24 Oct
24Oct

أثار قرار ترحيل 5 آلاف مهاجر عراقي من ألمانيا، حفيظة اللاجئين العراقيين، والجهات الحكومية على حد سواء، لاسيما وأن معظم هؤلاء اللاجئين ينتمون للمكون الإيزيدي الذي تعرض إلى "إبادة جماعية" إبان سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى في 2014.

وفيما تؤكد وزارة الهجرة رفضها لأي قرار ترحيل قسري بحق العراقيين في الخارج، كشفت لجنة نيابية مختصة أن اتصالات وتحركات تجري حالياً بشأن هذا الملف، في وقت يستعد فيه آلاف اللاجئين العراقيين الإيزيديين للتجمع أمام البرلمان الألماني، احتجاجا على هذا القرار.

ويقول وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري، خلال حديث لـه، إن "العراق أكد في أكثر من موقف بأنه يرفض عودة العراقيين في أي دولة بشكل قسري، وهذا الأمر يخالف الكثير من القوانين الدولية ويعارض مبدأ حقوق الإنسان".

ويبين النوري، أن "الجهات الحكومية المختصة وعلى رأسها وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الخارجية، سيكون لهم تحرك بشأن معلومات إعادة العراقيين من ألمانيا بشكل قسري، وهناك اتصالات تجري حالياً مع الجهات الدولية ذات العلاقة للوقوف على وضع العراقيين في ألمانيا، وباقي الدول الأخرى".

ويضيف أن "العراق رفض وسيرفض أي إجراء يجبر العراقيين، الذين تحملوا المصاعب ومخاطر السفر على العودة قسراً من دون توفير البرامج والخطط التي تساعد على توفير البيئة المناسبة لعودتهم، كما أن هكذا قرارات تتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، كما على المنظمات الدولية والجهات ذات العلاقة بالتعاون مع الجهات الحكومية العراقية لتوفير حياة كريمة لتلك العائلات وتقديم المساعدة لهم وتسهيل الإجراءات المتعلقة بطلبات لجوئهم وإعادة توطينهم".

ومنذ يومين، تواردت أنباء عن نية ألمانيا ترحيل 5 آلاف طالب لجوء إيزيدي، فيما نظم مئات الإيزديين في ألمانيا تظاهرات وإضراب عن الطعام أمام البرلمان الألماني، للضغط بشأن منع تنفيذ القرار.

وكانت النائب فيان دخيل، أكدت في بيان لها يوم أمس، أن هناك معلومات غير رسمية، تفيد بأن نحو 5 الاف إيزيدي متواجد حاليا في ألمانيا، مهددون بإعادة الترحيل للعراق، وهذا أمر محبط للغاية، ومؤلم ايضا، مطالبة وزارة الخارجية العراقية للتدخل السريع والعاجل، وحث الحكومة الألمانية على مراعاة وضع الإيزيديين المشمولين بالترحيل.

وقد تعرض المكون الإيزيدي في سنجار غربي نينوى، في 3 آب أغسطس الى اجتياح من قبل تنظيم داعش الذي قام بتنفيذ إبادة جماعية تمثلت بقتل الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب من خلال عمليات إعدام جماعية، فضلا عن سبي (خطف) النساء والفتيات والأطفال.

ومنذ سنوات حاولت الحكومة الاتحادية، البدء ببرنامج لإعادة النازحين الإيزديين الى مدينة سنجار وإغلاق مخيمات النزوح، وفتحت باب العودة الطوعية، لكن المقومات والبنى التحتية لم تكن متوفرة في المدينة، خاصة بعد دخولها في الصراع الدائر بين اطراف عدة، داخلية وخارجية، إذ وقعت الحكومة الاتحادية في التاسع من تشرين الاول اكتوبر الماضي، مع حكومة اقليم كردستان اتفاقا وصف بـ"التاريخي" حول سنجار، تضمن اخراج كافة الفصائل وعناصر حزب العمال الكردستاني منه، واخضاعه لسيطرة القوات الامنية الاتحادية، لكن هذا الاتفاق لم يطبق على ارض الواقع بسبب فشل بغداد واربيل في تنفيذه بذريعة التحديات التي واجهتهما على ارض الواقع.

من جهته، يؤكد عضو في لجنة الهجرة والمهجرين النيابية أسامة البدري، خلال حديث لـه، أن "اتصالات تجري حالياً مع كل من وزارة الخارجية ووزارة الهجرة والمهجرين، بشأن المعلومات التي تفيد بترحيل نحو 5 آلاف إيزيدي لاجئ من ألمانيا، فهذا أمر خطير جداً، ويعرض حياة هؤلاء الى الكثير من المخاطر".

ويشدد البدري على أن "وزارة الخارجية مطالبة بالتحرك سريعاً بشأن هذه القضية، دون أي مماطلة وتسويف، كحال باقي الملفات الأخرى، فهذه القضية إنسانية وتتعلق بحياة وسلامة الآلاف من العراقيين، كما أن العودة القسرية أمر يخالف كل مبادئ حقوق الإنسان العالمية، وعلى ألمانيا الالتزام بهذا الأمر".

ويضيف أن "السوداني وحكومته يهتمون بشكل جيد في الأقليات، ولهذا إننا مطمئنون بأن حراكا حكومياً سيكون عاجلا من أجل منع أي عودة قسرية لنحو 5 آلاف إيزيدي لاجئ من ألمانيا، كما هناك تواصل واتصال من قبلنا مع المنظمات الدولية ذات العلاقة لمنع هكذا إجراءات أو اتخاذ هكذا قرارات في المستقبل من قبل ألمانيا وغيرها من الدول".

يذكر أن وزارة الهجرة سبق وأن أعلنت عن رفضها العودة القسرية للاجئين المرفوض لجوؤهم وأكدت أن المواطن العراقي عانى وتحمل الكثير من أجل الحصول على اللجوء.

بالمقابل، يشير سامان داود، ناشط إيزيدي يقيم في ألمانيا، خلال حديث لـه، إلى أنه "خلال الأيام القليلة الماضية ظهرت بوادر ألمانية لترحيل قرابة 30 ألف لاجئ عراقي بينهم 5000 لاجئ من الإيزيديين الذين رفضت طلباتهم، وهذا الأمر أثار حفظيتنا كلاجئين في هذا البلد والأمر شكل صدمة لمجتمعنا هنا خاصة أن ألمانيا اعترفت هذا العام بالإبادة الجماعية الايزيدية".

ويبين داود أن "الإيزيديين يعانون الإهمال في بلدهم من قبل من يمثلهم وكذلك من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وكذلك هناك صراعات سياسية مستمرة على مناطقهم ووجود مشاكل أمنية في مناطقهم منها القصف التركي المستمر على سنجار وهذه العوامل تؤكد عدم وجود بيئة آمنة للإيزيديين في بلدهم العراق وبالتالي فإن ترحيلهم هو أمر غير قانوني ويجب أن يتوقف، فالايزيديون لا يشعرون بالأمان في العراق".

ويضيف: "تواجدنا أمام البرلمان الألماني وقمنا بوقفة احتجاجية حضرها آلاف من اللاجئين الإيزيديين وقام عدد من أعضاء البرلمان الألماني بتلقي طلبات المحتجين وتم الاتفاق على استثناء اللاجئين الإيزيديين من عملية الترحيل ولكن على أن يحظى الأمر بموافقة وزيرة الداخلية الألمانية".

وشهد العام 2021، موجة هجرة كبيرة من العراق نحو الأراضي البيلاروسية، في رحلة للوصول عبرها إلى دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد تسهيلات قدمتها بيلاروسيا للمهاجرين بعد أزمة سياسية مرت بها مع أوروبا.

واستقبلت الدول الأوروبية وأمريكا وأستراليا مئات الآلاف من العراقيين، ووافقت على طلبات اللجوء لنسبة كبيرة منهم، فيما رفضت استقبال أعداد كبيرة لأسباب مختلفة، وبقي المرفوضة طلباتهم يعانون داخل تلك الدول، وبذات الوقت يتم تهديدهم بالترحيل وإعادتهم إلى العراق.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة