08 Aug
08Aug

بعد مرور يوم واحد، على إعلان العمليات المشتركة، التوصل الى معلومات بشأن هوية منفذي الهجوم الصاروخي الذي طال قاعدة “عين الأسد” غربي العراق، كشفت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، عن أسماء المعتقلين المتهمين بالتورط في الهجوم، والقرارات التي يسعى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لاتخاذها من أجل الحد من تكرار تلك الهجمات التي تحرج الحكومة.
إذ ذكرت المصادر أن “المعتقلين المتورطين بالهجوم الذي طال قاعدة عين الأسد، ليلة الاثنين الماضي، والذي تسبب بإصابة ما لا يقل عن خمسة جنود أمريكيين، هم: المقدم عايج عطا الله أحمد الجغيفي والضابط قاسم عبد هراط مطر الجغيفي/ استخبارات لواء 57، وقاسم خلف فرحان هويدي الجغيفي/ استخبارات برونه، كذلك محمد عذاب هلال الجغيفي وشاكر عذاب هلال  الجغيفي/ الحشد العشائري قاطع حديثة”.
وأضافت المصادر، أن “الشيخ مندول دهيم الجغيفي والشيخ خضر حمدان حمد الجغيفي، قد تم حجزهما في مديرية الأمن وانضباط الحشد الشعبي لغاية الساعة الثانية عشر من ظهر اليوم (الأربعاء)”.
ولفتت المصادر، إلى أن “رئيس مجلس الوزراء وصله تقرير حول قصف قاعدة عين الأسد، ويتضمن توصيات يخطط هو لتنفيذها، وأبرزها نقل حشد حديثة، إلى قاطع آخر، بسبب تكرار الهجمات هناك، وتسليم القاطع إلى قوة أخرى من الجيش العراقي، مع مقترح نقل قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن كثير عبد الرحمن القيسي، وضباط القوى الماسكة اللي تنطلق منه صواريخ باتجاه عين الاسد”.
وكانت قيادة العمليات المشتركة، أعلنت أمس الثلاثاء، التوصل الى معلومات وصفتها بـ”المهمة” بشأن هوية منفذي الهجوم على قاعدة “عين الأسد” غربي العراق لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.
وأكدت القيادة في بيان أنه “حصل اعتداء على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية في محافظة الأنبار، والتي يتواجد في بعض أقسامها عدد من مستشاري التحالف الدولي، وذلك بواسطة صاروخين أُطلقا من عجلة حمل من داخل قضاء حديثة”.
وأوضحت أن “القطعات الأمنية شرعت بالتحرّك الفوري، وضبطت العجلة من نوع حمل/ كيا، وبداخلها (8) صواريخ من أصل (10) كانت مُعدّة للإطلاق”، مضيفة أنه “تم تفكيكها تحت السيطرة من قبل مفارز المعالجة الهندسية”.
وتابعت القيادة بالقول، إن “الجهات والتشكيلات المختصة في قواتنا الأمنية، ومن خلال العمل الاستخباري والأمني، توصّلت الى معلومات مهمة عن مرتكبي هذا الاعتداء، وحاليا يتم ملاحقتهم لتقديهم إلى العدالة”، لافتا إلى أنه “في ذات السياق ستجري محاسبة المقصّرين المسؤولين عن القاطع ومقترباته، من القادة والآمرين والضبّاط”.
ولفت البيان إلى أنه “نؤكد مجدداً، مُضيّنا في بذل كل الجهود، للحفاظ على أمن العراق واستقراره ولن نقبل بأن تكون الأرض العراقية ساحة لتصفية الحسابات وخلط الأوراق والانجرار الى ويلات الحروب وتداعيات الصراعات”.
إلى ذلك، أعلنت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أمس الثلاثاء، وجود تحرك حكومي حقيقي لشراء منظومات دفاع جوي متطورة لحماية الأجواء العراقية من أي خروقات خلال المرحلة المقبلة.
وتعرضت قاعدة عين الأسد الجوية غربي محافظة الأنبار والتي تضم قوات أمريكية ومستشاري التحالف الدولي،  مساء الإثنين (5 آب أغسطس الجاري) ، إلى قصف بصاروخين.
وكشف مصدر أمني مطلع، في الوقت ذاته، أن عملية استهداف قاعدة عين الاسد كان معداً لها بـ5 صواريخ كانت محملة على منصة الإطلاق على المحمولة على العجلة لكن المنصة فشلت بإطلاق الصواريخ البقية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين امريكيين قولهم إن “ما لا يقل عن خمسة جنود أمريكيين أصيبوا في هجوم على قاعدة عسكرية في العراق يوم الاثنين”.
وذكر المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن “أحد الجنود أصيب بجروح خطيرة، وذكروا أن عدد الجرحى يستند إلى معلومات أولية يمكن أن تتغير.
وقال أحد المسؤولين إن “العسكريين بالقاعدة يجرون تقييما للأضرار بعد الهجوم”.
وكانت وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يعمل منذ أيام للضغط على الفصائل المسلحة لإيقاف عمليات التصعيد ضد الأمريكيين بعد عملية قصف قاعدة عين الأسد، خشية من ردود أفعال أمريكية قد تصعد الموقف الأمني وتربكه داخل العراق، لافتة إلى أن السوداني تواصل مع شخصيات إيرانية من اجل أن تضغط طهران على تلك الفصائل لوقف تصعيد عملياتها ومنحه فرصة جديدة لإنهاء الوجود الأمريكي في العراق.
وفي 1 آب أغسطس الجاري، تعرضت مواقع عدة للحشد الشعبي في جرف الصخر بمحافظة بابل، إلى قصف أمريكي، أسفر عن “ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين”، بحسب بيان للحشد، فيما جرى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، الأمر الذي وسع رقعة الصراع بين الفصائل والقوات الأمريكية.
وتشن فصائل مسلحة عراقية، عمليات استهداف متكررة ضد إسرائيل، وقواعد أمريكية في العراق وسوريا، “انتصارا لغزة وفلسطين”، كما تقول، قبل أن تتخذ قرارا بوقف هجماتها تجاه المصالح الأمريكية.
واستُهدف موقع قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، في 26 تموز يوليو الماضي، بعد توقف للصدام دام لخمسة أشهر، بطائرة مسيّرة وأربعة صواريخ كراد دون وقوع خسائر بشرية أو مادية، فيما تعرضت القوات الأمريكية في حقل كونيكو بسوريا لهجوم بثلاثة صواريخ، مما أصاب منظومة دفاع جوي ونقطة رادار داخل القاعدة.
وردت القوات الأمريكية في الوقت ذاته، على هجوم كونيكو بقصف مواقع للفصائل المسلحة العراقية واللبنانية في ريف دير الزور السوري باستخدام الطيران الحربي، وفي هجوم آخر، استهدفت الفصائل العراقية بطائرتين مسيرتين قاعدة عين الأسد الجوية، وذلك قبل توجه الوفد العراقي إلى واشنطن لبحث الانسحاب العسكري.
فيما يرى محللون، أن تصاعد الهجمات بين الفصائل المسلحة العراقية والقوات الأمريكية في المنطقة سيزداد في الأيام المقبلة، مشيرين إلى أن الهدنة كانت مشروطة بمنح رئيس الوزراء العراقي وقتاً لإقناع الإدارة الأمريكية بسحب قواتها من العراق، وهو ما لم يتحقق بعد.
وبدأ وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي، ومسؤولين أميركين، في 22 تموز يوليو الماضي، جولة جديدة من الحوار الأمني المشترك بين البلدين، بما في ذلك مستقبل التحالف الدولي، حيث أكد الطرفين التزامهما بالتعاون الأمني والاستقرار الإقليمي، وتطوير القدرات الأمنية العراقية، وذلك وفق البيان المشترك بينهما، والذي شدد على استمرار دعم التحالف الدولي في محاربة داعش، دون التطرق إلى انسحاب القوات الأمريكية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة