بغداديشكل نمط حياة الأثرياء مصدر فضول للكثير من الأشخاص الذين يتساءلون عن سر تميز هؤلاء، حيث يعيش الأثرياء وفقاً لأسلوب يتسم بالفرادة والاستثناء، الأمر الذي يثير التساؤلات حول أسرار إدارتهم للوقت وكيفية تحقيقهم للنجاح.ويعتمد الأثرياء على رؤية متقدمة في التفكير كأحد أسرار نجاحهم، حيث يقومون بتحديد أهدافهم بشكل واضح ويصقلون رؤيتهم للمستقبل، وهذه الاستراتيجية تسهم في توجيه القرارات نحو تحقيق الأهداف المطلوبة، وبحسب كتاب "أسرار عقلية المليونيرات" فإن منهج التفكير لدى الأثرياء يختلف عن غيرهم من البشر فهم يتمتعون بإدارة فعّالة للأموال، وتلك الاستراتيجية تضمن لهم استثمار الأموال في مجالات تعود بالفائدة وتحقق نمواً مستداماً.عالم منفصل من الاستثماراتوبحسب تقرير لـ CNBC فإن المليونيرات يعيشون في عالم منفصل، من حيث استراتيجياتهم الاستثمارية، فهم انتقائيون جداً، ولا يستثمرون في الأشياء التي تحقق الثراء السريع مثل العملات المشفّرة، كما أنهم لا يستثمرون في الأسهم المتداولة علناً، إذ يبحثون عما يحافظ على ثرواتهم، بعيداً عما تحتويه محفظة المستثمر العادي.
ووفقاً لشركة Wrise Wealth Management لإدارة الثروات، فإن العالم يحتوي على 28420 مليونيراً، حيث إن على كل فرد يريد الانضمام إلى هذه الفئة، أن يجمع ثروة تفوق قيمتها 100 مليون دولار أميركي، وهو الحاجز الذي يعد معياراً للدخول إلى نادي 0.001 بالمئة من الأفراد ذوي الثروات العالية في العالم، الذين يتركزون إلى حد كبير في نيويورك ومنطقة الخليج ولوس أنجلوس ولندن وبكين، وهي مدن تتمتع ببنية تحتية مالية قوية، وأنظمة نابضة بالحياة لريادة الأعمال.مزيج يضمن تدفق الأموالويقول رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets جو يرق، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن المليونيرات انتقائيون عندما يتعلق الأمر باستثماراتهم، وهم دائماً يفضلون الاتجاه بأموالهم نحو الاستثمارات التقليدية نسبياً، فيمزجون بين الأصول العقارية والأسهم والائتمان الخاص، إضافة إلى الاستثمارات التي قد يراها البعض غريبة، حيث يمنحهم هذا المزيج نوعاً من التميّز يضمن لهم استمرار تدفق الأموال بوفرة وفقاً لوجهة نظرهم.
ويكشف يرق أن أغنى 0.001 بالمئة من الأفراد في العالم، يضعون أموالهم في الاستثمارات التالية:العقارات الفاخرةيخصص المليونيرات جزءاً من أموالهم لشراء عقارات فاخرة في مدن مثل نيويورك ولندن وفرنسا، فغالباً ما ينجذب هؤلاء إلى الاستثمار في عقارات من الفئة "أ" في تلك المدن، والتي تشمل مباني وفللا وبنتهاوس، إضافة إلى الاستحواذ على بعض القصور التي تمتلك قمية استثمارية وتاريخية، وهذا النوع من الاستثمار دائماً ما يستحوذ على حصة أساسية في محافظ المليونيرات.المكاتب العائلية كأدوات استثماريةالأفراد الذين يمتلكون ثروات كبيرة يديرون أموالهم بشكل عام من خلال مكاتب عائلية، تتعامل مع كل شيء بما في ذلك إدارة فواتير ونفقات الأسرة، وحتى توزيع الميراث، كما تساعد هذه المكاتب العائلية في توجيه استثمارات الأثرياء خصوصاً نحو الشركات ذات النمو المرتفع، وهذا ما يُفسّر توسع هذا النوع من المكاتب في العالم وصولاً إلى منطقة الخليج العربي، حيث تضاعف عدد المكاتب العائلية في العالم ثلاث مرات منذ عام 2019، متجاوزاً الـ 4500 مكتب في العام 2023.الاستثمارات البديلةيقوم الكثير من المليونيرات باستثمار أموالهم في شراء بعض اللوحات الفنية التي تمتلك قيمة استثمارية مرتفعة، وأيضاً في شراء أسهم خاصة غير متاحة لعموم المستثمرين، في حين يطمح عدد من المليارديرات للقيام بأعمال خيرية فينشئون جمعيات خيرية تساعدهم في الظهور والتميز الاجتماعي من جهة، وتساعدهم في الحصول على إعفاءات ضريبية من جهة أخرى.الاستثمار في الأندية الرياضيةيشهد العالم رغبة متزايدة من قبل المليونيرات في الاستثمار في الأندية الرياضية، وهذه الموجة رغم تركزها في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنها وصلت أيضاً للعالم العربي، حيث يبدي أثرياء العالم، اهتمامهم بالاستثمار في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، وأيضاً أندية كرة السلة، إضافة للاهتمام الذي يبديه أثرياء أميركا لشراء أندية كرة القدم في أوروبا وبريطانيا، علماً أن هذه الاستثمارات مربحة من الناحية المادية، فهناك أندية تم شراؤها سابقاً بمبالغ تتراوح بين 200 و300 مليون دولار أميركي، لتتجاوز قيمتها حالياً حاجز الـ 4 مليارات دولار أميركي.