ليست بالحمضيات هذه المرة، بل في تربية الدواجن وإنتاج اللحوم والبيض، إذ تصدرت محافظة ديالى باقي المحافظات بأعداد الحقول هذا العام، بالرغم من تعرضها لخسائر كبيرة خلال السنوات الماضية.
أكثر من 12 مليون دجاجة صدرتها المحافظة منذ مطلع العام الحالي أنتجت من خلال أكثر من ألف حقل للدواجن، جعلت ديالى في طليعة المحافظات بإنتاج الدجاج، وهو ما يرجعه مسؤول شعبة الدواجن في زراعة ديالى أرشد مجيد، إلى "نمو العمل من خلال استخدام المكننة الحديثة وتشكيل فريق عمل مشترك بين المستشفى البيطري والمربين أثمر عن طفرة نوعية في الإنتاج".
ويتابع مجيد خلال حديثه لـه، أن "الحقول في ديالى أسهمت بإنتاج أكثر من 600 ألف كارتون بيض، يتم تصدير الجزء الأكبر منها إلى وسط وجنوب العراق، إضافة إلى تغطية حاجة المحافظة من البيض ولحم الدجاج"، لافتا إلى أن "الحقول الكبيرة التي أنشئت في ديالى تتبع نظاما حديثا هو نظام (الكيجز)، المتضمن تربية أعداد كبيرة من الطيور في الحقل الواحد".
ويؤكد أن "سد حاجة السوق العراقية من اللحوم والبيض مرهون بتلقي العاملين فيه حماية حكومية مقترنة بتوفر الأعلاف بأسعار مدعومة مع تحسين الكهرباء والحد من دخول المنتجات المهربة".
وكانت محافظة ديالى، أعلنت إحصائية لتسويق منتجاتها من الدواجن خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، مؤكدة إنتاج أكثر من سبعة ملايين من فروج اللحوم، وأكثر من 413 ألفا من الدجاج البياض، وأكثر من 262 ألف صندوق من بيض المائدة.
وساهم دخول المكننة الحديثة في تربية الدواجن في محافظة ديالى بالتحول من التربية إلى صناعة الدواجن، إذ يقول أخصائي الأمراض المشتركة في المستشفى البيطري في ديالى، أمجد الطائي، خلال حديث لـه إن "المربين في المحافظة واكبوا التطور، وتم استيراد وسائل حديثة أسهمت إلى حد كبير في توفير بيئة ملائمة انعكست إيجابا على تعافي إنتاج الحقول من لحم الدجاج والبيض".
ويضيف الطائي أن "الالتزام الذي شهدته المحافظة هذا العام من قبل المربين من خلال تلقيح أغلب الدواجن وفق الجداول الزمنية المقرة، علاوة على استخدام أصناف جيدة من الأعلاف عوامل ساعدت على الوصول إلى هذه الكميات من الإنتاج"، مشيرا إلى أن "ديالى تحتل مكانة متقدمة في تجارة وتربية الدواجن، إلا أن قسما من حقولها مجاز بشكل رسمي والقسم الآخر لا يحمل تراخيص أو إجازات عمل رسمية".
وفي آب الماضي، أعلن المستشفى البيطري في ديالى، مجددا ارتفاع إنتاج الدواجن والأسماك في ديالى بنسبة 5 بالمئة، مشيرا إلى أن قلة الأمراض هي العامل الأبرز في زيادة الإنتاج، وبحسب مديرة المستشفى ابتسام القيسي فإن تسويق الدواجن والأسماك يصل إلى أكثر من 10 محافظات، خاصة وان ديالى تتصدر العراق بالإنتاج.
وبالنسبة للأسعار، يوضح جميل العبيدي، وهو صاحب حقول دواجن تقع قرب بعقوبة، مركز محافظة ديالى، خلال حديث لـه، أن "أسعار الدواجن ومنتجاتها تعتمد على العرض والطلب، وليس بناءً على اللوائح التي تضعها الدوائر الحكومية المعنية".
ويضيف العبيدي، أن "مشاريع الدواجن في ديالى تنتج خمسة أضعاف حاجة الأهالي، ويسوّق أكثر من 70 بالمئة من الإنتاج إلى أسواق جنوب ووسط العراق لأنها أسواق دائمة لهذه المنتجات منذ أكثر من 40 سنة، ففي بغداد مثلاً، ذات الكثافة السكانية الأكبر في العراق، لا توجد حقول دواجن تؤمن احتياجات السكان هناك".
ويؤكد أن "عددا غير قليل من العاملين في قطاع الدواجن تعرضوا لخسائر كبيرة خلال المواسم السابقة بسبب إصابة دواجنهم بأنفلونزا الطيور، علاوة على الافتقار إلى الدعم الحكومي كتوفير الأعلاف بأسعار مدعومة واللقاحات اللازمة، إلا انهم عاودوا العمل مرة أخرى خلال العام الحالي".
وكانت وزارة الزراعة أقرت العالم الماضي، خلال حديثها لـه، بغياب الدعم الحكومي للمزارعين وأصحاب حقول الدواجن والأسماك، وأشرت توقف تزويدهم بالمواد الأولية بسعر مدعوم، على عكس السنوات السابقة، حيث كانت الوزارة تدعم هذه القطاعات بما تحتاجه.
ويعاني أغلب منتجي المحاصيل الزراعية وأصحاب الدواجن من مسألة فتح الاستيراد الذي يهدد إنتاجهم، لأنه دائما ما يكون المستورد أرخص سعرا من المحلي، نظرا لارتفاع تكلفة المواد الأولية مثل الأعلاف والأسمدة والبذور.
بدوره، يقول سجاد العزاوي، مالك أسواق لبيع منتجات الدواجن في بعقوبة، خلال حديث لـه إن "غزارة الإنتاج لهذا العام بدت واضحة من خلال أسعار البيض حيث تباع طبقة البيض الواحدة بـ6 آلاف دينار للزبون واحيانا تصل إلى 5 آلاف فقط، والأمر يخضع إلى العرض والطلب".
ويلفت إلى أن "البيض في الصيف يكون بسعر أقل منه في الشتاء بسبب المخاوف من تعرضه إلى التلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة"، مشيرا إلى أن "رغبات المواطنين تغيرت مؤخرا فلم يعد بيع الدجاج بشكل كامل هو المفضل لهم، بل تحول أكثر عملهم إلى بيع الدجاج المقطع بأسعار مختلفة حيث يصل سعر الكيلو من قطع الأفخاذ إلى 5 آلاف دينار، فيما يكون الصدر المسحب من العظم بـ8 آلاف دينار، والدجاج الكامل يكون سعر الكيلوغرام منه بـ6 آلاف دينار".
لكن بالنسبة لكريم علي، وهو موظف حكومي متقاعد، فإن أسعار منتجات الدواجن "عالية جداً"، فكما يقول "لا تزال بعيدة عن متناول اليد"، وكذلك البيض حيث تحتاج أسرته المكونة من 7 أفراد إلى اكثر من 3 طبقات شهريا، خصوصا مع بدء العام الدراسي واجتماع العائلة على مائدة الإفطار الصباحي.
ويشير علي، خلال حديث لـه إلى أنه يعتمد في الدجاج على النظير المستورد "المجمد" بسبب الفارق الكبير في السعر المقترن بفارق اكبر في النكهة والطعم، "إلا أنها حيلة المضطر"، كما يصف.
وتحتل ديالى مكانة متقدمة في تجارة وتربية الدواجن وتحوي نحو 1000 مشروع دواجن موزعة في الوحدات الإدارية.