كشفت مصادر أمنية عراقية عن آخر تفاصيل التحقيقات بملابسات قضية خطف الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العاصمة بغداد، والتي كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم مليشيا عراقية مسلحة باختطافها، الأسبوع الماضي.
وقالت المصادر إن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "شكّل فريق تحقيق أمنياً، يضم أجهزة المخابرات والأمن الوطني ووزارة الداخلية، والفريق باشر بالتحقيقات وتوصل إلى أن إليزابيث تسوركوف دخلت إلى العراق وخرجت منه أكثر من مرة خلال أقل من عام واحد، بجواز سفر روسي وتأشيرة رسمية، كما تنقلت ما بين محافظات عراقية عدة في جنوب ووسط البلاد، وكذلك إقليم كردستان".
وبينت المصادر أن "التحقيقات أكدت أن تسوركوف لم تخرج من العراق في زيارتها الأخيرة واستمرت بالوجود عدة أشهر، وتم التأكد من ذلك من خلال المنافذ البرية والمطارات في محافظات العراق كافة، بما في ذلك إقليم كردستان، وهذا ما يؤكد أن تسوركوف ما زالت موجودة داخل العراق، لكنها مجهولة المصير، كما تم استدعاء بعض الشخصيات الذين كانت قد التقتهم في وقت سابق، لجمع المعلومات عنها وعن تحركاتها وأماكن وجودها سابقاً، بمن فيهم الموجودون بالمكان الذي كانت تسكن فيه وسائق السيارة التي تتنقل فيها، وأصدقاء يرتبطون بها من العراقيين".
وأضافت أن "التحقيقات أكدت أن تسوركوف مختطفة، لكن لدى جهات غير معلومة وغير معلوم الهدف من عملية الخطف، كما أن هناك حراكا غير معلن من قبل السوداني باتجاه رئيس أركان الحشد الشعبي (أبو فدك) من أجل دفعه لمعرفة ما اذا كانت إحدى الفصائل وراء عملية الخطف، خصوصاً أن ملف الاختطاف متابع بشكل مستمر من قبل السفارة الأميركية في بغداد، والسوداني لا يريد أن يكون بموقف محرج وعاجز عن كشف حقيقة عملية الاختطاف والجهات التي تقف خلفها".
وختمت المصادر العراقية المطلعة بأن "هناك شكوكاً بأن تكون عملية الاختطاف تقف خلفها جهات غير عراقية، وتحاول أن تعمل على استغلال تسوركوف كملف مساومة مع إسرائيل بملفات لا تتعلق بالعراق، وهذه الفكرة موجودة وبقوة وتم إطلاع رئيس الوزراء على تفاصيلها، كما أن هناك قضايا في التحقيقات لا يمكن كشفها في الوقت الحالي، كونها تؤثر على سير التحقيقات بالإضافة للخشية من تصفية تسوركوف إذا ما تم كشف تفاصيل مهمة وحساسة عن التحقيقات".
بدوره، قال المحلل السياسي والأمني غازي فيصل إن "الحكومة العراقية ستكون مجبرة على كشف حقيقة مصير تسوركوف مع وجود متابعة دولية حقيقية لمصير هذه الباحثة الإسرائيلية، خصوصاً من قبل واشنطن، بالإضافة لضرورة كشف السبب الحقيقي لوجود الباحثة الإسرائيلية في العراق منذ أشهر طويلة".
وبين فيصل أن "استخدام اختطاف الباحثة الإسرائيلية كأحد ملفات المساومة والتفاوض مع الكيان الصهيوني من قبل أطراف خارجية بشكل غير مباشر أمر وارد جداً، واستخدام العراق بهذا الأمر بسبب وجود أنشطة للجماعات المسلحة وانتشار السلاح خارج إطار الدولة".
متوقعاً أن تكون "التحقيقات بالقضية مختلفة تماماً عن التحقيقات السابقة، وستكون هناك نتائج معلنة لهذه التحقيقات خلال الأيام المقبلة، خصوصاً مع متابعة هذا الأمر من قبل المجتمع الدولي، لكن ربما يتم كشف مصيرها دون كشف الجهات التي تقف خلف عملية الخطف".
وأعلنت السلطات العراقية بشكل رسمي في 7 يوليو/تموز الجاري أنها فتحت تحقيقاً بشأن اختطاف باحثة إسرائيلية روسية اختفت قبل أشهر في البلاد، وأكد متحدث باسم الحكومة العراقية أن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق وليس لديها تعليق آخر.
وكان نتنياهو قد أكد في بيان عمّمه على وسائل الإعلام، الأربعاء الماضي، أنّ تسوركوف اختُطفت منذ أشهر عدة في العراق، وهي في قبضة "كتائب حزب الله"، وأنها ما زالت على قيد الحياة، محمّلاً العراق مسؤولية مصيرها وسلامتها، مشيراً إلى أن المخطوفة دخلت العراق بواسطة جواز سفرها الروسي، وبمبادرتها الشخصية، من أجل إجراء أبحاث أكاديمية لجامعة برينستون في الولايات المتحدة.