أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، اليوم الخميس، اتخاذ إجراءات قانونية بحق الشخص الذي أقدم على إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد في العاصمة السويدية استوكهولم، أمس الأربعاء، مؤكداً أن الإجراءات تتضمن طلب استرداده من السلطات السويدية ومحاكمته وفقاً للقانون العراقي.
وقال مجلس القضاء في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "رئيس المجلس فائق زيدان وجَّه باتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشخص الذي أقدم على إحراق المصحف الشريف، عملاً بأحكام المادة الـ 14 من قانون العقوبات العراقي النافذ".
ويأتي هذا البيان بعد موجة غضب شعبية واسعة على إقدام لاجئ عراقي في السويد يدعى سلوان موميكا، بإحراق نسخة من القرآن الكريم.
وأسس موميكا مليشيا مسلحة بالعراق في عام 2016 باسم "صقور السريان" نشطت بمناطق سهل نينوى، وفقاً لمسؤول أمني في محافظة نينوى.
وأضاف المسؤول أن "خلافات حادة بين موميكا وزعيم مليشيا "بابليون"، ريان الكلداني، وصلت إلى اشتباكات مسلحة بين الطرفين، كان أساسها خلافات على تقاسم النفوذ بمناطق سهل نينوى، أدت إلى مغادرته العراق إلى السويد نهاية عام 2017، وهو ما أدى إلى انضمام أغلب أفراد المليشيا التي أسسها إلى بابليون (التي أصبحت لاحقاً أحد فصائل الحشد الشعبي)".
وأكد المسؤول، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن موميكا "يواجه اتهامات ودعاوى قضائية سابقة في سهل نينوى والموصل تتعلق بانتهاكات حقوقية ومخالفات قانونية مختلفة"، دون أن يكشف عن محتواها.
وأعربت وزارة الخارجية العراقية، أمس الأربعاء، عن استنكارها لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف، مؤكدة أن "هذه الأحداث من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم وتشكل استفزازاً خطيراً".
وفي السياق ذاته، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى تظاهرات غاضبة أمام السفارة السويدية في بغداد على إثر جريمة "إحراق المصحف"، مشدداً على قطع العلاقات مع السويد.
وقال الصدر في بيان نشره على حسابه في تويتر: "إذا كانت حرية التعبير مكفولة ومقرة عراقياً وعالمياً، فعلى المؤمنين التعبير عن رأيهم بخصوص إحراق الكتب السماوية، ولا سيما القرآن الكريم، أمام المساجد والسفارات وفي أعياد المسلمين". ودعا الصدر إلى "تظاهرة حاشدة غاضبة ضد السفارة السويدية في العراق للمطالبة بطرد السفير السويدي".