04 Nov
04Nov

شهدت الساعات الماضية، توترات وقرارات سريعة وتصعيدا عسكريا، في ظل قصف طال قاعدة الحرير قرب مطار أربيل، وإعلان حالة الإنذار القصوى من قبل هيئة الحشد الشعبي، وسط ترقب للساعات المقبلة، وما ستؤول إليه الأحداث بعد خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

مراقبون للشأن السياسي، اعتبروا إعلان هيئة الحشد الشعبي، بأنه حماية وضامن للبلد ولا يتعارض مع ارتباط الهيئة بالقائد العام للقوات المسلحة، بل أكدوا أن هذا القرار قطع الطريق أمام الفصائل المسلحة التي أعلنت "الحرب" بشكل منفصل عن قرار الدولة، وجاء ليؤكد الفصل بينها وبين الهيئة.

ويقول الخبير في الشأن الأمني سرمد البياتي، خلال حديث لـه إن "إعلان رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي، حالة الإنذار، هو أمر طبيعي تحسباً لتداعيات ربما تحدث بعد خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهذه التداعيات، في حال حصولها، ستشمل المنطقة بأكملها، بالتالي إعلان حالة الإنذار هو إجراء استباقي لأي طارئ".

ويضيف البياتي، أن "المنطقة تمر بظروف صعبة جداً على المستوى الأمني والعسكري، ولهذا من الطبيعي جداً أن يعلن الحشد الشعبي دخوله في حالة الإنذار القصوى، وكما قلنا ربما تكون هناك تطورات في المنطقة بعد خطاب نصر الله من خلال التصعيد العسكري ضد إسرائيل، وتداعيات خطيرة غيرها".

ويؤكد أن "هناك قصفا أيضا للقوات الأمريكية في العراق، وقد ترد أمريكا على بعض الفصائل التي تستهدف قواعدها بالعراق، وهذا ربما أحد أسباب إعلان الحشد الشعبي حالة الإنذار القصوى"، مبينا أن "هذا القرار صحيح في ظل الوضع الراهن".

وكان رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبدالعزيز المحمداوي "أبو فدك"، ترأس يوم أمس الخميس، اجتماعا موسعا لقادة الهيئة وجميع مفاصلها، وفيه أعلن عن دخلو هيئة الحشد بحالة الإنذار، كما أكد أن موقف الهيئة مع الحكومة والمرجعية، لكنه علل الدخول بحالة الإنذار، بسبب الأحداث الجارية في المنطقة وتداعياتها.

وقد ورد هذا الإعلان، في مقطع فيديو رسمي من الاجتماع، ولحق هذا صدور بيان عن هيئة الحشد الشعبي، لكن سرعان ما جرى حذفه والتراجع عنه ونفيه من قبل هيئة الحشد.

يشار إلى أن الأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي، وهي حركة غير منضوية في هيئة الحشد الشعبي، أعلن أمس الأول، قرارا صادرا من "المقاومة العراقية" بـ"تحرير العراق عسكرياً وحسم الامر والقادم أعظم.. لا توقف ولا مهادنة ولا تراجع".

يذكر أن ما يعرف بـ"المقاومة العراقية الإسلامية"، أعلنت مساء أمس الخميس، عن تبنيها قصف قاعدة الحرير الواقعة قرب مطار أربيل، وتتواجد فيها قوات أمريكية، بطائرات مسيرة.

ومن المفترض أن يلقي الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، كلمة ظهر اليوم الجمعة، دون معرفة ما سيعلنه فيها حتى اللحظة، وقد جرى الإعلان عن موعد الكلمة منذ أيام، ورجحت مؤسسات مختصة، أن يكون متابعي هذه الكلمة، أكثر من متابعي مباريات الكلاسيكو في كرة القدم، بسبب أهميتها.

يذكر أن حزب الله، المتمركز جنوب لبنان، بدأ منذ توسع حرب غزة وإسرائيل، باستهداف المواقع الإسرائيلية ما دفع الأخيرة للرد وقصف مقاره جنوب لبنان، وقد سقط ضحايا من الطرفين.

من جهته، يبين المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة علي فضل الله، خلال حديث لـه أن "الحشد الشعبي مؤسسة أمنية تابعة للقائد العام للقوات المسلحة، وهي جزء من القوات المسلحة العراقية، وإعلان الحشد دخول حالة الإنذار القصوى، هو ليس تهديد، بل هو تحسبا لبعض التهديدات الامريكية باستهداف العراق".

ويلفت إلى أن "الحشد الشعبي كمؤسسة عسكرية رسمية هي وجدت من أجل الحفاظ على العراق والدفاع عنه، لذلك هناك جهوزية من قبل الحشد الشعبي"، مبينا أن "إعلان الحشد حالة الإنذار القصوى، ليس له أي علاقة بقضية الفصائل ولا بخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فهناك فصل كبير ما بين رؤية الحشد ورؤية الفصائل، رغم أن الحشد هو نتاج تلك الفصائل، لكن هذه المؤسسة أصبحت مرتبطة بشكل مباشر بالقائد العام للقوات المسلحة، وهي خاضعة له بكل تحركاتها".

يشار إلى أن الفصائل المسلحة في العراق، دخلت على خط أزمة غزة منذ البداية، وعادت لاستهداف القواعد الأمريكية في بغداد وأربيل، فضلا عن الموجودة في الأراضي السورية، ويجري الاستهداف بشكل يومي عبر الطائرات المسيرة.

وقد ردت واشنطن على هذا الاستهداف، عبر قصفها مقار وعجلات تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة آلبو كمال المحاذية للحدود العراقية في الجانب السوري، والتي تشهد تمركزا للقوات الإيرانية منذ سنوات.

كما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى الحكومة والبرلمان إلى غلق السفارة الأمريكية في بغداد على وجه السرعة، لكن الحكومة ردت على هذه الدعوة بانها "ستدمر العراق".

إلى ذلك، يبين المحلل السياسي نزار حيدر، خلال حديث لـه، أن "التصريحات الأخيرة للمسؤولين في هيئة الحشد الشعبي، منسجمة تماماً مع الدولة وهو أمر طبيعي على اعتبار أن الهيئة جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية والعسكرية وتأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة كما نص على ذلك قانونها الذي شرعه مجلس النواب عام 2016".

ويتابع حيدر، أن "تأكيد تصريحات الحشد على أن الثابت الذي تسير عليه الهيئة في قراراتها والتزاماتها وتحركاتها ونشاطاتها هو أوامر القائد العام وقراراته وتوجيهات المرجعية الدينية العليا، يمثل تاكيداً جديداً على أن من لم يلتزم بهذين الثابتين من الفصائل لا علاقة له بالهيئة، فهذه التصريحات جاءت في وقت حساس يمر به العراق والمنطقة، والهدف منها حماية الحشد الشعبي الذي يسعى البعض لتوريطه في أنشطة خارج توجهات الدولة".

ويؤكد أن "التصريحات جاءت للرد على الفصائل التي تحتفظ بسلاحها خارج سلطة الدولة والتي اعلنت حالة الحرب في البلاد، وهو قرار إرهابي يتجاوز الدستور، الذي رهن إعلان حالة الحرب بتصويت البرلمان وموافقة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، وهذا يعني أن كل من يعلن حالة الحرب أو الطوارئ في البلاد من تلقاء نفسه سيكون عرضة للملاحقة القانونية".

وقبل أيام، وقع 32 نائبا مستقلا، على طلب لعقد جلسة للبرلمان خاصة بإصدار قرار لغلق السفارة الأمريكية، لكن هذا الطلب لم يوقع عليه نواب الإطار التنسيقي، وقد برر في حينها من قبل مقربين من الإطار، بأن البرلمان لم يعقد أي جلسة حتى يوقعوا على الطلب.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة