، ومن المقربين من الرئيس الراحل وزعيم الحزب السابق جلال طالباني، ومن الرعيل الأول في الاتحاد.
وتكشف مصادر مطلعة، خلال حديث لـه عن قيام الرئيس الحالي للاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني بـ”سحب النفوذ والحمايات من ملا بختيار قبل إغلاق مؤسسة جاودير وهي مؤسسة الثقافية وإعلامية”.
وتبين المصادر أن “طالباني يريد إفراغ ساحة الاتحاد الوطني من قيادات الرعيل الأول، ومن المنافسين له، ويريد أن يبقى الزعيم الأول للحزب، وهذا ما حصل بعد إبعاد ابن عمه والرئيس المشترك السابق للاتحاد لاهور شيخ جنكي”.
وكان بختيار قد وجّه انتقادات مؤخرا انتقادات لاذعة للاتحاد الوطني الكردستاني وقيادته الحالية، واصفا إياها بأنها تقود الحزب للانهيار.
وتفيد المصادر بأن “تياراً جديدا يتشكّل داخل الاتحاد الوطني من المعارضين لسياسة طالباني كان يقوده بختيار وعدد من القيادات الكبيرة داخل الحزب، الأمر الذي حدا برئيس الحزب للقيام بحملة تصفية وسحب النفوذ والحمايات”.
وتضيف أن “طالباني يخشى من صعود التيار المعارض له داخل حزبه، لذلك بدأ بحملة تصفية، ويريد جميع الأمور أن تكون بيده، وبيد شقيقه قوباد، لهذا تحرك على إنهاء ملا بختيار بشكل رسمي، وسيعمل على فصله من الاتحاد خلال اجتماع المجلس القيادي المقبل”.
وأعلنت مؤسسة “جاودير” التنويرية عن تعرض مقرها ومقر السياسي الكردي ملا بختيار لمداهمة نفذتها قوة من الكوماندوز، الأسبوع الماضي، فيما أشارت إلى أن الهجوم استهدف مقر المؤسسة “جاودير” ومركز إشعاع الثقافة في گلاوەژ بمنطقة حي  المهندسين في السليمانية.
والاتحاد الوطني الكردستاني هو ثاني أكبر الأحزاب في كردستان، ويتمتع بنفوذ كبير داخل محافظة السليمانية، وشهد الحزب خلال السنوات الأخيرة سلسلة صراعات، كان أبرزها انشقاق نوشيروان مصطفى من الحزب وتشكيله لحركة التغيير، ثم انشقاق برهم صالح وتشكيله تياراً سياسياً، قبل أن يعود للحزب ويتسلم منصب رئاسة الجمهورية كمرشح عن الاتحاد.
من جهته، يشير السياسي الكردي لطيف الشيخ، خلال حديث لـه إلى أن “الصراع داخل الاتحاد الوطني الكردستاني أخذ منحنى خطيرا، خاصة وأن الرئيس الحالي للحزب بافل طالباني يريد أن يصبح الزعيم الأوحد له”.
ويلفت الشيخ إلى أن “هناك صراعا داخل قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بين القيادات الكبيرة التي كانت مع جلال طالباني، وبين التيار الشاب، أدى لعزل ملا بختيار وعدد من قادة الرعيل الأول”.
ويؤكد أن “بافل يرى أن القيادات الكبيرة تفكر بعقلية قديمة، والمعيار السياسي الجديد يتطلب رؤية جديدة، وتلك القيادات كانت تعترض على تقارب طالباني مع المحور الشيعي الإيراني، على حساب علاقته مع المحيط الكردي، والابتعاد عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب”.
ويتابع الشيخ أن “ما جرى مؤخراً مع ملا بختيار، سيتكرر مع قيادات أخرى، وقد حصل مع برهم صالح، حيث لم يبق له أي منصب داخل الاتحاد الوطني، وسيحدث هذا الأمر مع القيادات الكبيرة الأخرى المتبقية داخل الاتحاد الوطني”.
وشهدت السنوات الماضية وتحديداً في عام 2021، قيام بافل طالباني بتجريد ابن عمه لاهور شيخ جنكي من منصب الرئيس المشترك للحزب، فضلاً عن الاستيلاء على جميع المؤسسات التي يمتلكها، وتجريد أشقاء جنكي من جميع المناصب التي كانوا يسيطرون عليها، وسحب جميع الامتيازات منهم.
إلى ذلك، يرى الكاتب والمحلل السياسي آرام مجيد، خلال حديث لـه، أن “ما جرى مؤخرا في الاتحاد الوطني الكردستاني سيفضي إلى تشكيل جبهة قوية معارضة لقيادة الحزب الحالية برئاسة بافل طالباني”.
ويؤكد مجيد أن “خصوم طالباني، وهم كل من لاهور شيخ جنكي، وملا بختيار، وبرهم صالح، وشخصيات أخرى، سيجتمعون في انتخابات برلمان كردستان، وقد يشكلون تياراً واسعاً”.
ويضيف أن “جميع هؤلاء لهم مجموعة كبيرة من المؤيدين، ورغم الاختلافات في ما بينهم، لكنهم سيجتمعون لغرض التصدي لسياسة رئيس الاتحاد بافل طالباني الذي بات الزعيم الأول داخل الحزب”.
ويردف مجيد أن “هذا الانقسام ليس في مصلحة الاتحاد الوطني الكردستاني، وكان المفروض تأجيله لما بعد انتخابات كردستان، لكن صراع الزعامة والنفوذ، هو الذي جعل الأمور تصل إلى هذا المستوى، وبالتالي فإن الأمر قد ينعكس على مدينة السليمانية التي ما تزال تشعر بالمظلومية إزاء أربيل”.
ويوضح أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني هو المستفيد الأكبر من هذه الصراعات، وقد يحاول استقطاب هذه المجموعة المعارضة لبافل طالباني، لغرض مساومة الاتحاد الوطني، أو جعله أمام سياسة الأمر الواقع”.
وشكل لاهور شيخ جنكي حزباً عرف باسم جبهة الشعب، لغرض خوض انتخابات برلمان كردستان، والتي من المقرر أن تجري في العشرين من الشهر المقبل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة