شهدت الساحة السياسية العراقية، خلال الأيام القليلة الماضية، حراكاً إيرانياً بهدف إعادة طرح وساطة جديدة تهدف إلى حل الانسداد السياسي في العراق، والذي تشهده البلاد منذ سبعة أشهر.
مصدر سياسي مطّلع، اكد أن "هذا الحراك يقوده السفير الإيراني الجديد في بغداد محمد آل صادق، حيث تريد طهران الاعتماد هذه المرة في حراكها عبر سفيرها، بدلاً من تدخل زعيم فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قااني".
وأضاف المصدر، أن "السفير الجديد يمتلك علاقات قوية وجيدة مع الأطراف السياسية العراقية كافة، فهو يتواجد في مقر السفارة بالعاصمة بغداد منذ سنين، وله تواصل مع جميع الأطراف".
وأوضح أن "السفير محمد آل صادق، تلقى رفضاً مسبقاً حول المبادرة والسعي الإيراني من قبل زعيم التيار مقتدى الصدر، مع الإصرار على حكومة الأغلبية، ولهذا السفير الإيراني يتحرك حالياً على باقي الأطراف السياسية، خصوصاً حلفاء التيار من تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكوردستاني، مستغلاً مهلة الـ(30) يوم التي منحها الصدر للقوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة".
ويعيش المشهد السياسي حالة من الانسداد السياسي المزمن في ظل تمسك تحالف "إنقاذ الوطن" الذي يضم التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكوردستاني وتحالف السيادة بحكومة "أغلبية وطنية" ومرشحهم لرئاسة الجمهورية ريبر أحمد، فيما يتمسك الإطار التنسيقي الشيعي والقوى المتحالفة معه بتشكيل حكومة ائتلافية ترشح رئيس الوزراء من المكون الاجتماعي الأكبر ويقصدون به (المكون الشيعي)، كما يتمسك بترشيح رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح لدورة رئاسية ثانية.
ولم تنجح المبادرات التي أطلقها كل من زعيم التيار الصدري وكذلك الإطار في حل المشهد السياسي، فيما أطلق النواب المستقلون في البرلمان مبادرة أيضاً لكنها لم تنجح كذلك في حل طلاسم المشهد السياسي المعقد، فيما يترقب الجميع مبادرة كوردية من زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني الذي نجح سابقاً وفي مشهد مقارب للوضع الحالي بإطلاق مبادرة حركت المياه الراكدة وأسهمت بتشكيل حكومة عراقية قادها آنذاك نوري المالكي.