13 May
13May

جنود روس يرفضون القتال في أوكرانيا ومنذ 1 ساعةمع استمرار المعارك في أوكرانيا منذ غزوها في 24 فبراير يسعى آلاف الجنود الروس إلى عدم القتال هناك والبحث عن سبل قانونية تقيهم غضب ونقمة الكرملين، وفقا لما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وأوضح المحامي الروسي، ميخائيل بينياش، الذي كان يقدم المشورة للجنود الذين اختاروا ذلك، إنه بموجب القواعد العسكرية الروسية، يمكن للجنود الذين يرفضون القتال في أوكرانيا أن يواجهوا الفصل لكن لا يمكن مقاضاتهم.
وقال بنياش إن "المئات من الجنود كانوا على اتصال بفريقه للحصول على نصائح بشأن كيفية تجنب إرسالهم للقتال في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن من بينهم 12 عنصرا من رجال الحرس الوطني من مدينة كراسنودار جنوبي روسيا الذين فصلوا من عملهم بعد رفضهم الذهاب إلى أوكرانيا.
وقال بنياش: "يحاول القادة تهديد جنودهم بالسجن في حالة معارضتهم، لكننا نقول للجنود إنهم ببساطة يستطيعون قول لا"، موضحا أنه لم يكن على علم بوجود أي قضايا جنائية ضد جنود رفضوا القتال في أوكرانيا.
وتابع: "لا توجد أسس قانونية لبدء قضية جنائية إذا رفض جندي القتال أثناء وجوده على الأراضي الروسية"، وأوضح أن العديد من الجنود اختاروا فصلهم من العمل أو نقلهم إلى وحدات أخرى بدلاً من الذهاب إلى "مفرمة اللحم".


"العودة في تابوت"

وعندما طُلب من جنود لواء من النخبة في الجيش الروسي في أوائل أبريل الاستعداد للانتشار الثاني في أوكرانيا، اندلع الخوف بين صفوفهم.
ودخلت الوحدة، المتمركزة في أقصى شرق روسيا خلال وقت السلم، أوكرانيا لأول مرة من بيلاروس عندما اندلعت الحرب في نهاية فبراير وشهدت قتالًا مريرًا مع القوات الأوكرانية.
وقال أحد أعضاء الوحدة، ويدعى ديمتري (اسم مستعار):"سرعان ما أصبح واضحًا أنه لم يكن الجميع يودون الذهاب للقتال..وأنا أريد أن أعود إلى عائلتي سالما، وليس في تابوت".
ومع ثمانية آخرين، أخبر ديمتري قادته أنه رفض الانضمام لقوات الغزو، متابعا: "كانوا في البداية ناقمين ولكن لم يكن بوسعهم فعل أي شيء".
وسرعان ما جرى نقل ديمتري إلى بيلغورود، وهي مدينة روسية قريبة من الحدود مع أوكرانيا، حيث يتمركز منذ ذلك الحين هناك.
ويوضح: "لقد خدمت في الجيش لمدة خمس سنوات، وسوف ينتهي عقدي ينتهي في يونيو، وعقب ذلك سوف أغادر الجيش إلى غير رجعة".
وتابع: "ليس لدي ما أخجل منه، فنحن لسنا في حالة حرب، ولذلك لم يتمكنوا من إجباري على البقاء".
يسلط رفض دميتري للقتال الضوء على بعض الصعوبات العسكرية التي واجهها الجيش الروسي نتيجة لقرار الكرملين السياسي بعدم إعلان الحرب رسميًا على أوكرانيا، مفضلاً بدلاً من ذلك وصف الغزو، الذي سوف يدخل قريبًا شهره الرابع، بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وقدم الجندي، سيرجي بوكوف، البالغ من العمر 23 عامًا، رواية مماثلة لرواية ديمتري، موضحا أنه قرر في نهاية أبريل الاستقالة، متابعا: "لم يجادلنا قادتنا لأننا لم نكن أول نترك الخدمة".
وفي إشارة إلى القوانين العسكرية الروسية، قال المحامي بنياش إنه سيكون من الصعب على الجنود رفض القتال إذا أعلنت روسيا رسميا حربًا شاملة، موضحا " عندئذ سوف يواجهون عقوبات قاسية".
وفي حين أن العدد الدقيق للجنود الذين يرفضون القتال لا يزال غير واضح، فإن مثل هذه النماذج تؤكد ما ذهب إليه خبراء عسكريون غربيون من أن موسكو تعاني نقصا حادا في عدد جنود المشاة.
وفي البداية، وضعت موسكو حوالي 80٪ من قواتها القتالية البرية الرئيسية (150 ألف عنصر) في حالة تأهب قبل بدء الغزو، ولكن الخسائر البشرية، بحسب الخبراء الغربيين، تسببت في مشاكل لوجستية لقوات الرئيس الروسي فلاديميربوتين مما أدى إلى إضعاف روحها المعنوية.
وقال المحلل العسكري، روب لي لصحيفة "الغارديان": "بوتين بحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن التعبئة في الأسابيع المقبلة.. فالقوات الروسية باتت تعاني نقصا في العنصر البشري".
وأكد لي أن أحد الخيارات أمام الكرملين هو السماح بنشر وحدات مجندين أغرار في أوكرانيا، على الرغم من تعهدات بوتين السابقة بأن روسيا لن تقدم على تلك الخطوة".
وأضاف: "يمكن لأولئك المجندين أن يسدوا بعض الفجوات، ولكن مع خبرته القتالية الضعيفة فإن ذلك لن يؤدي إلى نتائج جيدة".
ونبه إلى إنه من دون كتائب المجندين، فإن الجيش الروسي سوف يعاني قريبًا "لإبقاء سطوته على الأراضي التي يسيطر عليها حاليًا في أوكرانيا، خاصة وأن كييف تتلقى معدات أفضل من الناتو".
وكثفت السلطات الروسية بهدوء جهودها لتجنيد جنود جدد حيث أصبح من الواضح أن تحقيق نصر سريع في أوكرانيا قد بات بعيد المنال.
وأظهر تحقيق أجرته خدمة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الناطقة باللغة الروسية أن وزارة الدفاع الروسية قد فتحت أبواب التوظيف للأشخاص الذين لديهم خبرات قتالية للانضمام إلى الجيش بعقود قصيرة الأجل.
كما لجأت روسيا أيضًا إلى المرتزقة لتعزيز جهودها الحربية، إذا استعانت بمقاتلين من مجموعة فاغنر للقتال في أوكرانيا، وفي هذا الصدد يقول الباحث في مؤسسة كارنيغي، أندريه كوليسنيكوف إن موسكو قد تكون قلقة من أن إعلان الحرب والتعبئة العامة سوف يغضب قطاعات كبيرة من الروس الذين يدعمون "العملية الخاصة".
وقال إن الروس "قد يؤيدون الصراع، لكنهم لا يريدون القتال في الواقع"، مضيفًا أن التعبئة العامة ستترتب عليها "خسائر فادحة في صفوف الجنود غير المدربين".
وفي حين أن الوضع الحالي للصراع يمنح الجنود الروس طريقًا قانونيًا لرفض المشاركة، فإن بعض الجنود اشتكوا أن ذفك تسبب في عدم حصولهم على الرعاية الصحية الكافية.
ويجادل رقيب صغير في السن بأنه أصيب خلال إحدى الهجمات الأوكرانية الأخيرة على المنطقة الحدودية الروسية دون أن يحصل على تعويض نقدي يصل إلى نحو 3 آلاف دولار
وبحسب قوانين "العملية الخاصة" يحق للجنود الجرحى الحصول على ذلك التعويض، بيد أن الرقيب أصيب داخل الأراضي الروسية مما مما يعني أن حالته لا تندرج تحت تلك القواعد.
وقال الجندي: "هذا غير عادل، أنا أقاتل في هذه الحرب مثل الآخرين في أوكرانيا، وبالتالي أخاطر بحياتي.. وإذا لم أحصل على التعويض فسوف أتحدث على الملأ وأجعلها قضية رأي عام".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة