29 Jun
29Jun

عادت مشكلة عائلات داعش الإرهابي في مخيم الهول السوري إلى الواجهة مجددا، في ظل التوتر الأمني الذي تشهدها البلاد، لاسيما بعد إعلان بعض الفصائل العراقية المسلحة عن استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب حزب الله اللبناني ضد إسرائيل والتهديدات للمصالح الأمريكية في العراق، في حال دعمت هجوم الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
ومع مساعي العراق لإغلاقه، حذر النائب ياسر إسكندر، اليوم السبت، من وجود 35-45 ألف فرد ينتمون الى قرابة 60 دولة أغلبها من أسر داعشية تعتنق فكرًا متطرفًا هو الأخطر على مستوى العالم في مخيم الهول السوري.
وتتخوف الاوساط السياسية والامنية في العراق، من استخدام الدواعش في مخيم الهول من قبل امريكا كورقة لخلخلة الوضع الامني من جديد.
إذ قال إسكندر في حديث تابعته "النافذة" إن “العراق أكثر الدول تضررًا من الناحية الأمنية بوجود من 35-45 ألف فرد ينتمون إلى قرابة 60 دولة أغلبها من أسر داعشية تعتنق فكرًا متطرفًا هو الأخطر على مستوى العالم في مخيم الهول السوري على الحدود العراقية”.
وأضاف، أن “بغداد سعت منذ ثلاث سنوات لتفكيك مخيم الهول السوري من خلال دفع الدول للانفتاح على استعادة رعاياها”، مبينا أن “24 دولة بدأت فعليا بتنفيذ برامج استعادة رعاياها ضمن وجبات وهذه بداية إيجابية للوصول الى تفكيك شامل للمخيم وانهاء ما يمثله من خطر على البيئة الأمنية في الشرق الأوسط بشكل كامل”.
وأشار إسكندر الى أن “خطة العراق في استعادة رعاياه في الهول السوري تجري وفق ما خطط له من قبل مستشارية الامن القومي باعتبارها هي المعنية بالملف من ناحية الإدارة والتقييم ونحن نؤمن بقدرتها على منع وقوع أي خروقات وضمان استعادة كل من تورط بدماء العراقيين لتقديمه للعدالة”.
وتشير تقديرات إلى أن المخيم يضم نحو 50 ألف شخص، بينهم أجانب ينتمون لما يقرب من 60 دولة، فضلا عن نازحين سوريين ولاجئين عراقيين، يتخطى عددهم نصف العدد الإجمالي.
وكان المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، أكد في 22 حزيران يونيو الجاري، أن “الحرب الجارية في غزة وكذلك في لبنان ما بين حزب الله والكيان الصهيوني، هي حرب محور واحد، والعراق جزء من هذا المحور”، الأمر الذي دفع الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الى تهدد أمريكا بضرب جميع مصالحها في العراق والمنطقة في حال دعمت هجوم الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
وأعلن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، في 10 آيار مايو الماضي، دعوة العراق 60 دولة إلى سحب رعاياها من عوائل داعش الإرهابي في مخيم الهول السوري، لافتا إلى أن روسيا سحبت مؤخرا 32 طفلا (12 طفلة و20 طفلا) تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة.
وكشف تقرير لموقع ميدل ايست فورم البريطاني، في 4 نيسان أبريل الماضي، عن مواجهات وحمل علني للسلاح داخل قسم العائلات الأجنبية في مخيم الهول، مبينا أن عناصر داعش قد هاجموا خيمة تابعة للصليب الأحمر الدولي وهم يغطون وجوههم ويخرجون ويهاجمون حيث يقولون إن الهول هي إحدى قواعدهم و جزء مهم من بنيتهم التحتية”.
وكانت مصادر مطلعة كشفت في 11 آذار مارس الماضي، عن اشتداد حدة الخلافات بين اسر قادة وعناصر داعش في مخيم الهول، وسط معلومات تفيد أن عدد كبير من هذه الاسر ترغب بالبقاء في سوريا كون جميعهم مطلوبين للقوات الامنية والعشائر على خلفية ارتكابهم عمليات قتل وتفجير وتهجير ضد سكان المحافظة إبان غزوهم لمدن الانبار.
يشار إلى أن القيادي في الاطار التنسيقي عدي عبد الهادي أكد، في 5 فبراير شباط الماضي، بان أمريكا تريد إعادة فتح ممر سري للهول السوري باتجاه العراق من خلال قصف غربي الانبار، حيث ان وجود الحشد الشعبي في هذه المنطقة بمثابة خطر على المخططات الامريكية، التي تريد نقل الارهابيين بشتى السبل وخلق ممرات سرية لتدفقهم”.
ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا 73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال داعش، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.
وكان الآلاف من عناصر داعش نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار مارس 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، وقال النائب محمد كريم في وقت سابق إن “هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش”.
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة