أفاد مصدر امني، اليوم الاثنين، بأن وفدًا أمنيًا رفيعًا وصل إلى قضاء مخمور قادمًا من العاصمة بغداد للتحقيق وكشف ملابسات حادثة تبادل اطلاق النار بين قوة من الجيش العراقي وقوات البيشمركة التي اسفرت عن ضحايا يوم أمس الأحد.
وقال المصدر أن وفدًا أمنيًا رفيعًا يضم ضباطًا كبار وصل، صباح اليوم، الى مخمور قادما من بغداد للوقوف على احداث يوم امس بعد الاشتباك بين قوات الجيش والبشمركة ما ادى الى وقوع ضحايا وتسجيل اصابات بين الجانبين، لافتا إلى أن" الوفد سيعقد سلسلة اجتماعات مكثفة لبيان حيثيثات ماحصل ورفع تقرير متكامل خلال 24 ساعة الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني".
تعليمات صارمة
واشار الى ان" الهدوء يعمّ حاليا في منطقة الاشتباك إثر صدور تعليمات صارمة بمنع اي احتكاك او مناوشات وعدم استخدام السلاح في اي حالة احتكاك مع التاكيد على ضرورة بقاء القيادات الامنية في المنطقة للاشراف على تطبيق كل التعليمات والاوامر العليا الصادرة من بغداد".
وفي الشأن ذاته يرى عضو تحالف الفتح عائد الهلالي، إن هناك ثلاثة أساب تدفع بغداد واربيل الى استيعاب احداث مخمور، فيما يؤكد إن" بغداد واربيل تحيط بهما تهديدات متعددة منها حزب العمال الكردستاني وغيرها من القوى بالاضافة الى التدخل التركي مما يستلزم تعاونًا في اليات مسك المناطق وخاصة الحدودية رغم ان الاحداث الاخيرة تدلل بأن للبيشمركة محاذير من الاقتراب من قوات الجيش.
ويقول الهلالي في حديث لـه، ان" الاحتكاك الذي جرى بين الجيش والبيشمركة مساء يوم امس اسفر عن اصابات ولاتزال اسبابه غير معروفة بانتظار نتائج لجنة التحقيق التي ارسلت من قبل السوداني للوقوف على ملابسات ماحصل لكن الحادثة تدلل على وجود حالة تشنج بين الطرفين".
كركوك
واشار الى ان" اربيل ستبادر الى عدم تعكير العلاقة مع بغداد خاصة وانها تعيش حالات الود مع المركز مع تاكيد مسعود البارزاني وبقية القيادات الكردية دعمها لحكومة السوداني مما يستدعي استيعاب احداث مخمور كما حصل في كركوك للحفاظ على الهدوء السياسي والامني ضمن عملية متكاملة تقوي الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات".
ووجه القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يوم أمس الأحد (22 تشرين الأول 2023) بتشكيل لجنة عالية المستوى للتحقيق بملابسات الحادث في قاطع مخمور إثر اشتباك قوات من الجيش والبيشمركة في وقت سابق اليوم.
وقال الناطق باسم القائد العام اللواء يحيى رسول في بيان "تابع رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، ملابسات الحادث الذي حصل، اليوم الأحد، ضمن قاطع مخمور، والذي أدى الى وقوع 3 ضحايا وإصابة سبعة آخرين من الطرفين بالقرب من إحدى النقاط الأمنية".
وأضاف رسول انه وبناءً على ذلك وجه القائد العام بتشكيل لجنة عالية المستوى للتحقيق في ملابسات الحادث ومعرفة حيثياته، وما نتج عنه من تضحيات".
ضبط النفس
وشدد السوداني بحسب رسول "على جميع القادة والآمرين بالمستويات كافة بضرورة ضبط النفس سواء من قطعات الحكومة الاتحادية أم البيشمركة وبأهمية التصرف بحكمة عالية وتغليب المصالح العليا وتعزيز المشتركات وتفويت الفرصة على أعداء العراق الذي أعطى رسالة للعالم أجمع بتوحد أبناء شعبه الأبي".
وفي وقت سابق من مساء أمس الاحد، كشفت برقية عسكرية رسمية، تفاصيل حادثة تبادل اطلاق النار بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في احد جبال قضاء مخمور، وذلك بعد تقدم الجيش العراقي لمسك نقاط غادرتها عناصر العمال الكردستاني منذ 3 أيام.
وذكرت البرقية التي اطلعت عليها " النافذة"، انه "بالساعة 4:30 عصراً يوم الاحد 22- 10- 2023 حصلت مشكلة بين الجيش العراقي - الفرقة 14 وقوات البيشمركة حول احقية مسك (3) نقاط عسكرية موجودة في قمة جبل قره جوغ - شرق مركز قضاء مخمور - بالتحديد الجهة المطلة على مخيم مخمور للاجئين الاتراك ".
حزب العمال الكردستاني
واشارت الى انه "بتاريخ 19- 10- 2023 انسحب العناصر المسلحة من حزب العمال الكردستاني pkk من النقاط الثلاث المذكورة، واليوم اندفع فوج مغاوير الفرقة 14 الجيش العراقي الى مواقع النقاط الثلاث المحددة لغرض مسكها دون اشعار قوات البيشمركة وذلك بموجب اوامر مباشرة من رئيس اركان الجيش العراقي".
واوضحت انه "بالساعة 4 عصراً حضرت قوة من البيشمركة الى مواقع النقاط الثلاث المحددة وطالبت الجيش العراقي بالانسحاب كون خط التماس بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة يعتبر جبل قرة جوغ وان خط المسك في كافة الجبل تعود لقوات البيشمركة".
وبحسب البرقية، رفض الجيش العراقي الانسحاب وحصلت مشادة كلامية بين الطرفين تطورت الى تبادل اطلاق نار عند الساعة 1630، وادى ذلك حسب الموقف الاولي الى استشهاد عنصر من البيشمركة واصابة 3 اخرين وايضا اصابة 6 عناصر من الجيش العراقي 2 منهم اصابتهما خطرة".
وبينت البرقية ان "اطلاق النار توقف بين الطرفين بشكلٍ مؤقت لكن حالة التوتر لاتزال موجودة".
وارسل الجيش العراقي قوات باتجاه مخمور للسيطرة على الوضع كتعزيزات عسكرية، بحسبما اظهرت مقاطع مصورة.