تستبق العديد من الاطراف السياسي موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بالتهيئة والاستعداد لطبيعة حضورها في المشهد المقبل، ومنهم من وضع مؤشراته قياسا بالانتخابات البرلمانية السابقة وطبيعة قانون الانتخابات، فيما يتكيف البعض الاخر مع النتائج التي افرزتها انتخابات مجالس المحافظات، مع عدم نسيان القوى التي تتهيأ للاكتساح، اعتمادا على قاعدتها الشعبية وامكانية ان يتسع تحالفها ليشمل رئيس الوزراء وقوى من مكونات اخرى.
ضمن هذه التصورات يرى قيادي في الاطار التنسيقي، ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حاليا، يقف أمام خيارين، اما عدم المشاركة في الانتخابات أو الاستقالة قبل 6 اشهر من موعدها، مبينا ان تحركات السوداني الاخيرة ومساعيه على الصعيد الخدمي اقلقت كثيرا القوى التقليدية في الاطار التنسيقي.
وقال القيادي في الاطار في حديث له مفضلا عدم ذكر اسمه، بان “اجراء الانتخابات المبكرة بحاجة الى اجماع سياسي، وهذا قد لا يتوفر في ظل هذه الظروف، لاسيما وانه من الناحية القانونية ينص القانون على اجراء الانتخابات كل اربع سنوات”.
واضاف، ان “تحركات رئيس الوزراء على المستوى الخدمي ومحاولاته لخلق وئام سياسي، هذه التحركات بدأت تقلق الكثير من القوى التقليدية، والتي تعتقد ان السوداني استطاع الاستفادة من جرفها السياسي، وان بامكانه حصد الكثير من الاصوات مع تفكيره بالدخول الى الانتخابات من خلال قائمة وطنية جامعة تعتمد على قوى من جميع مناطق العراق”.
واشار القيادي، الى ان “الحديث والترويج الى اجراء الانتخابات المبكرة وربطها بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لم يعد مؤثرا، حيث يدرك الصدر ان لا فرق بين اجراء الانتخابات بعد 9 اشهر او اجراؤها بموعدها نهاية العام القادم”، لافتا الى ان “الصدر يدرك تماما بان هناك اطراف تعمل على جمع قوى باتجاه تعزيز وجودها مرة ثانية بما يتناقض مع مشروع الصدر الذي يصر من خلاله على تغيير الوجوه التقليدية عبر آليات برلمانية ودستورية معمول بها في النظم الديمقراطية”.
وتابع، ان “الصدر يبحث عن كتلة نيابية تقوم بتشكيل الحكومة وكتلة اخرى تعمل في اطار المعارضة”.
وبين القيادي، ان “هناك تحركات لتأسيس قائمة موحدة، تظم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقوى سنية، من اجل خوض الانتخابات القادمة”، لافتا الى ان “السوداني تحديدا، يسعى لاستثمار وضعه والتأييد الذي حظي به خلال هذه الفترة لاسيما مع منهاجه في تقديم الخدمات، وهذا الامر اثار قوى الاطار وبدأت بالتحرك لتعديل قانون الانتخابات”.