أكد مسؤولان عراقيان في العاصمة بغداد أن القيادي البارز في "حزب الله" اللبناني، الشيخ محمد كوثراني موجود في بغداد منذ يومين، لإجراء محادثات مع قيادات بارزة بفصائل مسلّحة وأخرى سياسية ضمن تحالف "الإطار التنسيقي"، الحاكم في البلاد، دون الكشف عن ماهية تلك المحادثات على وجه الدقة.
ويُعرف كوثراني بأنه ممثل "حزب الله" اللبناني في العراق خلال السنوات الماضية، لكن دوره برز أكثر في الأزمات السياسية بين قوى عراقية وفصائل مسلحة مختلفة، لعب فيها دور الوسيط.
وقال عضو في البرلمان العراقي طلب عدم الإفصاح عن هويته، إن كوثراني موجود في بغداد منذ يوم الخميس الماضي، وأجرى سلسلة من اللقاءات مع قيادات مهمة في فصائل مسلحة حليفة لطهران، وكذلك قيادات سياسية ببغداد، مبيناً أن كوثراني "عقد لقاءات في مقر تابع لهيئة الحشد الشعبي أيضاً يقع بمنطقة الكرادة ببغداد".
وأكد مصدر سياسي آخر أن الزيارة والمباحثات ركزت على تصعيد القصف الأميركي داخل العراق، والأوضاع في الجنوب اللبناني، لافتاً إلى أن "هذا العنوان الأكيد للمباحثات، لكن لا يمكن الادعاء بمعرفة ما تم تداوله خلالها".
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية، في نهاية عام 2020، تقديم مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل أي معلومات عن نشاطات وشبكات وشركاء القائد في حزب الله اللبناني محمد كوثراني، الذي تتهمه بتأدية دور رئيسي في التنسيق بين مجموعات موالية لإيران في العراق.
وتعتبر واشنطن أن كوثراني المدرج في اللائحة السوداء الأميركية للإرهاب منذ عام 2013، يسهّل أنشطة جماعات تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقية لمهاجمة بعثات دبلوماسية أجنبية.
من جهته، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، إن "العراق مقبل على تطورات أمنية خطيرة وكبيرة، خصوصاً بعد عملية اغتيال قيادي كبير في فصيل "النجباء"، ومن المؤكد أن هذه العملية وغيرها من عمليات الاغتيال الإسرائيلية خارج الحدود العراقية، ستدفع إلى التصعيد ضد الأميركيين وإسرائيل خلال الأيام المقبلة".
وبيّن فيصل أن "كوثراني كان، خلال السنوات الماضية، يجري زيارات مستمرة لبغداد، وكذلك النجف وكربلاء، ويتدخل مباشرةً في الملفات العراقية، سواء السياسية أو الأمنية، كذلك له تدخل حتى بملفات بعض المشاريع، ولهذا زيارته في هذا التوقيت وفي هذا الظرف تُعتبر أمراً طبيعياً في ظل التصعيد الأمني الخطير التي تشهده عموم المنطقة".
وأضاف أن "إيران جعلت العراق حالياً جزءاً من الحرب الدائرة في المنطقة، وهذا الأمر قد تكون له تداعيات كبيرة على مجمل الأوضاع الداخلية، وهنا يجب أن يكون دور حقيقي للحكومة العراقية لإبعاد العراق عن دائرة الحرب، التي من المؤكد أن العراق سيكون الخاسر الأكبر فيها، من خلال جعل أرضه ساحة لتصفية الحاسبات".