24 Dec
24Dec

كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى، عن توجهات عليا لتغيير قائد طيران الجيش بسبب تكرار حوادث سقوط الطائرات، فيما عزت المصادر، تلك الحوادث إلى افتقارها للصيانة المطلوبة والتي تسببت بتعطيل نحو 65 بالمئة من أسطول العراق من الطائرات العسكرية في كل من طيران الجيش والقوة الجوية، بفعل تباطؤ واشنطن، والحصار المفروض من قبلها ضد موسكو، الأمر الذي لم ينفه خبراء بالأمن ونواب، بل أكدوا وجود "إهمال متعمد" في هذا الملف، مطالبين بتنويع مصادر التسليح وإدخال الكوادر العراقية في دورات لتأهيلها على صيانة الطائرات وعدم ربط الملف بالقضايا السياسية الدولية.

ويقول مصدر عسكري رفيع المستوى، خلال حديث لـه، إن "هناك توجها لإعفاء قائد طيران الجيش الفريق سمير زكي، على خلفية تكرار حوادث سقوط الطائرات وغالبا ما تؤدي لمقتل عدد من الضباط".

ويضيف مصدر آخر، أن "الطائرات العراقية، المملوكة للجيش أو القوة الجوية، تفتقر إلى الصيانة المطلوبة، كما أن قطع الغيار لا تتوفر، بسبب الروتين وبطء الإجراءات مع الولايات المتحدة، فضلا عن أن صيانة الطائرات الروسية توقفت بالكامل بسبب الحصار المفروض على روسيا"، لافتا إلى أن "العراق بسبب ذلك يعمل بـ35 بالمئة من طائراته العسكرية".

وفجر يوم 19 من الشهر الحالي، تحطمت طائرة مروحية بسبب خلل فني في طوز خورماتو، خلال مشاركتها بتأمين نقل بيانات الانتخابات المحلية، وهي من نوع بيل (طائرة مروحية)، حيث سقطت وتحطمت بعد إقلاعها من مطار حليوة.

يشار إلى أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، اجتمع بعد تسنمه منصبه العام الماضي، مع رئيس وأعضاء لجنة التسليح في وزارة الدفاع، حيث شهد الاجتماع استعراض الخطط التسليحية المعتمدة خلال السنوات السابقة بدءاً من عام 2004، كما وجه السوداني بإجراء إعادة نظر شاملة في مساراتها، وإعادة النظر بآليات التعاقد في ضوء الأولويات المدروسة وأن يجري تقديم الدفاع الجوي في جانب التسليح والتجهيز.

وكشفت مصادر مطلعة ،عن أن طائرات سوخوي سو25 الروسية، التي وصلت إلى العراق عام 2014 إبان فترة الحرب على تنظيم داعش، كانت متهالكة و"خردة"، ولاسيما أنها كانت من ضمن عقد وقعه العراق مع روسيا عام 2012.

ووفقا للتقرير السابق، فإن هذه الطائرات التابعة للقوة الجوية العراقية، اختفت من القواعد العسكرية، ولم يعد لها أي ذكر بعد أن دخلت طائرات أف 16 الأمريكية للخدمة.

إلى ذلك، يبين الخبير في الشأن العسكري عدنان الكناني، خلال حديث لـه أن "هناك إهمال كبير في قضية متابعة أعمال صيانة وتأهيل الطائرات العراقية، كما هناك تعمد بالإهمال من قبل الشركات الأمريكية وحتى الروسية، وهذا يؤكد أن هناك إرادة دولية بأن يبقى العراق ضعيف بهذا المجال المهم".

ويضيف الكناني، أن "تكرار حوادث سقوط الطائرات العراقية بين حين وآخر، يدل على أن هناك خلل كبير بهذه الطائرات خصوصاً وأنها قد استهلكت بشكل كبير خلال الفترة السابقة خلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، وهذا يعني أن الطائرات تحتاج إلى صيانة وتأهيل من الشركات المختصة".

ويشدد الخبير في الشأن العسكري، على ضرورة أن "يعمل العراق على إبعاد ملف التسليح عن أي ضغوطات خارجية وصراعات دولية، ويجب الاهتمام بهذا الملف كثيرا، وخصوصاً ملف صيانة وتأهيل الطائرات العراقية المقاتلة المختلفة، كما يجب أن تكون هناك دورات للعراقيين لتعلم كيفية صيانة هذه الطائرات، حتى لا يكون الاعتماد الكلي فقط على الشركات الأجنبية".

يشار إلى أن العراق أبرم عقدا مع روسيا عام 2012، لتزويده بـ24 طائرة سوخوي 25، لكن الصفقة لم تنفذ في حينها ولم يتسلم العراق أي طائرة حتى عام 2014 في خضم الحرب مع داعش.

وكان العقد مع روسيا من أبرز عقود التسليح التي أثارت لغطا كبيرا بسبب شبهات الفساد التي رافقته، وكانت قيمته 4 مليارات دولار، وتضمن طائرات ومنظومة صواريخ وأسلحة متنوعة، وتم اعتباره من أكبر عقود التسليح التي أبرمتها روسيا.

إلى ذلك، يبين عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم المحمداوي، خلال حديث لـه أن "البرلمان سيعمل على استضافة الجهات المختصة والمسؤولة على ملف صيانة الطائرات العراقية المقاتلة المختلفة لمعرفة سبب الإهمال والتقصير بهذا المجال، والأسباب التي تؤدي إلى حدوث خلل يسقط الطائرات بين حين وآخر".

ويستطرد أن "الولايات المتحدة الأمريكية تتعمد إبقاء العراق ضعيفا بمجال السلاح الجوي، لذا هي غير ملتزمة بصيانة الطائرات التي تبيعها للعراق وتعرقل عمله للتوجه بتنويع مصادره تسليحه"، مؤكدا أن "الحكومة تعسى إلى تنويع مصادر تسليح العراق، حتى لا يبقى العراق تحت أي ضغط أو يتعرض للمساومة من أي طرف، والقوات العراقية يجب أن تجهز بأحدث الأسلحة المتطورة المختلفة ومن مصادر مختلفة".

وكانت مصادر كشفت مطلع تموز يوليو من العام الماضي، عن وصول خمسة رادارات متطورة إلى موانئ أم قصر في البصرة، بناء على تعاقدات أبرمتها بغداد سابقا لشراء تلك الرادارات من الولايات المتحدة وفرنسا، الأمر الذي عزاه خبير أمني لتأمين المناطق غير المغطاة راداريا في الوقت الحالي، إضافة إلى كونها وسيلة مهمة لمنع أي خرق لأجواء العراق.

يذكر أن العراق أعلن في أيار مايو الماضي، عن وصول 4 طائرات تدريب باكستانية من طراز السوبرموشاك، ضمن الوجبة الأولى من أصل 12 طائرة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة