الفصائل تعلن «جهوزيتها».. ما تداعيات دخول العراق في «حرب شاملة»؟
الفصائل تعلن «جهوزيتها».. ما تداعيات دخول العراق في «حرب شاملة»؟
03 Oct
03Oct
مع اتساع دائرة الصراع في المنطقة، والحديث عن قصف متبادل بين إيران وإسرائيل، ظهرت “المقاومة العراقية” بموقف صريح في استعدادها للدخول بأي حرب محتملة ضد الأخيرة، لكن مراقبين رأوا أن ذلك سيضع الحكومة العراقية الساعية لوقف التصعيد، في حرج كبير قد يدخلها في أزمات أمنية واقتصادية، لاسيما وأن أحد أطرافها ستكون الولايات المتحدة.
ويقول القيادي في كتائب سيد الشهداء عباس الزيدي، خلال حديث، إن “فصائل المقاومة في العراق لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال دخلت إيران في حرب مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، فالفصائل ستكون جزءا من هذه الحرب بما لا يقبل الشك”. ويضيف الزيدي، أن “دخول فصائل المقاومة العراقية وغيرها من فصائل المحور بهذه الحرب، سيجعل كل أهداف ومصالح أمريكا وإسرائيل تحت مرمى نيران محور المقاومة، ولدينا الإمكانيات العسكرية للوصول لتلك الأهداف، وهذا الأمر يعرفه العدو جيدا، ولذا فهو لا يريد أن يصعد بشكل خطير في المنطقة”.
ويشير إلى أن “فصائل المقاومة العراقية جاهزة ومستعدة لأي حرب طويلة المدة، وتم تجهيز العدة والعدد لذلك، والتكليف الشرعي والوطني يدفعنا إلى أن نكون جزءا من هذه المعركة التي نعدها معركة شرف ضد الاحتلال الصهيوني، المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فواشنطن هي جزء رئيس من الإبادة التي تحصل في غزة ولبنان”.وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء أمس الأول الثلاثاء، استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية قرب تل أبيب، وذلك خلال هجوم صاروخي واسع أطلق من إيران، وأوضح أن الضربات استهدفت قاعدة نتساريم لطائرات F35 التي اغتالت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كما استهدف ثلاث قواعد عسكرية حول تل أبيب، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، إضافة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل قد فشل، مهددا بأن طهران ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه، فيما أكد الجيش الإسرائيلي بعد تعرضه لهجوم غير مسبوق، إنه سيختار الوقت المناسب لإثبات قدراته الهجومية الدقيقة المباغتة للرد على إيران.لكن رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري هدّد من جهته، بضرب “كل البنى التحتية” في إسرائيل إذا ما هاجمت الأخيرة بلاده وذلك بعد إطلاق إيران حوالي 200 صاروخ بالستي فرط صوتي على إسرائيل.من جانبه، يبين عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، عامر الفايز، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العراق لا يمكن أن يكون جزءا من أي حرب في المنطقة، وهو دائما ما يسعى لأن يكون خارج سياسة المحاور، ودخوله بأي حرب، وأن ترك الحياد سيكلفه الكثير، ولذا فقد اتخذ سياسة الحياد والسعي إلى منع توسع دائرة الحرب في المنطقة”.
ويضيف الفايز، أن “العراق يتأثر بأي أحداث إقليمية بسبب موقعه الجغرافي وغيره من الأسباب الأخرى، لذا فإنه تأثر بأحداث غزة وتأثر أكثر بأحداث لبنان، وربما سيتأثر بشكل أكبر وأخطر خلال المرحلة المقبلة، إذا ما توسعت دائرة الحرب في المنطقة، خاصة في حال اندلاع حرب مباشرة أو غير مباشرة ما بين إيران وإسرائيل”.
ويؤكد أن “الموقف الرسمي للعراق واضح وثابت فيما يخص تطورات المنطقة وموقفه الحيادي وعدم دخوله بهذه الحرب، والعمل على تقديم ما يمكن تقديمه كمساعدات إنسانية وغيرها إلى لبنان وفلسطين، لكن في الوقت نفسه، هناك أيضا موقف ثابت لفصائل المقاومة مما يجري، والحكومة لا تستطيع منع تلك الفصائل بالتأكيد، وتجبرها على عدم التدخل بما يجري في المنطقة”.
وهددت “المقاومة العراقية”، الثلاثاء، باستهداف القواعد الأمريكية في حال تدخلت أمريكا ضد إيران أو استخدم “العدو الصهيوني” أجواء العراق لقصفها، وقالت في بيان لها، “إذا ما تدخل الأمريكان في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية أو في حال استخدم العدو الصهيوني الأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفا لنا”.
ووصفت إسرائيل، الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، بأنه “الأكبر على الإطلاق في تاريخ إسرائيل”، ونقلت شبكة “إيه بي سي” الأمريكية عن متحدث باسم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قوله: “نفذت إيران الليلة أكبر وأعنف هجوم صاروخي ضد دولة إسرائيل في تاريخها. نحن مستعدون وجاهزون دفاعيا وهجوميا”، ودعا دانون إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.إلى ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العراق لا يمكن أن يكون جزء من أي حرب دائرة في المنطقة، فالعراق يعرف امكانياته على مختلف الصعد، ويعرف أن ذلك يكلفه الكثير، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية، هي عنصر أساسي من هذه الحرب، وهذا قد يكلف العراق خسائر اقتصادية وأمنية”.
ويؤكد العرداوي، أن “الحكومة العراقية في نفس الوقت لا يمكن لها منع الفصائل المسلحة من الدخول بهذه الحرب، لكن مشاركة تلك الفصائل سوف تجر العراق إلى دائرة الصراع، ولذا فإن الحكومة العراقية تعمل وتبذل جهودا داخلية وخارجية على وقف التصعيد في المنطقة”. ويكمل أن “العراق لا يمكن أن يكون بموقف حياد تام في ظل تطورات المنطقة، فموقفه واضح بدعم لبنان وفلسطين، ومع دخول إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل، سيدفع العراق مصطفا لجانبها بمختلف المستويات، لذا فهو لا يريد تلك الحرب، حتى لا يكون في موقف محرج، ويجبر على أن يكون جزءا من الحرب بأي شكل من الأشكال”.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط نقلت، أمس الأول الثلاثاء، عن مصادر مطلعة، تحديد تل أبيب 35 هدفا داخل العراق يمكن ضربها في أي لحظة، وتشمل استهداف قيادات سياسية بارزة وزعماء فصائل على غرار ما حدث في لبنان، مشيرة في الوقت ذاته، إلى طلب رئيس الوزراء محمد السوداني من شخصيات شيعية بارزة التوسط لكبح جماح الفصائل وعدم زج العراق في الحرب بين لبنان وإسرائيل