تطرق تقرير سعودي، الى الزيارة التي سيجريها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للبيت الأبيض منتصف أبريل نيسان المقبل، مشيراً الى أن الزيارة ستؤسس مرحلة جديدة من العلاقات بين بغداد وواشنطن خاصة بعد نية الحكومة العراقية اخراج التحالف الدولي من البلاد.
وكتبت صحيفة الشرق الأوسط السعودية تقريرا، ذكرت فيه أن "بغداد تأمل تطوير العلاقات مع واشنطن خلال الزيارة التي سيجريها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للبيت الأبيض منتصف نيسان المقبل، وستناقش الزيارة مرحلة ما بعد التحالف الدولي".
ونقل التقرير السعودي، عن مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين قوله، إن "الحكومة عملت على تطوير العلاقات الخارجية بشكل يخدم المصلحة العراقية وتنفيذ فقرات مهمة من البرنامج الحكومي"، مشيراً الى أن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن تتزامن مع مباحثات جارية لإنهاء وجود التحالف الدولي والانتقال إلى العلاقات الثنائية مع الدول المنضوية تحت راية التحالف".
وأوضح علاء الدين أن "الحكومة العراقية تعمل على تطوير العلاقة في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي لتتخطى الجانب الأمني والعسكري، لتشمل المجال السياسي والاقتصادي والمالي والثقافي والتعليمي والاستفادة من خبرات الولايات المتحدة في قطاع التكنولوجيا ومواجهة التحديات المناخية".
وذكر مستشار السوداني، أنه "ستتم مناقشة الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وتوحيد الجهود لإيجاد الحلول المستدامة من أجل الاستقرار وتفكيك النزاعات في عموم المنطقة".
من جانبه، قال رئيس مركز "التفكير السياسي" ، إحسان الشمري، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، إن "دلالات زيارة السوداني تؤشر على قدرة الحكومة على إدارة التوازن في علاقات العراق الخارجية، ما بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وإيران من جهة أخرى، كذلك توفير الظروف التي يمكن من خلالها أن تنظر الإدارة الأميركية في هذا الوقت إلى العراق على أنه قادر على أن يكون طرفاً موثوقاً به إلى حد ما"
وأضاف الشمري إن "واشنطن بدأت تتعاطى بشكل مختلف مع حكومة السوداني بعد عام ونصف عام من الامتناع، وبدأت تنظر إلى الحكومة التي ترتكز على فصائل مسلحة، أنها باتت تمتلك مقاربة في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية".
ورأى الشمري أن "واشنطن بدأت تضع في حساباتها مساراً مختلفاً يتبعه السوداني، قد يكون بعيداً عن بيئته السياسية التي دفعت به إلى هذا المنصب، ما شجّع دعوته إلى البيت الأبيض، فضلاً عن أن الولايات المتحدة لا تزال راغبة في استثمار لحظات الهدوء في العراق، وما قد يترتب عليه من تقديم رسائل غير عدائية إلى حلفاء السوداني من الفصائل المسلحة".
ويرى مراقبون أن زيارة السوداني إلى واشنطن تأخرت كثيراً، ويقول الشمري إن السبب يعود إلى "عوامل، من بينها وجود الفصائل المسلحة التي دفعت واشنطن إلى الشك بهوية الحكومة ومساراتها السياسية والإقليمية، كما أنها تأخرت بسبب الحرب في غزة والاشتباك بين واشنطن والفصائل المسلحة خلال الفترة الماضي".
واستبعد الشمري حدوث "فارق جوهري" في العلاقة بين واشنطن وبغداد كنتيجة للزيارة، لأنها تأتي في سنة انتخابية في الولايات المتحدة، مع تصاعد المؤشرات بمغادرة الديمقراطيين البيت الأبيض لصالح الجمهوريين، لكن هناك ملفات عالقة تريد حسمها واشنطن، تتعلق بالعلاقة مع إيران واستيراد الطاقة وملف إقليم كردستان.
ورجّح الشمري أن تحصل بغداد على "شيء من المرونة" بشأن العقوبات المفروضة على شخصيات وجماعات مسلحة وبنوك وتمويل الموازنة الاتحادية والدعم الأميركي للعراق في المجال الأمني واللوجستي.
وأعلن البيت الأبيض، مساء الجمعة، أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن للقاء الرئيس بايدن، سيكون في 15 نيسان 2024، وقال في بيان صحافي إن "السوداني وبايدن سيبحثان الأولويات المشتركة وتعزيز الشراكة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والعراق".
وخلال اللقاء المرتقب، "سيؤكد القادة من جديد التزامهم باتفاقية الإطار الاستراتيجي، وسيعملون على تعميق رؤيتهم المشتركة لعراق آمن وذي سيادة ومزدهر ومندمج بالكامل في المنطقة الأوسع"، وفقاً لبيان البيت الأبيض.