بينما تجري الاحزاب الكردية حوارات مكثفة في اقليم كردستان لانهاء حالة الخلاف حول منصب رئاسة الجمهورية، يبقى التأكيد حاضرا على ضرورة وجود اتفاق شيعي مماثل لتشكيل الحكومة. ويمثّل الخلاف الكردي بين الحزبين الرئيسين، الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني حول منصب رئيس الجمهورية أحد أبرز معوقات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ولذلك فإن الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس حزب الاتحاد الوطني بافل طالباني مع نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نجيرفان بارزاني، في السليمانية كان يبشر بإمكانية تجاوز الخلافات الكردية البينية.
كما ويمثل الاجتماع الكردي الأخير في اربيل خطوة مهمة في حلحلة الخلافات القائمة بين الأكراد، خاصة في ظل بروز خلاف بين بغداد وأربيل، مما يستدعي وحدة الصف الكردي لانتزاع تنازلات أكبر من بغداد، أو على الأقل بلورة موقف مشترك من الملفات الخلافية.
وفي المقابل، يعتقد البعض إن انضمام الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني إلى تحالف الصدر قد يساعد في حلحلة جهود تشكيل الحكومة العراقية.
ولكن ما يحد من هذه الجهود التي تم ذكرها أن الخلافات الكردية الداخلية ليست هينة، وهو ما اتضح في إخفاق الحزبين الكرديين في الاتفاق على مرشح رئيس الجمهورية، وهو ما يعني استمرار تعثر تشكيل الحكومة العراقية.
وفي السياق، يرى عضو الحزب الديمقراطي صبحي المندلاوي، وجود حاجة إلى إرادة حقيقية للخروج من المأزق السياسي. واكد المندلاوي في تصريح ، ان حل البرلمان خيار ليس سهلاً، مبينا ان استمرار المأزق السياسي يضع الجميع أمام وضع خطير. واشار الى ان حل الأزمة مرهون بتنازلات متبادلة بين الإطار والتيار ، مشيرا الى ان الخلاف السياسي الحقيقي وقع داخل البيت الشيعي.
وعن الاحزاب الكردية، قال انها تواجه تحديات في كردستان بعد قرار المحكمة الاتحادية، موضحا انه من الممكن أن ندخل جلسة انتخاب الرئيس بمرشحين. وبين عضو الديمقراطي ان الخلاف الكردي أكبر من منصب رئيس الجمهورية، لافتا الى ان الحزبين الكرديين قد يتفقان على مرشحين اثنين للرئاسة. واشار الى ان الديمقراطي لايفرض رؤيته على الأحزاب السياسية الأخرى، مؤكدا ان الإطار والتيار ليسا مستعدين لتقديم تنازلات.
ويستمر الصراع داخل اقليم كردستان بين الحزبين الكرديين الرئيسيين على الرغم من الدخول في مفاوضات لاذابة جليد مرشح رئاسة الجمهورية فيما تبقى الانتخابات البرلمانية في الإقليم هي المسألة الأكثر أهمية داخليا حيث يحاول الاتحاد الوطني والديمقراطي حل خلافاتهما حول عدد من النقاط.ويرتكز خلاف الحزبين الكرديين على قانون الانتخابات حيث يدافع الحزب الديمقراطي على الصيغة الحالية بينما يدعو الاتحاد الى ضرورة تعديل اغلب فقراته من خلال البرلمان الحالي.