تناول موقع ميدل ايست آي اليوم تطورات المشهد السياسي في العراق في مقالة تحليلية للكاتبة العراقية سؤدد الصالحي .
وصفت المقالة تعقيدات المشهد السياسي العراقي ، وحالة الانسداد السياسي بين القوى العراقية فيما يخص تشكيل الحكومة الجديدة .
وقد جاء في صدر المقالة أنه بعد عدة اشهر من الإحباط والانسداد ، فإن العلاقات بين مقتدى الصدر ومنافسيه من القوى الشيعية المدعومة من ايران حسب وصفها ، قد تدهورت بشكل سئ بحيث يتنبأ بعض الزعماء الشيعة العراقيين باحتمال وقوع اشتباكات مسلحة .
وتقول الصحافية بعد سرد عدد من التطورات في الوضع السياسي العراقي ومنها قرار المحكمة الاتحادية الذي أكد أن حكومة مصطفى الكاظمي هي حكومة تصريف أعمال ولا يحق لها أن تتخذ القرارات المهمة ، إن هذا القرار قد أثار أغضب الصدر مما دفعه للظهور علنا وادانة قرار المحكمة ، متهما إياها بأنها " تتماشى مع الأعمال " المخزية " للثلث المعطل .
وقالت " في بث إذاعي الاسبوع الماضي ، اتهم الصدر " الثلث المعطل " بمنع تشكيل الحكومة لانه " لايمكنهم العيش بدون السلطة " . وقد وعد بعدم التخلي عن مشروعه ، محذرا خصومه من غضبته ونفاذ صبره . متسائلا " هل تظنون ان أفعالكم هذه سوف تجبرنا على التحالف معكم ؟ "
" كلا ، ألف كلا . سوف لن نعيد العراق الى المحاصصة ، والفساد والتوافق المقيت "
وتشير الصحافية الى أن حديث الصدر الذي استغرق ثلاثة دقائق قد أخاف الكثير من العراقيين واستفز خصوم الصدر ، وعلى وجه الخصوص المجموعات الشيعية المسلحة .
وأي غموض حول نوايا الصدر سرعان ما تبدد عن طريق أبو مصطفى الحميداوي ، زعيم سرايا السلام ، الجناح العسكري للصدر ، الذي غرد بعد ذلك " نحن جاهزون ، وما عليكم الا الانتظار "
وبعد هذه التغريدة استعرض المئات من مقاتلي سرايا السلام في مدينة الصدر ، معلنين جهوزيتهم لتنفيذ أوامر زعيمهم .
وفي مقابل ذلك ، قام زعماء القوى الشيعية ، ومنهم الفصائل المسلحة ، بمراقبة التطورات وجهزوا مقاتليهم ، ولكن أمروهم بممارسة اعلى درجات الصبر ، حسب ما قاله زعماء شيعة مطلعين على التطورات لموقع ميدل ايست آي .
وتذكر الصحافية " أنه بعد ساعات قليلة ، وفي يوم ١٦ مايس ، اجتمع زعماء الإطار التنسيقي الشيعي في منزل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في بغداد لدراسة الرد المناسب على تهديدات الصدر ."
وقالت " ان الاجتماع الذي استمر الى ساعات الصباح من اليوم التالي ، نتج عنه بيان مكتوب ، منتقدا الصدر على " مسائلته " و " تحديه " لقرارات المحكمة الاتحادية ، والذي وصفه بأنه " تطور خطير يؤسس للفوضى وعدم الاستقرار "
ودعا البيان الصدر وحلفائه الى التخلي عن خططهم في تشكيل حكومة أغلبية و " إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية ، وترك سياسة الاستحواذ واحتكار السلطة ، والتعامل بأيجابية مع المبادرات "
وأشارت الكاتبة ونقلا عن مصدرين مطلعين كانوا حاضرين اجتماع الإطار التنسيقي الى أن صيغة البيان قد تم تغييرها عدة مرات لتخفيف لهجته ولغته بعيدا عن حالة الغضب ، وقد قال احدهما " جميع الحاضرين كانوا غاضبين ومستفزين " لاسيما قادة الفصائل المسلحة وقالوا أن الصدر قد ذهب بعيدا هذه المرة "
وطبقا للمصدر " أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي رفض الانجذاب الى تبادل التهديدات مع الصدر ، وقد ضغط كثيرا لتغيير محتوى البيان وكلماته عدة مرات "