28 Oct
28Oct

تهدد ممارسات الفصائل المسلحة مجددا، العلاقات الدبلوماسية للعراق مع جواره، بعد اعتراضها صهاريج محملة بالنفط إلى الأردن، بالإضافة إلى تهديدها قواعد أمريكية في الكويت، ما اعتبرها مراقبون سببا للضرر بمصالح البلاد الاقتصادية وضربا لمصداقية العراق في تنفيذ اتفاقاته، وفيما أكد مقرب من التيار الصدري، أن زعيمه تحسس "نوايا مبيتة" ومنع أنصاره من المشاركة في التظاهرات على الحدود الأردنية، حذر من "عاصفة أمنية" وشيكة، في وقت يبرر مقرب من الإطار التنسيقي اعتراض الشاحنات بأنه وسيلة ضغط على الجانب الأردني لتمرير مساعدات إنسانية إلى فلسطين، لافتا إلى أن موقف الفصائل ثابت بتهديد مصالح واشنطن في حال تدخلها بالحرب على غزة.

ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، خلال حديث لـه إن "تصعيد الفصائل ضد الأردن وكذلك تهديد دولة الكويت لا ينسجم مع طبيعة العلاقات العراقية المتطورة مع دول الجوار، إضافة إلى دول الخليج، كما أن وجود أنصار الفصائل للتضامن مع غزة ممكن أن يكون في بغداد والموصل والبصرة وباقي المدن العراقية، وليس عبر الذهاب نحو مناطق حدودية، فهذا يعتبر انهتاك حرمة العلاقات الدبلوماسية والسياسية".

ويضيف فيصل: "لا يجوز أن تنتهك المجاميع من أنصار الفصائل حرمة سيادة دول الجوار من خلال منع دخول الشاحنات، خصوصاً أن النفط الذي تحمله يدخل إلى الأردن وفق اتفاقات رسمية ودولية، وهذه الخطوة تضر بالمصالح الاقتصادية وبمصداقية العراق في تنفيذ اتفاقاته في المجال الأمني والسياسي والأمني وغيره".

ويتابع أن "تصعيد الفصائل ضد الأردن وكذلك تهديد دولة الكويت، يهدد الوضع العراقي الاقتصادي والدبلوماسية وأمن العلاقات المرسومة وفق حسن الجوار، كما أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا أنصاره لعدم الذهاب نحو الحدود مع دول الجوار، بسبب خشية تورط أو اتهام أنصاره بهكذا أعمال، كما أن ما يجري من ممارسات من قبل أنصار الفصائل لا يمثل رأي الحكومة العراقية ولا الإرادة الشعبية العراقية".

ويختم مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية قوله بأن "هكذا أعمال وتهديدات لا تعطي أي حلول، وإنما تمنح طابعا فوضويا وطابع عدم خضوع الكثير من الأطراف الداخلية لتوجهات الدولة العراقية، ولهذا فإن الحكومة مطالبة بمعالجة هكذا قضايا مهمة وحساسة".

وكانت حشود من الفصائل العراقية منعت، أمس الأول، بالقوة، 30 صهريجا محملة بالنفط من العبور إلى الأردن عبر منفذ طريبيل، ما اضطر هذه الصهاريج إلى العودة لمدينة الرطبة على بعد 160 كيلومتراً من المنفذ الحدودي.

وفي تصعيد آخر، قالت السفارة الأمريكية لدى الكويت، مساء أمس الأول الأربعاء، إنها تلقت تهديدات من ميليشيا عراقية باستهداف القواعد الأمريكية في الكويت.

يأتي ذلك، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، تعرض قواتها في العراق، إلى 10 هجمات صاروخية، تبنتها فصائل المقاومة العراقية.

من جهته، يرى المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري عصام حسين، خلال حديث لـه أن "إيران تريد فتح أكثر من جبهة من أجل الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إيقاف القتال في غزة، وإيران لا ترغب بدخول إسرائيل إلى غزة برياً، ولهذا ما جرى في منفذ طريبيل وكذلك التهديدات للأمريكان في الكويت هي ضمن وسائل الضغط الإيرانية".

ويبين عصام أن "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قرر بعد اطلاعه الكامل على النوايا المبيتة في كل الأحداث العراقية، ولهذا منع أنصاره من أن يكونوا جزء مما يجري من أحداث عند الحدود العراقية – الأردنية".

ويضيف المقرب من التيار الصدري، أن "هناك حذرا من عاصفة أمنية في العراق، خصوصاً بعد التأكيد الأمريكي على أن حكومة السوداني شريكة بدعم الجهود التي تقضي بمواجهة إيران ومحورها والفصائل الموالية لها، وربما هناك أحداث مرتقبة ستكون على الساحة العراقية".

وكان المئات من أنصار التيار الصدري توجهوا إلى الحدود مع الأردن، بعد دعوة زعيم التيار مقتدى الصدر، "الشعوب الإسلامية والعربية" للاعتصام عند الحدود الفلسطينية لحين فك الحصار عن قطاع غزة.

ويتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي بري وبحري وجوي منذ إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول أكتوبر الحالي.

وبعد ارتفاع حدة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس واتساع رقعة الحرب، تبرز الخشية من أن تغرق منطقة الشرق الأوسط في حرب أوسع، طويلة الأمد، وفي العراق تصاعدت سريعا عمليات استهداف القواعد الأمريكية، وتزامن ذلك مع تحريك زعيم التيار الصدري لأنصاره نحو الحدود العراقية الأردنية، كما تأججت الأوضاع إقليميا بعد دخول إيران وحزب الله في لبنان إلى جانب دخول الحوثيين في اليمن على خط الأزمة.

بالمقابل، يذكر المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي علي فضل الله، خلال حديث لـه أن "الكل يعلم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة جماعية ومجازر من قبل الكيان الصهيوني، وبدعم غربي وعربي، لهذا الكيان، والمعتصمون في منفذ طربيل الحدودي مع الأردن، عملوا على التصعيد من أجل الضغط من خلال منع عبور النفط للأردن ويكون مقابل هذا العبور دخول المواد والمساعدات إلى فلسطين".

ويبين فضل الله، أن "ما جرى هو ممارسة ضغط على الحكومة الأردنية، وهذا أمر طبيعي، ولا توجد أي نوايا للمعتصمين عند منفذ طريبيل الحدودي، كما يريد البعض أن يروج لذلك من أهداف سياسية أو غيرها، فهناك من يريد التقليل من حجم وقوة وتأثير هذا الاعتصام السلمي".

ويضيف أن "العلاقات العراقية مع الأردن وباقي دول الجوار أكبر ممن أن تتأثر بهكذا ضغوطات شعبية سلمية، وعلى الحكومة الأردنية أن تراعي حالة الانفعال الشعبي العراقي، التي تأتي من باب الجنبة الإنسانية".

وبشأن تهديدات الفصائل العراقية للمصالح الأمريكية خارج العراق، يؤكد المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي أن "الفصائل المسلحة كانت واضحة بأن أي تورط أمريكي بالجرائم ضد الشعب الفلسطيني يجعل كل المصالح والأهداف الأمريكية في العراق وخارجه تحت مرمى فصائل المقاومة".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، وجهت الاثنين الماضي، بمغادرة عائلات دبلوماسييها والموظفين غير الضروريين من العراق، محذرة من عمليات "اختطاف"، ودعت مواطنيها إلى عدم السفر إلى العراق بسبب الإرهاب والاختطاف والصراع المسلح والاضطرابات المدنية، مؤكدة أن "الجماعات الإرهابية والمتمردة"، حسب وصفها، تهاجم بانتظام قوات الأمن العراقية والمدنيين ومناهضة للولايات المتحدة كما تهدد الميليشيات المواطنين الأمريكيين والشركات الدولية في جميع أنحاء العراق".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة