على الرغم من الدويّ الهائل لانفجار قاعدة كالسو شمالي بابل ليل الجمعة، إلا أن أسبابه مازالت غامضة، إذ تطابقت معلومات مصادر عسكرية وأعضاء برلمان عن عجز التحقيقات التي تجرى حتى الآن عن التوصل إلى أسباب الانفجار الحقيقية.
ووفقا لعضو في لجنة الأمن النيابية، من المتوقع أن تعلن النتائج الأولية للتحقيقات في الانفجار اليوم الأحد، وتنقسم التوقعات بين أن يكون قد تم من داخل القاعدة، أو قد يكون جراء عدوان خارجي، وهو ما لم يستبعده نائب عن الإطار التنسيقي، مطالبا بالرد العسكري إذا ما كانت “إسرائيل تقف خلف الانفجار”.
وتكشف مصادر عسكرية، أن “التحقيقات مازالت مستمرة بشأن الانفجار الذي حصل في قاعدة كالسو، وثمة صعوبات فنية بتحديد أسبابه حتى الآن، والتحقيق الفني العسكري بدأ منذ صباح الأمس ومازال متواصلا”.
وتضيف المصادر أن “موقع الانفجار والحريق الناشب والحفرة التي خلفها الانفجار، تشير إلى أن الموقع تعرض لقصف جوي بقنبلة أو صاروخ ثقيل، لكن الترجيحات الأولية تؤكد بأن الحادث انفجار تم من الداخل وليس عبر قصف جوي، ولا نعرف ما اذا كان الحادث عرضياً أو بفعل فاعل من داخل القاعدة، فهذا ما سيتم كشفه خلال التحقيقات المستمرة”.
وسمع في وقت متأخر من ليل الجمعة بمحافظة بابل وأجزاء من العاصمة بغداد دويٌّ هائل لانفجار قاعدة كالسو العسكرية شمالي بابل والتي تضم مقرات للحشد الشعبي والجيش، فيما هيمن تضارب الروايات حول الانفجار، فبعد تحميل الفصائل المسلحة بالعراق، الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية وراء التفجير، رغم نفيهما القاطع، ردت خلية الإعلام الأمني، أمس السبت، لتؤكد بأن الانفجار لم ينجم عن قصف جوي عبر طائرة مسيّرة أو مقاتلة.
وتحتوي قاعدة كالسو، على مخازن لقوات الحشد الشعبي والجيش العراقي، يستقر فيها لواء 28 واللواء 17 في هيئة الحشد الشعبي وقسم من مديرية التدريب، بحسب مصادر أمنية.
من جهته، يؤكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ياسر إسكندر وتوت، خلال حديث لـه، أن “التحقيق بشأن انفجار قاعدة كالسو مستمر ولم تتوصل لجان التحقيق لأي شيء بخصوص أسباب الانفجار والحريق، ولا يمكن حتى الآن التخمين بأي شيء ما اذا كان بقصف أو حادث عرضي”.
ووفقا للنائب عن محافظة بابل، فإن “النتائج الأولية للتحقيق ربما تعلن الأحد (اليوم)، وبالتأكيد أياً كانت النتيجة ستكون هناك خطوات وقرارات وإجراءات لمنع تكرار هكذا حوادث لها تداعيات على الوضع الأمني والعسكري”.
ويضيف وتوت أن “لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ستعمل على استضافة الجهات الأمنية والعسكرية في البرلمان لمناقشة هذا الملف بعد إعلان نتائج التحقيقات وستكون لنا توصيات نرفعها للقائد العام للقوات المسلحة، لكن كل هذا الأمر متوقف على إعلان نتائج تحقيق الانفجار، الذي مازال غامضا”.
ونفت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي، في بيان رسمي لها فجر السبت، صلتها بقصف استهدف مقرا للحشد الشعبي شمال محافظة بابل، كما استبعدت شبكة CNN الأمريكية، ضلوع إسرائيل بالضربة الجوية التي استهدفت قاعدة “كالسو” العسكرية، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن “تل أبيب ليس لها أي علاقة بالتقارير عن الانفجارات التي وقعت في العراق مساء الجمعة”.
إلى ذلك، يذكر النائب عن الإطار التنسيقي مختار الموسوي، خلال حديث لـه، أن “البرلمان والحكومة ينتظران إعلان نتائج التحقيق بشأن انفجار قاعدة كالسو، كي يتم اتخاذ القرارات المناسبة تجاه هذا الحدث، خاصة إذا ما كان الانفجار تم بعدوان خارجي”.
ويوضح الموسوي انه “في حال ظهر في التحقيقات أن الانفجار بسبب عدوان إسرائيلي، فالعراق له الإمكانية بالرد العسكري على الكيان الصهيوني، وهو أمر وارد وممكن من أجل ردع هذا الكيان من أي تجاوز جديد على سيادة العراق وتهديد أمنه القومي”.
ويؤكد عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية أن “هيئة الحشد الشعبي وكذلك وزارة الدفاع يملكون كل الإمكانيات العسكرية للرد على أي عدوان خارجي، ومن المؤكد أن القرار الأخير يبقى بيد القائد العام للقوات المسلحة، لكن هكذا عدوان –إذا ما تبين أن وراءه إسرائيل- يحتاج إلى قرارات شجاعة للردع”.
وكانت الفصائل المسلحة في العراق، أعلنت أنها استهدفت فجر أمس السبت، بواسطة الطيران المسيّر، “هدفا حيويا في إيلات”، مؤكدة الاستمرار في المرحلة الثانية “لعمليات المقاومة”، فيما بينت أن “هذه العمليات تأتي نصرة لأهل غزة، وردا على انتهاك السيادة العراقية في استهداف معسكرات الحشد الشعبي”.
ويأتي الانفجار الذي وقع بالقرب من العاصمة بغداد بعد يوم واحد من الضربات التي استهدفت قاعدة عسكرية في أصفهان بإيران.