بعد أن وكالة الأنباء الفرنسية، بأن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أظهر الحرص على ارضاء الود تجاه الولايات المتحدة التي تواصل تشديد نبرتها ضد ايران، خلال مقابلة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، الأحد الماضي، تفاعل الوسط السياسي العراق مع التصريح، الذي أثار انتقادات القوى السياسية والفصائل التي تريد اخراج القوات الامريكية والاجنبية بالعراق بالكامل، وقد تعددت الاراء بين من يدعم براغماتية السوداني في التعامل مع الوجود الامريكي كأمر واقع ، وحاجة عراقية، وبين من يرىفي موقف السوداني، خضوع للارادة الامريكية.
وقال السوداني للصحيفة إنه يريد إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن قريبًا، ربما تمهيدًا للقاء بينه وبين الرئيس جو بايدن.
واعتبر السوداني أن بلاده لا تزال في الوقت الحالي “بحاجة إلى القوات الأجنبية” الموجودة فيها ومعظمها أميركية، وفق ما جاء في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة وول ستريت جورنال.
وتصريح السوداني يأتي في وقت تتجدد فيه الدعوات الى تفعيل قرار البرلمان بإخراج القوات الامريكية من البلاد .
وتساءل عضو مجلس إدارة مؤسسة جالوب الدولية منقذ داغر: اذا قوى الإطار موافقة على التواجد العسكري الأمريكي، لماذا اتهمتم غيركم أنهم عملاء وهددتم بالنضال المسلح وضربتم الصواريخ؟.
واستغرب الكاتب سليم الحسني قرار الحكومة والقيادات السياسية إبقاء قوات الأصدقاء الأمريكان.
وكشف القيادي في كتائب سيد الشهداء عباس الزيدي، عن امتعاض المقاومة من تصرفات حكومة محمد شياع السوداني.
وكان السوداني، قد أكد على أهمية استمرار العمل المشترك، خاصة في مجال تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية، التي تخوض المواجهة تجاه الإرهاب بفاعلية ومهنية.
وقال الزيدي" نرفض تدخل السفارة الامريكية بالشأن العراقي، محذرا من الانقياد الكامل للاحتلال حيث لايوجد سقف محدد لاهداف ومشاريع الاحتلال العدوانية في العراق او المنطقة عبر العراق.
ويرى إياد الإمارة، الباحث في الشأن السياسي والأمني العراقي، إن ممارسات القوات الامريكية ممارسات استفزازية، وأن العراقيين جميعا يرحبون بأي عمل يستهدف الاحتلال ويساندوه بقوة.
ووجه عضو مجلس النواب، جاسم الموسوي، طلباً الى البرلمان بشأن تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، وفيما أكد أن القوات الامريكية تسببت بخروقات كبيرة للبلد، عد ادعاءات واشنطن بتقديم المعونة للعراق بـالكاذبة.
وترى مصادر مقربة من الاطار التنسيقي ان الحكومة الحالية تدرك تأثير التصعيد على الوضع الداخلي السياسي والاقتصادي، كما انها لا تريد للعلاقة مع واشنطن، أن تتدهور.
واعتبر القيادي في الإطار محمود الحياني الحديث عن انسحاب القوات الأميركية من العراق، غير حقيقي، ومجرد حديث إعلامي.
ويقول الكاتب احمد عبد السادة عبر تويتر: يمكن أن نرى تناقضاً بين الشعار المرفوع والتطبيق العملي رغم أن هذا التناقض يندرج ضمن النفاق السياسي، ولكن ليس لدرجة أن تبني مشروعك السياسي ومشروعيتك الشعبية على شعار إخراج القوات الأمريكية من العراق والثأر لدماء قادة النصر ثم تتخلى فجأة عن هذا الشعار حين وصولك للسلطة.
وقال علي الغانمي عضو المكتب السياسي في تيار الفراتين الذي يتزعمه رئيس الحكومة محمد السوداني ان بعض الأطراف السياسية –لم يسمها- لديها تحفظ على العلاقة مع واشنطن بسبب حادثة المطار.
ويرصد المهتم بالشأن السياسي كرار الموسوي، توافقا عراقيا على الوجود العسكري الأمريكي، فيما يرى الباحث في الشأن العراقي،مجاهد الطائي أن السوداني يحاول كسر الانطباع بأنّ حكومته تخضع لنفوذ الفصائل المقربة من إيران، عبر مقاربته الهادئة لمواضيع تُعدها تلك القوى من أولوياتها، مثل ملف الوجود العسكري الأمريكي في العراق. وقد استفاد السوداني هنا من حقيقة أنّ تلك القوى لاتزال غير راغبة في إفشال حكومته.