31 Jan
31Jan

ذكرت صحيفة “فورين بوليسي”، أنّ “أوروبا بحاجة إلى قرار سياسي، حتى تصبح قادرة على الدفاع عن نفسها من دون مساعدة الولايات المتحدة”.


وأوردت الصحيفة أنّ “أوروبا غير قادرة على الدفاع عن نفسها من دون مساعدة الولايات المتحدة”، وأشارت إلى أنه بعد العملية الروسية في أوكرانيا، “وجب تعزيز الوجود العسكري الأميركي، وهو ما حدث بالفعل”، معتبرةً أنّه “لا يمكن لوم واشنطن على قلقها بشأن التهديد الذي تتعرض له أوروبا بمجرد بدء الحرب هناك”.


لكن في الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة أنّ “أوروبا غنية ومتقدمة تكنولوجياً، وتتمتع بميزة هائلة في مجال الموارد، وهي قوة تنتج مجموعة من الأسلحة المتقدمة، لكنّها في الواقع لا حول لها ولا قوة، ولا تستطيع تنظيم دفاع فعال ضد روسيا”، وعزت “فورين بوليسي” هذا الأمر إلى أنّه “يحتاج إلى قرار سياسي أوروبي”.


وأضافت: “سياسة الولايات المتحدة ورؤيتها لدورها في العالم”، يمنع أوروبا من حماية نفسها، موضحةً أنه “منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، سعى قادة الولايات المتحدة إلى قيادة حلفائهم الأوروبيين، وكنتيجة طبيعية، استاءوا من أي خطوات تتخذها أوروبا نحو مزيد من الاكتفاء الذاتي في الدفاع، وعارضوا الجهود لتعزيز التطوير المشترك للأسلحة الأوروبية، بما في ذلك المبادرة البريطانية الفرنسية عام 1998، لزيادة الفعالية العسكرية للاتحاد الأوروبي”.


وتابعت: “تريد واشنطن أن يظل الأوروبيون معتمدين على الحماية الأميركية”، مشيرةً إلى أن طرح أوروبا لفكرة تطوير “قدرة عسكرية مكتفية ذاتياً خارج حلف شمال الأطلسي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، مكروهة في واشنطن”.


وذكرت في هذا السياق، أنّ “وزير الدفاع الأميركي السابق ويليام كوهين، حذّر من أن “الناتو” يمكن أن يصبح أثراً ماضياً إذا بنى الاتحاد الأوروبي ما وصفه بأنه منظمة دفاعية منافسة وزائدة عن الحاجة”.


كذلك، وبعد أن شكل الاتحاد الأوروبي صندوقاً مشتركاً لمشاريع الدفاع التعاوني عام 2017، حذّر مسؤول دفاعي أميركي كبير في ذلك الوقت، من أنّ “الخطط يجب ألا تصرف الانتباه عن أنشطة الناتو الحالية”.


في ضوء كل هذا، ذكرت الصحيفة أنّه “لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بأن حرب روسيا في أوكرانيا قد عززت طموحات موسكو، إلى جانب هشاشة أوروبا، وهو ما يتطلب التزاماً أميركياً أمنياً مفتوحاً، ومتزايداً، لحماية القارة الأوروبية”.


ورأت أنّ “ما تحتاج إليه أوروبا ليس المزيد من الموارد، بل المزيد من الإرادة السياسية والثقة بالنفس. ومن جانبها، يجب على واشنطن أن تتخلى عن فكرة أنه ليس لديها خيار سوى أن تكون حامية أوروبا الدائمة”، لكن “مثل هذا التحول ليس في الأفق حالياً، ولن يحدث إلا عندما يعيد خبراء السياسة الخارجية في الولايات المتحدة وأوروبا صياغة علاقتهم الاستراتيجية، وتصبح قائمة على الحقائق حول تقادم العلاقة الأمنية الحالية عبر الأطلسي”.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة