28 Jan
28Jan

يوما بعد آخر، تصعد تركيا من حدة عملياتها العسكرية وتوغلها داخل العراق، وخاصة يوم أمس، حيث استهدفت عجلة مدنية في محافظة السليمانية، وفيما ألقى الحزب الديمقراطي الكردستاني باللائمة على تواجد حزب العمال في العراق، عد الاتحاد الوطني هذا الأمر بـ”الكذبة” وأن أنقرة تريد تنفيذ أطماعها فقط، وسط حديث مراقبين وسياسيين عن “استهتار” تركيا دون وجود رادع.

وكانت الطائرات التركية، شنت سلسلة هجمات طالت مناطق وقرى في محافظة دهوك، وأخرى في قضاء رانيا بمافظة السليمانية، حيث استهدفت عجلة تقل 4 مدنيين، ما أدى لمقتلهم في الحال وإصابة آخر، كما استهدفت ناحية عقرة بمحافظة دهوك، وأدت أيضا لسقوط ضحايا.ويقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم، خلال حديث”، إن “وجود حزب العمال الكردستاني هو السبب الرئيس بكل مشاكل الكرد في العراق وسوريا، وكل الدول التي يتواجد بها الكرد”.

ويلفت كريم، إلى أن “حزب العمال يحرج حكومة إقليم كردستان، وهو من يعطي حجة وذريعة لتركيا لاستمرار قصفها، وهو السبب في عدم التوصل لاتفاق السلام والهدنة، رغم محاولات زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني لإنهاء الصراع مع تركيا”، موضحا أن “تركيا غير منزعجة من زيارة مظلوم عبدي قائد قوات قسد إلى أربيل، وبالعكس اللقاء تم عبر تفاهمات بين الإقليم والولايات المتحدة وتركيا، وعبدي جاء إلى أربيل عبر طائرات أمريكية وفرنسية”.

ويذكر كريم، أن “عدم زيارة وزير الخارجية التركي إلى أربيل حالة طبيعية، ولا يوجد عتب تركي على الإقليم والحزب الديمقراطي، وعلاقتنا معهم فوق الممتازة، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني كان في أنقرة قبل أيام وأجرى تفاهمات معهم”، مؤكدا أن “الحل يكمن بخروج حزب العمال وانسحابهم من جميع المدن، وإيقاف دعم الفصائل المسلحة لعناصر حزب العمال، حيث تقدم تلك الفصائل المرتبطة بالحشد الشعبي رواتب وإمتيازات لحزب العمال، بناء على رغبة إيرانية”.

وجاء القصف التركي بعد يوم واحد، من زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العاصمة بغداد، وعقده اجتماعات مع الرئاسات الثلاث، دون أن يزور أربيل، كما جرت العادة في زياراته السابقة للعراق.وكانت وزارة الدفاع التركية، أكدت أن قواتها تواصل مهامها في المناطق التي تم تطهيرها من عناصر حزب العمال الكردستاني، وذلك بالتزامن مع لقاء وزير الدفاع التركي، يشار غولر، مع قائد القوات الخاصة للبيشمركة في إقليم كردستان العراق، منصور بارزاني، بمقر وزارة الدفاع في أنقرة.من جانبه، يبين السياسي الكردي نجاة نجم الدين، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “القصف التركي الذي استهدف المدنيين، هو استهتار بكل القيم الإنسانية والأعراف الدبلوماسية، وينم عن عدم احترام لسيادة البلدان وأراضيها”.

ويضيف نجم الدين، أن “تركيا لا تعترف إلا بالقوة، ولا تنفع معها الخيارات الدبلوماسية، وما قامت به يوم أمس، هو نتيجة الخيانة التي تمارسها أطراف سياسية كردية موجودة في السلطة، فضلاً عن الصمت المعيب من الحكومة العراقية”، مبينا أن “مواقف الصمت، فضلا عن عدم إصدار أي بيان من وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، يؤكد مدى التبعية من الوزير إلى أنقرة، وأن هذا الوزير يمثل سياسة حزبه، وليس سياسة البلد”.

ويشير إلى أن “أنقرة ارتكبت مجازر، وما قامت به يأتي بعد يوم واحد من زيارة وزير خارجيتها إلى العراق، وهذا ما يثير الشكوك، حول احتمالية تلقيها الضوء الأخضر من الحكومة العراقية وحكومة الإقليم، لتنفيذ عمليات في أراضي كردستان”.

وقبل أيام استقبل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، قائد قوات قسد في سوريا مظلوم عبدي، في خطوة تهدف إلى الوساطة بين قسد وحزب العمال من جهة، وتركيا من جهة أخرى.يذكر أنه قبل أيام، أعلن عن مقتل أثنين من قوات حرس الحدود، بعد اشتباكهم مع عناصر من حزب العمال الكردستاني في قضاء زاخو بمحافظة دهوك، وقد نعت وزارة الداخلية ضحايا قوات حرس الحدود العراقية، ووصفت حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية، في أول بيان رسمي يصف عناصر الحزب بهذا الوصف.

إلى ذلك، يبين القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي، خلال حديث ، أن “تركيا لا تحترم المواثيق ولا سيادة الدول، والحديث عن حزب العمال هو أكبر كذبة، فالقصف يوم أمس استهداف أطفال وعوائل مدنية، وهؤلاء لا علاقة لهم بحزب العمال، ولكن هي حجة تركية، لغرض استمرار انتهاكاتها على الإقليم”.

ويتابع سورجي، أنه “مع احترامنا للخطوات التي يقوم بها زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني للوساطة بين تركيا من جهة، وقسد وحزب العمال من جهة أخرى، لكننا نرى بأن أنقرة لا تحترم المواثيق ولا تلتزم بالعهود ولا الاتفاقات، وهي لديها أطماع تريد تنفيذها، كما حصل في سوريا، تريد التمدد في العراق”.وتقصف القوات التركية بشكل شبه يومي تركيا عبر طائراتها ومدرعاتها، القرى الكردية في دهوك وأربيل، ويسفر هذا القصف عن سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى، كما وتحتل تركيا مساحات شاسعة من أراضي محافظة دهوك.

وكان مسؤول مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين رحمن غريب، أشار إلى أن القوات التركية دخلت لأراضي إقليم كردستان بنحو 50 كيلومترا، متهما تلك القوات باستهداف صحفيين ومواطنين أبرياء بطائرات المسيرة.من جانبه، يبين الكاتب والباحث في الشأن السياسي الكردي لقمان حسين، خلال حديث ، أن “ما قامت به تركيا، ينسف جهود الوساطة الدولية، لإجراء عمليات السلام مع حزب العمال والكرد بشكل عام”.ويرى أنه “لا حل لتركيا إلا من خلال ضغط دولي يمارسه المجتمع الدولي وتحديدا أمريكا، لإجبارها على وقف عملياتها، والانتهاكات التي تقوم بها ضد المدنيين في إقليم كردستان العراق، وأيضا في مناطق شمال شرق سوريا، لآن أنقرة لا تعترف إلا بمنطق القوة”.

يشار إلى أن العمليات التركية مستمرة منذ مطلع العام الماضي، مسببة خسائر مادية وبشرية كبيرة، فيما يقول الجانب التركي، إن عملياته في مناطق إقليم كردستان العراق تهدف لإنشاء منطقة عازلة خالية من حزب العمال الكردستاني وعلى عمق 40 كيلومترا، مشيرا إلى أن ما يجري من عمليات عسكرية جاء بالتنسيق وبغرفة عمليات مشتركة مع القوات الأمنية العراقية، وهو جزء من جملة مذكرات تفاهم واتفاقيات وقعت بين السوداني وأردوغان خلال زيارته الى العراق.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة