14 Jun
14Jun

ربما يشكل اقتناء الانتيكات والأشياء القديمة والأثرية، نوعاً من الإدمان لدى أولئك الذين لا ينفكون عن البحث المتواصل لإيجاد غرض تاريخي قديم يزينون به أركان وزوايا منازلهم وجدرانها، فلتلك العادة باع قديم وطويل، وستظل مستمرة أبداً، فهي متجددة دائماً وقيمتها تتمحور حول تجديد التاريخ من خلال الحفاظ على انتيكاته، وعلى إرث الأجيال السابقة.


وتنتشر أسواق الأنتيكات في كل مكان، وكركوك لها باع طويل في ذلك الأمر، بما تتميز به من مواقع تاريخية وإرث كبير، وما أن تستعد للدخول الى شارع المحاكم القديمة من الجهة الخلفية لمبنى المحكمة، حتى ينجذب الناظر نحو صور العائلة الملكية التي حكمت العراق بداية ومنتصف القرن الماضي، حيث تزين صورهم - بدءاً من الملك غازي وانتهاء بفيصل الثاني - جدران سوق الانتيكة في المدينة، والتي تم جمعها بإتقان ضمن ما يضمه السوق من ذاكرة عتيقة يتلقفها هواة جمع الماضي، من أهالي المدينة وسائحون عرب وأجانب.

ساعات "الروليكس"
ويقول صاحب أقدم متجر لبيع وشراء الانتيكات فاروق رفيق، "أنا أعمل في هذه المهنة منذ 44 عاماً وكنت أجمع المواد الانتيكة من مواقعها و أبيعها حسب الهواة والمشترين، وأن عمليات البيع والشراء هي رزق من الله تعالى، وهناك من يبحث عن شيء يأتي لشرائه ولو كان من آخر الدنيا".
ويشير رفيق، إلى أن "الأغراض التي نتعامل بها متنوعة بين الساعات والمذياع والأحجار الكريمة واللوحات والزمرد والماس وغيرها من الامور الموجودة التي نبيعها في المحل، وقد بعت ساعة نوع روليكس قبل سنوات بـ20 ألف دولار إلى سائح أجنبي، وكذلك ساعة أخرى بيعت بسعر خمسة آلاف دولار الى محافظة ذي قار حيث اشتراها مني شخص يبحث عن الساعات القديمة، ووصلت له بعد معاينتها".


الكهرب والسندلوس
المسابح التي من نوع "كهرب" و"السندلوس" يقول عنها رفيق: "كل واحدة من هذه الأنواع تستورد من دولة معينة وتكون لها طريقة خاصة في الصنع، بالإضافة إلى الفوائد التي تتميز بها والأسعار التي تباع بها، وإن هواة نوع يسمى الكهرب الألماني أو ما يسمى (ملك أحجار الكهرب) هو أفضل هذه الأنواع، لأنه يمتاز بأناقة ورائحة عطر الكافور، ويباع في أغلب الأحيان كما يباع الذهب بالمثقال أو بالدولار الأمريكي، ويتجاوز سعر الغرام الواحد منه عشرين دولارا، ويأتي بعده الكهرب الروسي الذي يباع أيضا بالمثقال وسعر الغرام منه أربعة دولارات".

ويشير فاروق رفيق، إلى أن "سواحاً أجانب من دول مختلفة ودول الحوار يبحثون عن أشياء تاريخية وقديمة لشرائها، وهناك من يبحث عن قطع جمالية مثل: راديو قديم، او ساعات قديمة، أو قطع للسجاد التراثي، فمثلا انا بعت قطعة من احد التماثيل التي صنعت من الجلد بسعر 200 دولار حيث تعتبر من القطع النادرة المصنوعة من الجلود الطبيعية وغيرها".


كركوك مدينة تاريخية
ويقول المتخصص في الشأن الاقتصادي علي خليل أن" مدينة كركوك والعراق تعتبر من المناطق السياحية، ويمكن للحكومة العراقية ان تتخذ جملة قرارات تكون لصالح دعم الملف السياحي، والعمل على جعل العراق بلدا جاذبا للسياح، وهذا سوف يزيد من الدخل المالي للبلاد ويرفع حجم الأموال الداخلة، والسياحة قطاع مهم لا يقل أهمية عن قطاع النفط او غيرها من القطعات".

وتابع أن "انتعاش السياحة في كركوك ينعكس على زيادة معدل البيع والشراء وهذا الأمر يساعد على زيادة النشاط الاقتصادي في عموم البلاد، و العراق يمتلك سياحة دينية وتاريخية وغيرها يمكن أن توفر له سنويا نحو 2 الى 5 مليارات دولار سنويا، ولكن هناك قصورا في متابعة ملف السياحة، وتنظيمها من قبل الجهات المختصة".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة