16 Feb
16Feb

حظي قرب التعاقد مع شركات جولة التراخيص الخامسة للحقول النفطية والغازية الحدودية، بإشادة كبيرة نظرا لما ستقدمه من إضافة نوعية بكميات النفط لترفع الطاقة التصديرية للبلد إلى نحو الضعف، فضلا عن استثمار الغاز فيها وفقا للعقود مع الشركات الفائزة، وهي صينية وإماراتية، والأخيرة تابعة لنجل وزير عراقي أسبق، وعزا خبراء بالنفط إحالة العقود لهذه الشركات نظرا لامتناع الشركات الأوروبية عن العمل بهذه الحقول لكونها مشتركة مع إيران.

ويقول الخبير النفطي حمزة الجواهري، خلال حديث لـه إن "جولة التراخيص الخامسة تشمل الحقول الحدودية المشتركة مع دول الجوار وزادوا عليها حقول شمال ديالى التي تحتوي على الغاز، فأصبح هناك 6 حقول تأكد وجود الغاز فيها، لكنها صغيرة وأمامها عقبات كبيرة قبل أن تدخل الخدمة".

وكان وزير النفط حيان عبد الغني، أعلن يوم أمس، أن الأسبوع المقبل سيشهد حفل التوقيع النهائي مع الشركات الفائزة بعقود جولة التراخيص الحدودية الخامسة، والمتضمنة تطوير 6 حقول ورقع استكشافية وهي: استكشاف وتطوير وإنتاج الرقعة الاستكشافية نفط خانة في محافظة ديالى وتمت إحالته الى شركة (جيو جيد) الصينية، وتطوير وإنتاج حقل الحويزة النفطي في محافظة ميسان وتمت إحالته على الشركة ذاتها، وحقل السندباد النفطي في محافظة البصرة وأحيل لشركة (يو أي جي) الصينية.

ويضيف الجواهري، أن "هذه الحقول تختلف عن حقول جولات التراخيص السابقة، لأنها تقع في حدود مشتركة مع دول الجوار، وتسمى حقول المشاركة بالأرباح فخلال فترة الإنتاج تتم المشاركة بالأرباح".

وعن الشركات الفائزة بجولات التراخيص، يشير الخبير النفطي، إلى أن "هذه الحقول مشتركة مع إيران، ولهذا السبب فأن غالبية الشركات الأوروبية رفضت العمل فيها بسبب العقوبات ضد إيران"، لافتا إلى أن "شركات إماراتية وصينية تقدمت وفازت بالعمل فيها".

وتضمنت الجولة أيضا، تطوير وإنتاج حقول (كلابات- قمر) في محافظة ديالى وتمت إحالته على شركة (نفط الهلال) الإماراتية، وحقل (الخشم الأحمر-إنجانة) في محافظة ديالى، وتمت إحالته للشركة الإماراتية ذاتها، كما حصلت الشركة على عقد الرقعة الاستكشافية (خضر الماء) في محافظة البصرة.

وكان مجلس الوزراء، أقر في 7 من الشهر الحالي، توصية المجلس الوزاري للطاقة (23015 ط لسنة 2023) التي تنصّ على المضيّ بتوقيع عقود جولة التراخيص الخاصة بالرقع والحقول الحدودية (الجولة الخامسة) توقيعاً نهائياً وتفعيلها، لمضي فترة طويلة جداً على إحالتها.

يشار إلى أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بحث خلال الفترة الماضية، إمكانية توسيع منافذ تصدير النفط العراقي، وزيادة إمكانية التصدير ورفعها لمستويات أعلى من الحالية.

كما أكد السوداني سابقا، بأن العراق سيجري نقاشات مع أعضاء منظمة أوبك الآخرين لإعادة النظر في حصته الإنتاجية وزيادتها، معللا ذلك بالحاجة "إلى الأموال لإعادة إعمار العراق".

إلى ذلك، يكشف مصدر مطلع، خلال حديث له أن "صاحب شركة الهلال الإماراتية الفائزة بعقود في جولة التراخيص الخامسة، هو حميد جعفر، رجل أعمال عراقي لديه استثمارات في الإمارات".

ويبين المصدر، أن "جعفر هو نجل وزير عراقي أسبق، وهو من قام بتأسيس هذه الشركة".

جدير بالذكر، أن وثيقة تسربت الشهر الماضي، تكشف توجيه وزارة النفط، بتفعيل شركة الخدمات النفطية، استنادا لبيان تأسيسها الصادر في عام 2013، والمنشور في جريدة الوقائع العراقية، وتختص هذه الشركة بعمليات الحفر والتنظيف ما بعد الحفر.

يذكر أن شركة نفط الهلال الإماراتية " كريسنت بيتروليوم"، فازت في عام 2018، وخلال تولي جبار اللعيبي لوزارة النفط، بـ3 عقود لتطوير حقول قرب الحدود الكويتية الإيراني، وهي ذاتها التي جرى توقيعها حاليا "خشم أحمر انجانا وكلابات كمر وخصر الماي في محافظتي البصرة وديالى"، وكان من المفترض أن تبدأ العمل بعد مصادقة الحكومة آنذاك على العقد، حيث جرى الإعلان في حزيران يونيو من ذلك العام.

من جانبه، يرى الخبير النفطي محمد هورامي، خلال حديث له، أن "أي نشاط في مجالات الطاقة بالتأكيد يصب في صالح العراق، ويجب أن يكون التركيز في الوقت الحالي على إنتاج الغاز بدلا من النفط، لأن العراق يعاني من شحة الغاز، بينما يصدر النفط منذ سنين، وحتى الآن لم نستطع تأمين الحاجة المحلية من الغاز مع أن هذا المنتج مصاحب لاستخراج النفط، لكن لم يحصل أي استثمار بالغاز المصاحب ولا حتى الغاز الحر".

ويضيف أن "الدول المصدرة للنفط عادة ما تصدر غازا أيضا ونشاطاتها تسير بالتوازي، فتصدير النفط تلقائيا يودي إلى تصدير الغاز، ولكن في العراق مع الأسف يتم حرقه"، مشيرا إلى أن العراق "متأخر كثيرا في هذا الجانب ولم يعر أهمية لهذا المنتج مع أنه يستورده بمليارات الدولارات التي كان أولى استثمارها في الغاز المحلي".

ويرى هورامي أن "الإتيان بشركات تعمل على إنتاج الغاز العراقي خطوة مهمة فالعراق يملك الإمكانيات لمثل هكذا مشاريع، كما أنها ستساهم في حل أزمة الغاز مستقبلا وجعل مفاتيح أنابيب بأيدينا وبدلا من الدول الأخرى".

يذكر أن ممثل شركة الهلال الإماراتية عبدالله القاضي، أعلن سابقا أن حجم الاستثمارات المتوقعة في هذه الحقول يتجاوز 12 مليار دولار خلال مدة تنفيذ العقد التي تصل إلى 20 عاما، وتنص العقود مع الشركة على حصولها على حصة تبلغ 9.21 بالمئة من إنتاج حقل "كلابات كمر" في محافظة ديالى، في حين تبلغ حصتها 19.99 بالمئة من إنتاج رقعة "خشم أحمر انجانا" في ديالى أيضا، وتبلغ حصتها 13.75 بالمئة من إنتاج رقعة "خضر الماي" المحاذية للحدود الكويتية في محافظة البصرة.

وتعمل شركة الهلال الإماراتية في إقليم كردستان، منذ عام 2007، حيث طورت حقل كورمور الغازي، وفي عام 2017 بدأت بتطوير موارد الغاز في حقل جمجمال.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة