تقلل الحكومة العراقية والأطراف الداعمة لها، والتي تعول على أهمية زيارة الولايات المتحدة الامريكية ونتائجها، من تأثر العلاقة بين بغداد وواشنطن، في حال تغيرت ادارة البيت الأبيض، اذ تعيش الإدارة الحالية الـ6 أشهر الأخيرة من عمرها، بانتظار ان تجرى الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
تفاوت الاهتمام بالملف العراقي سياسيا، يتضح باستمرار من خلال تغير الإدارات في أمريكا منذ الإطاحة بنظام صدام عام 2003، اذ تعمل سياسة الحزب الديمقراطي على تعزيز نفوذ الولايات المتحدة وتفاعلها المباشر مع الملفات الخارجية، وهو على العكس من اهتمام الجمهوريين الذي ينصب على التقليل من حضورهم الخارجي، مقابل الاهتمام بملفات كبرى، داخلية وأخرى تتعلق بالعلاقة مع الصين والملف الروسي.
ويمكن سوق دليل واضح على هذه العلاقة، من خلال تعامل الرئيس الجمهوري الأسبق باراك أوباما مع الملف العراقي، والذي شكلت فترة رئاسته للولايات المتحدة منعطفا كبيرا، أدت الى سحب القوات الامريكية من العراق وتزايد حالة الفتور بالعلاقة مع الحكومة العراقية آنذاك.
وفي هذا الشان قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، إن العراق غير متخوف من تغيير الحكومات الأميركية لوجود اتفاقية تضم بنوداً مختلفة بين البلدين، فيما أكد أن علاقة البلاد الجيدة مع إيران وأميركا مهمة لكلا الجانبين بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يعد نقطة التقاء.
الباحث والأكاديمي العراقي المقيم في واشنطن، عقيل عباس قال ان “العلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق تتأثر بتغير الإدارات في واشنطن، من حيث طبيعة الاهتمام، لكنها لا تتغير كعلاقة بحد ذاتها”، مبينا ان “مقدار الاهتمام يتأثر بهذه العلاقة على صعيد الادارتين، محكوم بطبيعة تأثير أمريكا في ملفات كثيرة، لكن الالتزام الأساسي مع العراق حافظت عليه جميع الإدارات الامريكية المتعاقبة”.
وأضاف، ان “العلاقة والالتزام الاستراتيجي الذي حافظت عليه جميع الحكومات الامريكية، يتضح من خلال حماية الأموال العراقية وعدم تعرضها للمصادرة وكذلك مساعدة العراق في ملف الإرهاب، وهي أشياء ثابتة لدى الإدارات في أمريكا”.
وأوضح، ان “العلاقة بين أمريكا والعراق، قد تتغير من علاقة صداقة في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي، الى حالة عداء نحو العراق، في حال الغيت هذه الاتفاقية”، لافتا الى ان “اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة من قبل الدولتين، هي اتفاقية صداقة وتعاون، بمعنى انها تجعل العراق حليفا للولايات المتحدة الامريكية”.
وأشار الى ان “الحديث عن عدم تأثر العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق أمر غير دقيق، لكنه موضوع نسبي، وهناك إدارة تهتم بالعراق كثيرا وإدارة اخرة لا تهتم، ومن بينها إدارة اوباما التي كانت اقل الإدارات الامريكية اهتماما بالملف العراقي”.