عاد الجدل مجدداً حول ادخال خدمة الانترنت الفضائي في العراق، إذ تعرضت وزيرة الاتصالات هيام الياسري إلى موجة انتقادات خلال اليومين الماضيين، بعد اعلان وزير الاتصالات "الإسرائيلي" عن اتفاق مبدئي مع إيلون ماسك بعدم تشغيل خدمات الإنترنت الفضائي "ستارلينك" في غزة إلا بموافقة "إسرائيل".وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي، إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك على عدم تشغيل الإنترنت الفضائي في غزة إلا بموافقة تل أبيب.
وقبل أسابيع، أعلن ماسك، وهو مالك شركة "ستارلينك" للاتصالات المختصة في توفير خدمات الإنترنت والاتصال عبر الأقمار الصناعية والتابعة لمجموعة "سبيس إكس"، أن الشركة "ستوفر خدمة الاتصال لمنظمات الإغاثة المعترف بها دوليا في قطاع غزة"، لكن إسرائيل أبدت اعتراضات على ذلك.
وأثار تصريح وزير الاتصالات الإسرائيلي ضجة في العراق، إذ اعتبروا ذلك تعاوناً مع "إسرائيل" من قبل أيلون ماسك الذي من المفترض أن تتم الخدمة عن طريق شركته.
وهاجم مدونون وزيرة الاتصالات العراقية هيام الياسري، بسبب إصرارها على ادخال خدمة الانترنت الفضائي الى العراق عن طريق شركة "ستارلينك".
وانتقد المدون العراقي أحمد الذواق، بعد مشاركته صورة خبر الجزيرة قائلاً: "ويردون يجيبون الانترنت الفضائي للعراق!".
فيما اعتبر اخرون أن خدمة الانترنت الفضائي هي محاولة للاقتراب من التطبيع مع "إسرائيل".
كما كتبت صفحة بغداد للتقنية (بغداد تيك): "بعد محاولة وزارة الاتصالات أدخال خدمة الفضائي الى العراق، أيلون ماسك يتفق مع إسرائيل على منع الخدمة عن غزة".
وفي أواخر تشرين الأول الماضي، أكدت وزيرة الاتصالات هيام الياسري، ان وزارتها "تحارب" من أجل اعتماد الانترنت الفضائي في العراق.
وقالت الياسري في حديث لها إن "الشركة الوطنية للنقال محصنة، وهناك اجماع داخل مجلس الوزراء للمضي فيها وستنطلق نهاية العام المقبل بخدمة الجيل الخامس، كما أنها ستكون أول شركة في الشرق الأوسط في توفير خدمتها عبر الجيل الخامس".
وأضافت الياسري، "مازلنا نحارب من أجل الإنترنت الفضائي، وننتظر رد المحكمة الاتحادية حول القضية وجدوى الإنترنت الفضائي".
إلى ذلك، قال المختص بحوكمة وأمن وتكنلوجيا المعلومات علي أنور، في حديث متلفز، إن "هناك غياباً للسياسيات والخطط لدى وزارة الاتصالات مما أثر على ملف الانترنت بشكل سلبي"، مشيرا الى أن "لجوء الوزارة الى خدمة الانترنت عبر الفضاء لا يعتبر حلاً لضعف الخدمة، كونه لا يضاهي الكابل الضوئي وأسعاره باهظة".
وأضاف أنورأن "خدمة الانترنت عبر الفضاء تخدم المناطق النائية أكثر من غيرها"، مضيفا أن "دول العالم لم تتجه نحو انترنت الفضاء وذلك لاحتوائه على جنبة أمنية، إذ لا يمكن السيطرة على الانترنت ولا نعرف الى أين تذهب تلك البيانات".
وختم بالقول إن "أسعار الانترنت في العراق تقدر بحوالي ضعفين الى ثلاثة أضعاف دول الجوار"، عازياً السبب الى "وزارة الاتصالات، كونها تفرض رسوم هي الاغلى بالعالم بحجة تغطية الرواتب"، فيما استغرب من "رخص الأسعار في إقليم كردستان بالرغم من وجودها ضمن حدود الدولة ذاتها".