04 Aug
04Aug

خلال شهري محرم وصفر، يمارس المسلمون عادات وطقوس مختلفة حُزناً على استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) في واقعة الطف، بدءاً من لبس السواد ونشر الرايات وإقامة مجالس العزاء وزيارة كربلاء وصولاً إلى طبخ مواد غذائية مختلفة وتوزيعها بين الناس وهو ما يسمى بـ"الثواب".

ويكون توزيع الثواب على مدار أيام هذين الشهرين، لكنه يكثر في يوم عاشوراء (العاشر من محرم وهو يوم المقتل)، ثم في كل يوم جمعة من محرم وصفر ليوزع على الناس مجاناً.
دأب أبو علي (53 عاماً) على توزيع الثواب في "العشرة الثانية" من شهر محرم، إذ يبدأ بتهيئة كافة مستلزمات طبخ "التمن (رز) والقيمة النجفية" ثم المباشرة بإعدادها ليلة الجمعة على أن يتم توزيعها في صباح اليوم.
ويقول أبو علي في حديث له "يكون الطبخ في ليلة الجمعة وذلك لان أكثر الأصدقاء والاقارب في إجازة من العمل في هذا اليوم".
ويشير الرجل الخمسيني الى، أن "خدمة الامام الحسين (عليه السلام) متوارثة عندهم منذ أن كان اجداده احياءً".
ويلفت الى ان "لديهم موكباً يحضر فيه قارئ ورادود في العشرة الأولى من شهر محرم"، مضيفا أن "الموكب ذاته يخدم في اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) (التي تصادف في 20 صفر) على طريق بغداد - كربلاء، منذ الأيام الأولى من شهر صفر ولغاية انتهاء مراسيم الزيارة".
ويزور أكثر من 20 مليون شخص، محافظة كربلاء، سنوياً؛ لتأدية الزيارة الأربعينية، وهي ذكرى مرور 40 يوماً على مقتل الإمام الحسين، وعلى طول الطريق للمحافظة تُنصب المواكب لتقديم الخدمة إلى الزائرين.
أبو حيدر (47 عاماً) يقول، إن "أيام العشرة الأولى من محرم يكون الطبخ فيها بصورة دورية يومية على اعتبار أن كل يوم من هذه الأيام يكون مخصصاً لإمام حتى يوم العاشر الذي يمثل يوم الإمام الحسين".
وعلى الرغم من أنّ جميع الشخصيات من أهل بيت الحسين قد استشهدوا في يوم واحد بالمعركة التي دارت في العاشر من شهر محرم، إلا أنّ الطقوس تتوزع على الأيام العشرة الأولى للشهر، ففي اليوم الأول تستذكر مصيبة الحسين، والثاني يكون الحديث عن سيرته، والثالث أسباب خروجه من المدينة، والرابع دعوته لأهل الكوفة، أما في اليوم الخامس أو ليلته يكون لمسلم بن عقيل (وهو مبعوث الحسين إلى الكوفة).
ويوصف اليوم السابع شعبياً بأنه "يوم العباس بن علي بن أبي طالب"، ويتمّ توزيع ما يسمى بـ"خبز العباس"، أما في الثامن من شهر محرّم، فيعرف بأنه "يوم استشهاد القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب"، والتاسع يمثل "يوم استشهاد "علي الأكبر" ابن الحسين.
ويكمل أبو حيدر، حديثه، قائلاً: "بعد الأيام العشرة، يستمر الطبخ وتوزيع الثواب لكنه يكثر في يوم الجمعة على أن هذا اليوم مبارك لدى المسلمين بشكل عام، وأيضاً هو اليوم المتوقع فيه ظهور الإمام المهدي المنتظر".
و "المهدي" هو الإمام الثاني عشر عند الشيعة، ويسمى "الإمام الغائب" ويتوقع ظهوره في آخر الزمان لينهي "الظلم والفساد" على وجه الأرض وينشر "العدل والإسلام".
وبحسب أبو حيدر، فإن "أبرز الوجبات التي توزع ثواباً هي القيمة النجفية، تلحقها الهريسة، ثم الزردة، وبعدها التمن والدجاج أو اللحم وغيرها".
وتعد القيمة من أبرز وأهم الأكلات لدى العراقيين لاسيما في شهر محرم، وواحدة من الطقوس الثابتة في هذا الشهر، حيث يتسابق العراقيون لطبخها وتوزيعها ثواباً على روح الإمام الحسين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة