تشهد المنظومة الكهربائية في العراق انهياراً غير مسبوق، مما أثر بشكل كبير على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني، اذ تعاني محطات توليد الكهرباء من تقادم المعدات وعدم صيانتها بشكل دوري، مما يؤدي إلى تكرار الأعطال.ويشكل الفساد عائقاً كبيراً أمام تنفيذ المشاريع الحيوية، حيث يتم تحويل الأموال المخصصة للصيانة والتطوير إلى جيوب الفاسدين.
وقررت اللجنة المالية في البرلمان العراقي، استضافة وزير الكهرباء زياد علي فاضل، على خلفية “الانهيار” و”تراكم الفشل” في قطاع الطاقة والمنظومة.
وقال رئيس اللجنة عطوان العطواني في تصريح صحفي، الجمعة انه “لا تزال وزارة الكهرباء تراكم الفشل في إصلاح قطاع الطاقة، فلم تقدم الوزارة إلا على مزيد من الوعود، التي لم يجد لها الشعب العراقي في عموم المحافظات اي صدىً، بخاصة مع اشتداد درجات الحرارة”.أحمد، مواطن من بغداد، يقول: “نعاني من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يومياً، مما يؤثر على حياتنا اليومية ويزيد من معاناتنا في ظل ارتفاع درجات الحرارة.سارة، طالبة جامعية، تضيف: “أجد صعوبة في الدراسة بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، مما يؤثر على تحصيلي الدراسي ويزيد من توتري.”محمد، الموظف في وزارة الكهرباء، يستطرد: “نواجه تحديات كبيرة في توفير الكهرباء للمواطنين بسبب نقص التمويل والفساد الإداري الذي يعطل تنفيذ المشاريع.”
وتشير البيانات إلى أن العراق يحتاج إلى استثمارات ضخمة لتحديث البنية التحتية الكهربائية وتحسين كفاءة الإنتاج والتوزيع. كما أن هناك حاجة ماسة لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد لضمان استخدام الأموال المخصصة بشكل صحيح.
وأشار العطواني إلى أن اللجنة حرصت على “توفير التخصيصات المالية اللازمة لوزارة الكهرباء في موازنة 2023_2025”.
وعليه، “تعهد الوزير في مقابل ذلك بتجهيز كهربائي جيد، يختلف عن السنوات السابقة في موسم الصيف”، وفق حديث رئيس اللجنة الذي شدد على أنه “لغاية الآن لم نلحظ اي تغيير حقيقي، إنما الحال من سيّئ الى أسوأ”.
وبيّن أن “المنظومة الوطنية تشهد انهياراً غير مسبوق، بينما تقف الوزارة موقف المتفرج إزاء معاناة شعبنا العزيز، ومأساته المزمنة مع الكهرباء، التي يفترض ان يشكل إصلاح هذا القطاع أولوية قصوى لدى الوزارة ووزيرها الحالي”.
وأكد أن اللجنة المالية “ستعمل على استضافة وزير الكهرباء مع بداية الفصل التشريعي الجديد، للوقوف على أسباب هذا الانهيار”.
وتوعد العطواني بالقول: “وبعدها سيكون لنا موقف صارم تجاه هذا الفشل المستمر”.ويحتاج العراق إلى أكثر من 40 ألف ميغاواط لتلبية احتياجاته، بينما الإنتاج الحالي لا يتجاوز 25 ألف ميغاواط .و في بعض المناطق، تصل ساعات انقطاع الكهرباء إلى 20 ساعة يومياً، مما يزيد من اعتماد المواطنين على مولدات الطاقة الصغيرة .