01 Aug
01Aug

في ظلّ الانتشار الكبير للمخدرات في العراق، باتت الأنبار ممراً رئيساً لعبورها وتعاطيها، وخاصة حبوب" الكبتاغون"، لتشهد المحافظة الغربية ارتفاعا مخيفا بنسبة التعاطي، مقارنة بآخر نسبة للعام الماضي.

القوات الأمنية دخلت في حرب مفتوحة مع شبكات تهريب المخدرات، وضبطت آلاف التجار والمهربين، وفي ما يخص الكميات، فقد أعلن في آذار مارس الماضي عن ضبط أكثر من 3 ملايين حبة من الكبتاغون في الأنبار عند الحدود مع سوريا، وهذه العملية تضاف لعمليات أخرى ضبطت فيها ملايين الحبوب المخدّرة.

ويقول مدير مكافحة المخدرات في الأنبار، أكرم الراشد، إن "الكبتاغون ينتشر في الأنبار ويشكل نسبة 70 بالمئة من أنواع المخدرات الأخرى مثل الكريستال والهيروين وغيرها، فالكفة الأرجح هي للكبتاغون، ويتم دخوله عن طريق منفذ القائم عبر حدود سوريا، إذ يأتي من لبنان إلى سوريا ثم العراق، وهذه الكميات يذهب جزء منها للمحافظات والكمية المتبقية توزع داخل الأنبار".

ويضيف الراشد، أن "نسبة تعاطي المخدرات في المدينة هي 20 بالمئة، وغالبيتهم من الرجال، ولم يتم تسجيل أي حالة ضبط تعاطٍ للنساء"، متابعا أن "طريقة التوزيع داخل الأنبار تتم عن طريق ناقلين أو مُدمنين أو عن طريق أناس يقعون ضحية لذلك، ولم تؤشر لدينا أي حالة تخص وجود مزارع للمخدرات في المحافظة".

ويؤكد أن "هناك خططاً نعمل عليها بين فترة وأخرى كعقد الورش والندوات في الجامعات أو في منظمات المجتمع المدني من أجل التوعية بخطورة تعاطي الممنوعات، التي راح ضحيتها الكثير من الشباب، كذلك تم افتتاح مركز لتأهيل المتعاطين يختص بإعادة تأهيل ممن تعاطوا المخدرات وإصلاحهم، وأن أغلب المتعاطين هم من فئة الشباب الذين تم ضبطهم من خلال الترويج أو النقل أو المتاجرة".

يذكر أن مصادر كشفت العام الماضي، عن نسب تعاطي المخدرات في الأنبار، وبحسب مسؤولين في المحافظة فإن النسبة تتراوح بين 10-15 بالمئة، ما يؤشر ارتفاعها بشكل سريع.

وبحسب تصريحات سابقة لشرطة الأنبار، فقد جرى القبض على أكثر من 450 متهماً بتجارة المخدرات وترويجها وتعاطيها خلال الـ11 شهراً الماضية، وتم ضبط أكثر من 3 ملايين و400 حبة مخدرة من الكبتاغون والمؤثرات العقلية.

وتعد مادتا الكريستال والحشيشة من أبرز أنواع المخدرات المنتشرة في وسط وجنوب البلاد، وتدخلان عن طريق محافظة ميسان والبصرة الحدوديتين مع إيران.

وكانت مصادر، كشفت عن نسب تعاطي المخدرات بين الشباب "ذكورا وإناثا" في العديد من المحافظات، ومنها كركوك، حيث بلغت نسبة التعاطي فيها 5 بالمئة، فيما كشفت مصادر أيضا عن طريق وصول المخدرات إلى كركوك، ومن ثم الطريق نحو بغداد.

من جانبه، يبيّن الخبير الأمني عقيل الطائي خلال حديث لـه أن "محافظة الأنبار وموقعها الجغرافي الحدودي والصحراء الممتدة إلى منفذ طربيل ومنفذ الوليد، هي ممرّات لدخول الشاحنات، وكذلك منفذ القائم، تساهم بشكل كبير بدخول المخدّرات".

ويتابع الطائي، أن "سبب الانتشار الكبير للمخدرات هو قلة الوعي والبطالة واستغلال المراهقين بالتوزيع مقابل مبالغ زهيدة، بالتالي هنالك خلل أمني حدودي، وأحياناً يتم استغلال أشخاص لا يخضعون للتفتيش لإدخال الممنوعات"، مبينا أن "العراق بلد يفتقر للاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، لذا تنشط فيه هكذا تجارة، وهذا الحال أشبه بسوريا، لكن بالمقابل فأن القوات الأمنية لم تتدخر جهداً لمحاربة انتشار المخدرات، لكن اعتقد أن هنالك غطاءً سياسيا لكبار التجار في هذا المجال".

وورد ضمن ملف المخدرات وشمل محافظات عديدة، أن نسبة تعاطي المخدرات في محافظة كربلاء، ذات الطابع الديني، تراوحت بين الشباب بين 3-5 بالمئة خُمسهم نساء، وسط تعكز كبير على مركز واحد لمعالجة الإدمان من المؤمل أن يفتتح قريبا داخل "المستشفى التركي"، فيما كشف الملف عن تفاصيل وأرقام صادمة بشأن تعاطي المخدرات في واسط وذي قار، حيث بلغت نسبة التعاطي بين شباب ذي قار 20 بالمئة، بينهم 5 بالمئة إناث، فيما استفحل التعاطي بين الإناث والذكور أيضا في واسط، وبنسبة مرتفعة بحسب المتخصصين، من دون تحديد الأرقام لافتقار المحافظة إلى مراكز متخصصة.

وفي الآونة الأخيرة، باتت المخدرات تصنع داخل العراق، سواء بمعامل أو عبر زراعتها في مزارع صغيرة سرية، بمساعدة أشخاص من إيران وأفغانستان، وهذا ما جرى في البصرة وذي قار وواسط.

يشار الى أن منظمة محلية كشفت في العام الماضي، نسب تعاطي المخدرات التي تجاوز 40 بالمائة بين بعض الفئات العمرية من الشباب، وهي من 15– 35، فيما تنحصر النسبة الأكبر للإدمان بين أعمار 17- 25 عاما.

بالمقابل، يبين عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق علي البياتي، خلال حديث لـه أن "قضية تهريب الكبتاغون، ترتبط بأمور كثيرة، منها ضعف سيطرة الأجهزة الأمنية ووجود ما يطلق عليه باقتصاد السيطرات، التي يتم التمرير من خلالها كل هذه الحمولات من خلال دفع رشاوى والتنسيق بين هذه العصابات وهذه السيطرات ونقاط التفتيش الموجودة على الطرق".

ويتابع البياتي، أن "طرق دخول المخدرات كثيرة، فالعصابات تستخدم الفواكه والخضراوات، حتى أن هناك تقارير تقول يتم استخدام جثث الحيوانات الميتة، بالتالي هم يحاولون إخفاء هذه البضاعة بشتى الوسائل"، مبينا أن "هناك مشاكل تتعلق بالبنى التحتية والتعامل مع هذا الموضوع على مستوى الأجهزة الكاشفة بالإضافة إلى ضعف القرار الأمني والتشتت والتدخلات السياسية والفساد الموجود بهذه الأجهزة".

ويوضح أن "هناك علاقة عكسية ما بين نمو هذه العصابات وبين مد جذورها داخل الأجهزة الأمنية، وأعتقد الموضوع يحتاج إلى قرار سياسي أولاً ثم بذل الجهود الممكنة لضبط هذا الموضوع".

ووفق بيان سابق لمفوضية حقوق الإنسان، فان مادة "الكريستال ميث" هي الأكثر طلبا في العراق، بالإضافة إلى الحشيشة و"الكبتاغون"، التي يتم تداولها بين الشباب، خصوصاً الفئات العمرية بين 17 و35 سنة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة