05 Nov
05Nov

مازالت الحرب الحذرة التي تشنها الفصائل المسلحة في العراق ضد القواعد والمصالح الأمريكية تنذر بالمزيد، لاسيما بعد تفاعل عدد من هذه الفصائل مع خطاب أمين حزب الله اللبناني حسن نصر الله الجمعة الماضي.

وفيما وصف مراقب للشأن السياسي والأمني خطاب نصر الله بالضوء الأخضر للتصعيد ضد المصالح الأمريكية، أكد أن بعض الفصائل ستندفع تحت تأثير هذا الخطاب، فيما رأى آخر أن نصر الله، لا يريد دخولا مباشرا في الحرب، في وقت كشف مقرب من الفصائل عن "جدية" في قضية التصعيد العسكري.

ويرى رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، خلال حديث لـه، أن "الفصائل المسلحة العراقية قد لا تندفع جميعها نحو الاستجابة للضوء الأخضر الذي منحه أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله لبدء عمليات عسكرية، لكن هناك أطراف تتعاطى من هذه الدعوة، منها حركة النجباء التي رحبت وكذلك كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء".

ويتوقع الشمري "تصاعد استهداف الوجود الأمريكي في العراق وسوريا، خصوصا بعد رفع شعار وحدة الساحات من قبل فصائل المحور، ورغم أن الحكومة أعلنت بأن قرار الحرب هو قرار سيادي تمتلكه الدولة، لكن لن يبقى الأمر كذلك إذا ما تحول العراق إلى أرض عدائية للأمريكان وتصاعد الاشتباك وانتقل من الاستهداف غير القاتل إلى الاستهداف القاتل، فهنا الرد الأمريكي سيكون في مستويات عديدة ولن يكون عسكريا فقط، بل سياسيا واقتصاديا".

ويكمل أن "كرة النار سوف تطول العراق، لاسيما أن رئيس الوزراء غير قادر على كبح جناح بعض الفصائل المسلحة، فرغم إعلان حكومته بأنها سوف تلاحقها، لم يكن هناك تحرك بهذا الاتجاه، بل تلك الفصائل تحدثت بشكل صريح من خلال البيانات، بأنها ستعمل على تحرير عسكري، وهذا الأمر لم يقابله أي رد عملي وفعلي من قبل حكومة السوداني، وهذا بسبب أن ركيزة الحكومة مشكلة من قبل الفصائل المسلحة".

وكان مقررا أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى العاصمة بغداد، اليوم الأحد، في وقت تشهد فيه القواعد الأمريكية في العراق وسوريا استهدافات متكررة من قبل الفصائل، ومن المتوقع تركز مباحثات المسؤول الأمريكي على تصعيد الفصائل المسلحة للهجمات ضد الأهداف والمصالح الأمريكية.

وهاجم المسؤول الأمني في كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، مساء أمس السبت، الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي، معتبراً إياها زيارة "غير مرحب بها".

من جهته، يشير المحلل السياسي مجاشع التميمي، خلال حديث لـه إلى أن "خطاب نصر الله، أكد أن من قام بعملية طوفان الأقصى هي المقاومة الفلسطينية، وهذا يعني أن حزب الله اللبناني والفصائل المسلحة العراقية لا تتدخل بشكل مباشر بهذا الحرب".

ويضيف التميمي، أن "نصر الله يدرك جيداً أن دخوله لهذه المعركة سيخلف نتائج مدمرة على إيران وكل محور المقاومة، لكن يبقى دور حزب الله مؤثرا باعتباره احد عوامل الضغط على الجانب الإسرائيلي من الجبهة الشمالية، لكن لا نتوقع دخولا مباشرا في هذه المعركة من قبل حزب الله وغيره، ومحور المقاومة يراهن الآن على عامل الوقت وعلى ممارسة المزيد من الضغط على الجانب الأمريكي والجانب الغربي".

ويتابع أن "أي تصعيد حقيقي ضد الأهداف والمصالح الأمريكية لن يتم من قبل الفصائل المسلحة، فهذه الفصائل تدرك جيدا أن التصعيد سيكون مقابله تصعيد أمريكي وهذا يدخل العراق في أزمات أمنية، وكذلك يوقع الحكومة الحالية في حرج كبير أمام المجتمع الدولي، ولذا نتوقع أن يبقى التصعيد إعلامياً".

وخلال خطابه، الجمعة الماضي، أشاد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بمشاركة فصائل عراقية والحوثيين بالحرب في غزة، معرباً عن شكره لمشاركتهم في الإحداث، إذ قال: التحية للسواعد العراقية واليمنية بعد المشاركة في حرب غزة.

وكان السوداني، أكد أمس السبت أن الدولة هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة، انطلاقاً من مصلحة أبناء الشعب، في إشارة إلى ما باتت تعلنه بعض الفصائل المسلحة القريبة من إيران، من أنها باتت حرة في كيفية التعامل مع تطورات الأحداث في غزة.

بدوره، يؤكد المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة علي فضل الله، خلال حديث لـه أن "خطاب نصر الله، كان واضحا بأن قادة المقاومة في العراق هم المسؤولون عن كل التحركات والعمليات التي يقومون بها، وأثنى على تلك العمليات وأعلن دعمه لها، لكن ليس هناك ضوء اخضر من قبله، فقادة الفصائل العراقية هم المسؤولون عن ذلك، مع وجود تنسيق بين كل محور المقاومة".

ويبين فضل الله، أن "هناك جدية في قضية تصعيد الفصائل لعملياتها ضد الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق وعموم المنطقة وهذا يأتي بسبب استمرار الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني واستمرار ارتكابه المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة".

ويضيف المقرب من الفصائل المسلحة أن "تحركات الفصائل ليس لها أي علاقة بالحكومة، وقادة الفصائل يتحركون وفق المصلحة العليا التي يرونها، وهم يتخذون المواقف بشكل منفصل على الدولة العراقية"، لافتا إلى أن "قرار التصعيد هو قرار الفصائل وليس للحكومة أي دخل بذلك، فالفصائل لا تريد أي ضرر وإحراج للحكومة، لكنها مستمرة في نصرة الشعب الفلسطيني".

يشار إلى أن الفصائل المسلحة في العراق، دخلت على خط أزمة غزة منذ البداية، وعادت لاستهداف القواعد الأمريكية في بغداد وأربيل، فضلا عن الموجودة في الأراضي السورية، ويجري الاستهداف بشكل يومي عبر الطائرات المسيرة.

وقد ردت واشنطن على هذا الاستهداف، عبر قصفها مقار وعجلات تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة آلبو كمال المحاذية للحدود العراقية في الجانب السوري، والتي تشهد تمركزا للقوات الإيرانية منذ سنوات.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة