معركة معقدة تعتزم إسرائيل خوضها في أنفاق مكتظة بالأسلحة والمقاتلين والرهائن الإسرائيليين. بيتر بيرغن في الـ”سي ان ان” يستقي معلومات مهمة جدا من د. دافني باراك، مؤلفة كتاب “حرب تحت الأرض”.
حين سألت دافني عن طبيعة الأنفاق وصفتها بأنها رطبة ومظلمة ومرعبة وخانقة، ولا يمكن توقع ماذا يعترض الجندي هناك. أما في الليل فالجو بارد جدا والهواء قليل، مما يمكن أن يسبب الاختناق.
وإذا كان البقاء في النفق ضروريا فيجب أن يكون الجنود مزودين بالأكسجين. وبالطبع هناك حاجة للانحناء أثناء السير داخل النفق لأنه ليس مرتفعا.
وحين يدخل شخص ما للنفق بسرعة يفقد الإحساس بالاتجاه تماما ويمكن أن يصاب بالارتباك وبالخوف من الأماكن الضيقة. وهذا يسبب فقدانا للإحساس بالوقت؛ فقد يشعر الإنسان أنه أمضى ساعتين في حين لم يمض عليه أكثر من 20 دقيقة.
وهناك استحالة لاستخدام الاتصالات الخليوية مما يجعل التواصل بين القوات مستحيلا.بالنسبة لجاهزية القوات الإسرائيلية، فقد تم إنشاء وحدات النخبة بعد عملية “الجرف الصامد” في غزة عام 2014. كما تم تدريب هذه الوحدات على القتال داخل الأنفاق في بيئات افتراضية، لكن القتال في الأنفاق الحقيقية قضية مختلفة تماما.
ووصفت دافني الأنفاق بأنها حرب استراتيجية قادرة على تحييد القدرة العسكرية لخصم أكثر تطورا. وقالت إن حفرها يستغرق زمنا طويلا وجهدا جبارا، لا سيما إذا كانت محفورة في الصخور كما هو الحال في أنفاق حزب الله على الحدود الشمالية.
صنّفت دافني حرب الأنفاق بالمخيفة، لاسيما أن مقاتلي حماس يعرفون التضاريس جيدا ولن يضيعوا داخل الأنفاق وسيتحركون فيها بسهولة. وقد تستخدم حماس هذه الأنفاق لأسر مزيد من الجنود أو الضباط وهذا أمر مدمر.
أما حول إمكانية استخدام “الروبوت” في الأنفاق، قالت دافني: يجب أن يتمكن الروبوت من العمل في الأماكن الرطبة، وأن يكون قادرا على صعود السلالم والأدراج. أما استخدام المياه العالية الضغط فلن يكون مجديا لأنها قد تهدم النفق كاملا والذي قد يكون به رهائن.
وختمت دافني بتأكيد استحالة تدمير كافة الأنفاق واستحالة كشف معظمها. وهذا حصل سابقا في عملية “درع الشمال” ضد حزب الله عام 2018. فمهما كانت المعلومات الاستخباراتية كبيرة ومهما كانت الوسائل متطورة، يبقى اكتشاف هذه الأنفاق مهمة في غاية الصعوبة.