نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا لمارك سدويل حول قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة وآثارها على القضية الأوكرانية.
واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه “من المفارقات أن غزو روسيا لأوكرانيا قد عزز حلف شمال الأطلسي”، حيث “أعاد الحلفاء الالتزام باستثمار ما لا يقل عن 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في قدرات الدفاع”.
وقال إن انضمام فنلندا والسويد، وهما قوتان عسكريتان مهمتان (وعضوان في الاتحاد الأوروبي)، إلى الحلف “من شأنه أن يعزز المحور الشمالي لحلف شمال الأطلسي، وسوف يفعل التقارب – الذي لا يزال هشا – مع الرئيس التركي أردوغان الشيء نفسه بالنسبة لجناحه الجنوبي”.ورأى الكاتب أن التحالف الغربي “وفي القلب منه حلف شمال الأطلسي يجب أن يكون مستعدا لأي شيء”.
وأضاف “يجب على أعضاء الحلف الاستثمار في صناعاتهم الدفاعية بحيث يمكن زيادة إنتاج المعدات والذخائر عند حدوث أزمة، وضمان استثمار الإنفاق الدفاعي المتزايد في القدرات الحقيقية، وليس برامج الهيبة أو الحنين إلى الماضي”.
واعتبر سدويل أن “عقيدة الناتو النووية تحتاج أيضا إلى تحديث”، حيث “يجب أن نشير إلى روسيا بأن أي استخدام للأسلحة النووية في أي مكان، وليس فقط في أراضي الناتو، يمكن أن يقابل بالقوة.
إن الردع النووي أمر مرعب، ولكن الأمر الأكثر رعبا هو استبداد معزول يائس يسيء الحكم على عزمنا ويضغط على الزر”.
ورأى الكاتب في الفايننشال تايمز طالما أن “قسما كبيرا من العالم يعيد اكتشاف جاذبية عدم الانحياز، يجب أن نعيد الاستثمار في علاقاتنا مع دول مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا والخليج”.
لكنه اعتبر أن القمة التي عقدها الناتو الأسبوع الماضي “لم تحقق نجاحاً في مسألة أوكرانيا”.
وأوضح أنه “بالنظر إلى تعهدات مجموعة السبع بالدعم، فإن الدبلوماسيين سيجادلون بالفعل بأن الإدارة الأفضل للتوقعات الأوكرانية في مواجهة الحذر الأمريكي والألماني بشأن خريطة الطريق لعضوية الناتو كان من شأنه أن يمكّن القمة من أن ينظر إليها على أنها خطوة إلى الأمام بدلا من نكسة”.
واعتبر الكاتب أنه “لا ينبغي لحلف شمال الأطلنطي أن يتراخى بعد قمة فيلنيوس.
وبدلا من ذلك، يتعين على ينس ستولتنبرغ، في عامه الأخير كأمين عام، أن يضمن ثلاثة التزامات لأوكرانيا: المزيد من الأسلحة الآن لدعم الهجوم المضاد هذا العام؛ دعم طويل الأجل لتطوير القدرات المتقدمة لصد وبالتالي ردع العدوان الروسي في المستقبل؛ وهذا يضمن خارطة طريق لعضوية الناتو”.