27 Jul
27Jul

شهدت الكرة الأرضية في 27 يوليو من عام 2018 خسوفا للقمر هو الأطول منذ 100 عام، في ظاهرة طبيعية نادرة تعرف باسم "القمر الدموي".
ذلك الخسوف النادر يعوف أيضا بـ "المواجهة الكبرى مع المريخ"، وهو تموضع يحدث مرة كل 15 أو 17 عاما، وكان آخرها في 27 أغسطس 2003.
ما يوصف بالخسوف الأطول في القرن الواحد والعشرين استمر 4 ساعات، وتمت مراقبته في العديد من أرجاء الأرض.
في ذلك الحدث الذي تابعه بشغف المهتمون والخبراء، والعديد من الأناس العاديين في مختلف بقاع العالم، ظهر فيه كوكب المريخ تحت قمر اقترب من الأرض، حتى تهيأ لمن شاهده أنه بدا أكبر من القمر العادي بخمس مرات.
مثل هذا النوع من الخسوف ينتقل فيه البدر إلى ظل الأرض الذي تمده الشمس عليهاـ فيظلم للحظات، فيما يستمر وصول بعض ضوء الشمس على القمر، وينكسر بسبب الغلاف الجوي للأرض، ويضيئ بتوهج يتراوح بين الرمادي والأحمر القاني، بحسب الظروف الجوية، ولذلك يعرف بـ "القمر الدموي".
خسوف القمر وجد تجلياته منذ القدم في ثقافات وأساطير شعوب الأرض، حيث حاولت الحضارات القديمة إيجاد تفسير لهذا "المجهول"، فنسجت من وحي ثقافتها المحلية حكايات وأساطير عنها.
العيدد من الحضارات الغابرة، رأت في "القمر الدموي" فألا سيئا، وفسر شعب "الإنكا" في أمريكيا اللاتينية اللون الأحمر على أنه عبارة عن "جاكوار"، وهو حيوان يشبه الفهد، يهاجم القمر ويأكله.
هذه الحضارة العريقة كان أرادها يعتقدون أن الجاكوار يمكن أن يحول انتباهه بعد ذلك إلى الأرض، لذلك كان القدماء هناك يصرخون ويلوحون برماحهم ويجعلون كلابهم ترفع نباحها، على أمل إحداث ضوضاء كافية لإبعاد هذا الحيوان المفترس الخيالي ومنعه من التهام الأرض!

أما في بلاد الرافدين فقد كان خسوف القمر بالنسبة للقدماء بمثابة هجوم مباشر على الملك، ولذلك كانوا يتحوطون بفضل قدرتهم على التنبؤ بدقة معقولة بالخسوف، وذلك بوضع ملك بديل مزيف طول مدة الظاهرة.
يوضع شخص مجهول يتظاهر بأنه الملك، فيما يختبئ الملك الحقيقي وينتظر مرور الخسوف، وعندها يعود الملك الحقيقي على عرشه، ويختفي الملك المزيف!
بعض الحكايات الشعبية الهندوسية تفسر خسوف القمر على أنه نتيجة شرب الشيطان "راحو"، إكسير الخلود، فيما الآلهة التوأم الشمس والقمر تقطع رأس الشيطان على الفور، ولكن بما أنها استهلكت الإكسير، يبقى رأس "راحو" خالدا.

سعيا للانتقام، يطارد رأس "راحو" الشمس والقمر لالتهامهما، وإذا أمسك بهما، يحدث الخسوف، حيث يبتلع "راحو" القمر، إلا أنه يعود للظهور من رقبته المقطوعة.
قبائل هوبا ولويس إرمو الأمريكية الأصلية من كاليفورنيا كانت في زمنها تعتقد أن الخسوف يعني أن القمر أصيب أو مرض، وبعد الظاهرة يكون بحاجة لاسترداد عافيته تماما، ولذلك كان رجال هذه القبائل البدوية من الهنود الحمر يتولون المهمة بترديد أغاني الشفاء للقمر المتوعك!

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة