منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 برزت ظواهر عديدة من بينها تنقل المسؤولين بمواكب كبيرة من الحمايات مدججين بالأسلحة، وإن كان لهذا ما يبرره في أوقات سابقة، فقد استمر حتى مع استتباب الوضع الأمني.
والملاحظ هو عدم وجود ضابطة قانونية لضبط تصرفات عناصر الحماية الذين يمارس بعضهم تصرفات خارجة عن القانون أو غير منضبطة تحت مبررات سلامة المسؤول!
دائماً ما عرضت هذه التصرفات المواطنين والمارة للخطر، ونظراً لشيوع ظاهرة الافلات من العقاب يعتقد هؤلاء أن المسؤول الذين يقومون بحمايته يستطيع حمايتهم من المحاسبة.
وأخيراً، وليس آخراً، هذه الحالات هي قيام حماية عضو مجلس النواب باقر الساعدي عن ائتلاف دولة القانون بإطلاق الرصاص الحي وسط منطقة الجادرية على سيارة مدنية بسبب محاولتها فقط اجتياز موكب النائب. هذه الحادثة أعادت فتح ملفات التجاوزات من قبل مواكب المسؤولين.
فقد سبق أن هدد النائب هيثم الفهد قوة أمنية بـ”تكسير أرجلهم في حال اعتراض موكبه الذي كان يقل عناصر غير مصرح لها بدخول المنطقة الخضراء”. كما يتذكر المواطنون حادثة تجاوز النائبة فاطمة المحمداوي لأحد ضباط الشرطة في ميسان بألفاظ نابية بحجة إغلاق أحد الطرق.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أسكندر وتوت، يستغرب من الممارسات التي يتخذها بعض النواب أثناء مرور مواكبهم في الشوارع.
وأكد وتوت في حديث لـه أن “هذه الممارسات تسبب مضايقة للمارة، وأن النواب يجب أن يتصرفوا وفقًا لمصلحة المواطنين دون وضع حواجز بينهم على اعتبار أنهم ممثلين للشعب”.
وأشار وتوت إلى أن “لجنة الأمن والدفاع النيابية قدمت تقريرًا يتناول هذه الممارسات، ونقلت معاناة المواطنين إلى وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، الذي أكد أنه سيتخذ الإجراءات المناسبة خلال الفترة القريبة المقبلة لضمان سلامة وأمن المواطنين في مثل هذه الحالات.
وأعرب النائب وتوت عن استغرابه من تصرفات بعض النواب أثناء مرور مواكبهم، مشيرًا إلى أنه “يجب على الجهات المعنية، بما في ذلك المرور العام، رصد أي تجاوزات تطال حقوق المواطنين ومعاقبة المعتدين، بغض النظر عن مناصبهم”.
وفي يوم الخميس الماضي، كشف مصدر أمني في محافظة بغداد تفاصيل حادثة إطلاق نار قرب موكب النائب باقر الساعدي في منطقة الجادرية وسط العاصمة.
وأوضح المصدر أن حماية النائب أطلقوا النار في الهواء بسبب عبور سائق عجلة نوع لكزز بيضاء للقطع الخاصة بموكب النائب، مما دفعهم لإطلاق النار فوق العجلة دون مبرر.