07 Aug
07Aug

تتكرر بين فترة وأخرى عمليات قصف أمريكي على مواقع تابعة لفصائل مسلحة ينضوي بعضها ضمن صفوف الحشد الشعبي، ردا على تورطها بقصف قواعد عسكرية لقوات التحالف الدولي، أو كضربات استباقية، كما يقول قادة عسكريون، في المقابل تتوعد الفصائل العراقية والجهات الرسمية بأنها لن تسكت على هذه الخروق لسيادة البلاد، كي تنتهي الأمور ببيانات شجب واستنكار كما يؤكد مراقبون.
وبهذا الصدد، يقول القيادي في حركة النجباء مهدي الكعبي، خلال حديث لـه، إن “الاعتداء على قوات الحشد الشعبي، لن يمر دون رد من قبل فصائل المقاومة، فهذا العدوان انتهاك صريح وواضح للعراق وسيادته وتهديد أمنه القومي والاعتداء على قوة رسمية، والفصائل هي من تقرر كيفية الرد والزمان والمكان”.
ويضيف الكعبي، “لا توجد هدنة بين الفصائل والولايات المتحدة، وإنما هناك تهدئة بين فصائل المقاومة والحكومة العراقية لإعطاء فرصة لها للتفاوض الدبلوماسي والضغط على لانسحاب القوات الأمريكية من العراق”.
ويشير إلى أن “الموضوع مجرد تهدئة مؤقتة لإعطاء فرصة فرصة للحكومة العراقية في حينها، ولكن الحكومة لم تتقدم في هذا الملف بسبب المماطلة من جانب المحتل الأمريكي، والكرة الآن بيد المقاومة وهي حرة بالقرار، ولا توجد أي هدنة في الموضوع، خاصة وأن الفصائل كانت وما زالت على أتم الجهوزية والاستعداد”.
وكانت قيادة عمليات الجزيرة للحشد الشعبي، قد أعلنت في يوم الأربعاء 31 تموز يوليو الماضي، أن القوات الأمريكية شنت ضربات جوية عبر طيران مسير استهدفت بها شمالي محافظة بابل مساء الليلة الماضي (الثلاثاء) ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى من مقاتلي الحشد بينهم القائد “أبو حسن”، مبينة في بيان تلقت “النافذة” نسخة منه “أنه “في تمام الساعة 2200 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 30/7/2024 تعرض مقر تابع للواء 47 قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي لثلاث ضربات جوية من قبل طيران أمريكي مسير في منطقة السعيدات بناحية جرف النصر بمحافظة بابل”.
ووفقا للبيان فإن القصف أسفر عن سقوط اربعة ضحايا من اللواء 47 وهم كل من: القائد أحمد نجم عبد الزهرة (أبو حسن)، حسين كريم كاظم الدراجي، حيدر حسن حسين السعدي، علي صادق عمران الموسوي.
وعلى إثر ذلك، وجهّ محافظ بابل عدنان فيحان، في حينها، باستنفار الفرق الطبية ومستشفى المسيب لإسعاف جرحى قصف الحشد الشعبي بجرف الصخر.
بدوره، يؤكد القيادي في حركة أنصار الله الأوفياء علي الفتلاوي، خلال حديث لـه، أن “رد فصائل المقاومة على العدوان الأمريكي حتمي وهذا الأمر تقرره الهيئة التنسيقية العليا لفصائل المقاومة، وهناك اجتماعات ما بين قادة الهيئة وهي من تقرر كيفية الرد ومكانه وتوقيته”.
ويبين الفتلاوي، أن “هناك تنسيق واضح ما بين كل فصائل محور المقاومة في لبنان واليمن وسوريا ومع إيران، وأكيد أي تصعيد سوف يشمل كل هذا المحور، لكن كل جهة لها طريقتها الخاصة بالرد، فأكيد الفصائل العراقية سيكون لها رد منعزل عن الرد الإيراني على العدوان الصهيوني”.
ويلفت إلى أن “الفصائل العراقية عملت على التهدئة طيلة الفترة الماضية لمنع أي إحراج للحكومة العراقية، لكن بعد العدوان الأمريكي الأخير انتهت هذه التهدئة ونحن جاهزون لأي مواجهة مفتوحة مع الأمريكان، والأيام المقبلة سوف تكشف كيفية رد الفصائل على العدوان الأمريكي الأخير، إضافة إلى استمرار عمليات دك الكيان الصهيوني داخل الأراضي المحتلة”.
يشار إلى أنه منذ شباط فبراير الماضي، توقفت عمليات الفصائل المسلحة ضد القوات الأمريكية، ضمن هدنة لمدة 100 يوم أعلنتها بعض الفصائل، لكن تلك الهدنة التي انتهت في شهر آيار مايو الماضي، ثم جرى تمديدها بضغط من الحكومتين العراقية والإيرانية بحسب مصادر عدة، خشية من تداعياتها على علاقات بغداد وواشنطن، ولخوف طهران من استهداف قادة ميدانيين، فيما توعدت تلك الفصائل بعودة عملياتها ضد القوات الأمريكية ومصالحها في حال فشلت الحكومتان العراقية والأمريكية بإعلان جدول انسحاب للقوات الأمريكية.
من جانبه، يرى المحلل السياسي محمد علي الحكيم، خلال حديث له، أن “الفصائل العراقية في موقف محرج جدا، فهي محرجة أمام الشارع في حال لم ترد على العدوان الأمريكي، وكذلك سيحرجها الرد أمام الحكومة، كما أن الرد من الممكن أن يصعد الموقف العسكري ضدها مع قبل الجانب الأمريكي”.
ويوضح الحكيم، أن “الفصائل العراقية تبحث عن رد معنوي أكثر مما هو رد عسكري حقيقي، حتى لا تكون هناك أي خسائر أمريكية، وخصوصا البشرية، فهذا الأمر ربما يكلف الفصائل وقياداتها الكثير، وتعود واشنطن لعمليات اغتيال قادة الفصائل، وربما تنتقل إلى الخط الأول، بدل القيادات الميدانية”.
ويحذر من أن “أي تصعيد من قبل الفصائل العراقية سيكون مرتبطا بشكل مباشر بتصعيد إيران في المنطقة، والكل يدرك أن إيران لا تريد أي تصعيد وحرب حقيقية، ولذا فالتصعيد المرتقب من قبل إيران والفصائل سيكون محدودا، ولا يختلف عن عمليات القصف السابقة التي هي معنوية بالدرجة الأساس”.
وكانت قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار التي تضم قوات أمريكية ومستشارين من التحالف الدولي، لقصف صاروخي مساء أمس الأول الاثنين، سقطت في محيط القاعدة.
ولاحقا، كشفت وكالة “رويترز”، نقلا عن مسؤولين أمريكيين بإصابة جنود أمريكيين جراء القصف الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة