02 Jul
02Jul

تشهد منطقة الشرق الأوسط صراعا محتدما نتيجة للحرب الدائرة في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل، ومنذ عدة أشهر طرحت العديد من الدول التي تربطها علاقات مع طرفي النزاع ومنها قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، مبادرات لوقف إطلاق النار الذي مضى عليه أكثر من ثمانية أشهر، وبعد جلسات ونقاشات طويلة بين ممثلي حماس وإسرائيل برعاية قطرية مصرية أمريكية، لم تفض المفاوضات عن حلول مرضية، ما رجح إمكانية انتقال حركة حماس إلى العراق، بحسب أنباء تسربت مؤخرا.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت في 4 آيار مايو الماضي، عن مسؤول مطلع على سياسات الحكومة القطرية، قوله، إن الدوحة تدرس ما إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وأن المراجعة الأوسع تشمل النظر فيما إذا كانت ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر أم لا، مبينا أنه “إذا لم تقم قطر بالوساطة، فلن ترى فائدة من الاحتفاظ بالمكتب السياسي، لذا فإن هذا جزء من إعادة التقييم”.
كما نفت الحكومة العراقية، استلام طلب من حركة حماس لانتقال قياداتها الى العراق، بعد ما كشفته روتيرز، حيث أصدر المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمري، بيانا أكد فيه “لا يوجد افتتاح أو مقر رسمي كما تم ترويجه، ولم نتسلم طلباً بانتقال قادة حماس أو فتح مكتب رسمي في العراق”.
وحول هذا الأمر، يقول فراس الياسري، عضو المجلس السياسي لحركة النجباء (وتصف نفسها بالمقاومة الإسلامية)، إنه “فيما يخص حركة حماس فيوجد مكتب لهم في العراق، وفيما يتعلق بعنوانه، هل هو مكتب سياسي أو علاقات عامة، فهذا ليس مهما وإنما لا بد من وجود مكتب للحركة على الخصوص بعد الموقف المساند للمقاومة الإسلامية العراقية الداعم للمقاومة الفلسطينية منذ عقود”.
ويبدي الياسري خلال حديث لـه ترحيبه بـ”أي وجود للمقاومة الفلسطينية داخل العاصمة بغداد”، معربا عن دعم تنظيمه لهذا الوجود سواء نقلت الحركة كل نشاطها أو افتتحت مكتبا خاصا بها”.
ويكمل بأن “هناك فرقا بين وجود مكتب لحماس تحت عنوان إعلامي أو علاقات، وهذا المكتب حسب معلوماتنا موجود، ولكن نقل نشاط حركة حماس إلى العراق يتطلب موافقات رسمية، وهذا غير محسوم لغاية الآن”.
هذا وتحتضن قطر على أراضيها القيادة السياسية لحركة حماس، وعلى رأسها زعيمها إسماعيل هنية الذي يتواجد في الدوحة منذ العام 2012، كما يقيم قادة آخرون في حماس في قطر منهم عضو المكتب السياسي والمتحدث باسم الحركة حسام بدران.
وتواجه قطر ضغوطا أمريكية وفقا لتقرير نشرته “سي أن أن” من أجل دفع حماس للموافقة على الشروط التي قدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، أو التلويح بطرد الحركة من الدوحة بشكل تام.
يذكر أن جميع الوساطات التي تبنتها قطر من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني مع إسرائيل فإن جميعها لم تنجح.
وفي السياق، يوضح المحلل السياسي حبيب عبد، خلال حديث لـه أن “قضية نقل نشاط حركة حماس إلى بغداد غير مؤكدة لغاية الآن على الرغم من أن فلسطين لديها سفارة في العراق وأيضا مقر لحركة فتح”.
ويشير إلى أنه “لا يمكن للفصائل المسلحة العراقية، أن تقرر فتح مقر لحركة حماس في العراق دون موافقة الحكومة على ذلك، ورغم العلاقة والدعم مع حماس من قبل الفصائل إلا أنها لا يمكن أن تقرر ذلك”.
يشار إلى أن وكالة “شفق نيوز” العراقية، كشفت في 13 حزيران يونيو الجاري، أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، فتح مكتب لها في العاصمة العراقية بغداد.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع، قوله إنه سيتم خلال اليومين المقبلين افتتاح مكتب علاقات وإعلام لحركة حماس في العاصمة العراقية بغداد بموافقات رسمية حكومية، مشيرا إلى أن الأنباء التي تحدثت عن افتتاح معسكر لحركة حماس في أطراف العاصمة بغداد غير صحيحة والأمر يقتصر فقط على مكتب العلاقات والإعلام.
من جانبه، يعتبر المحلل السياسي راجي نصير، خلال حديث لـه أن “هذا الأمر هو مجرد بالون إعلامي للضغط على حماس والمقاومين في غزة، حيث لا توجد مشتركات مجتمعية وفكرية في العراق، في حين تنتمي الحركة إلى نفس المنظومة والسلطة في قطر التي تسير باتجاه تبني حركات الإخوان المسلمين التي تعتبر حماس أحد فروعها”.
ويتابع “قطر حليف قوي لأمريكا وإسرائيل ووجود حماس في الدوحة يعطي فرصة لقطر للتفاوض وجمع الأطراف، أما في العراق فلا الحكومة حليفة بالمعنى الموجود في قطر للحكومة الأمريكية كما أنها لا تمتلك أي علاقات مع الكيان الصهيوني”.
ويرى أن “ترحيب الفصائل بنقل نشاط حماس إلى العراق فهو من باب الدعم المعنوي للمقاومة في غزة أو ربما إحساس الفصائل بأن هذا بالون إعلامي للضغط الإعلامي والنفسي على حماس، وتريد أن تفشل عمليات الضغط هذه”.
ومع إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا مدمرا على قطاع غزة أدى حتى الحين لمقتل آلاف المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
يذكر أن قطر نجحت في انتزاع هدنة لأسبوع في أواخر تشرين الثاني نوفمبر 2023، أتاحت إطلاق سراح 81 محتجزا إسرائيليا لدى المقاومة في غزة، مقابل تحرير نحو 280 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
بدوره يصف المحلل السياسي غالب الدعمي، خلال حديث لـه هذا الطرح بأنه “مجرد أحاديث لم تؤكد لغاية الآن ولكنها ليست بمصلحة العراق الذي عليه أن يتجنب إدخال نفسه كطرف ثالث في معركة هو بعيد عنها”.
ويردف الدعمي، أن “وجود حماس في الدوحة أفاد قطر بذلك الوقت والآن استضافة حماس فيه ضرر للبلد نفسه، والعراق ليس من مصلحته استضافة أي منظمة عليها فيتو عالمي كونه اليوم بأمس الحاجة لتحسين علاقاته مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية”.
وراوحت المفاوضات مكانها لأشهر، ويعود ذلك جزئيا إلى مطالبة حماس بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وكذلك بسبب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المتكررة عن شنّ هجوم بري على مدينة رفح بجنوب غزة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة