07 May
07May

حملات الإعمار والتطور في البنى التحتية بكربلاء كما تظهر في الصور التي تنقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل، فضحتها الأمطار الأخيرة بعد أن سجلت المحافظة غرق أغلب شوارعها الرئيسية في الأماكن الحيوية والتجارية.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المشاهد المصورة لمناطق تعتبر راقية وتقدر أسعار العقارات فيها بمليارات الدنانير، إذ يرى السكان ثمة صورة مغايرة لسوء الخدمات وتنفيذ المشاريع تفضحها كل موجة مطرية تهطل في المحافظة.
ويقول ميثم عبد الحسين (40 عاماً)، خلال حديث لـه، إن “سكان كربلاء استيقظوا الجمعة الماضي على غرق أغلب الشوارع الحيوية داخل مناطق مركز المدينة وفروعها، بسبب الأمطار الغزيرة التي استمرت لساعات من النهار”.
ويضيف عبد الحسين: “سوء الخدمات واضحا على الرغم من تراكم المشاريع التي تتباهى بها الحكومة المحلية وهي تنكشف على حقيقتها مع كل أمطار في فصل الشتاء والربيع”.
ويتابع الرجل الأربعيني بنبرة غاضبة، أن “الفساد ينخر جسد المحافظة من مشاريع تعبيد الشوارع إلى تأثيثها وصبغها، فضلا عما يتم منحه من إجازات استثمارية غير مجدية ونافعة للمواطنين حيث باتت المدينة عبارة عن مطاعم ومجمعات تسبب الزحامات وتراكم النفايات في كل وقت”.
ويواصل، وهو يشير إلى بركة كبيرة من الماء، أن “مشاهد الغرق التي تشهدها المحافظة تمثل صورة واضحة للزيف في إظهار المدينة بالصور التي يتم التلاعب بها واستغلال أوقات الإنارة ليلا لإظهار شكل عمراني يختلف جذريا عن شكله في النهار وأوقات الأزمات”.
يشار إلى أن كربلاء شهدت غرق البناية الجديدة للطوارئ في المستشفى الحسيني بعد افتتاحها منذ عدة أيام بإشراف وتمويل من ديوان المحافظة، ما أثار استياء المواطنين بشكل أكبر بعد انتشار مشاهد غرق الأحياء السكنية والشوارع العامة.
من جهته، يؤكد (م. ن)، وهو موظف في مديرية مجاري كربلاء، خلال حديث لـه أن “الآليات التي تستخدم في مواجهة أزمات مثل الأمطار التي حصلت بداية الأسبوع، قديمة جدا ومرت سنوات طويلة على خدمتها في الدائرة حيث أصبحت لا تجدي نفعا”.
ويضيف، الموظف الذي اكتفى بالترميز إلى اسمه لأسباب وظيفية، أن “المديرية تعاني من قلة الدعم الحكومي لها بتوفير الآليات الجديدة لتقديم الخدمات للسكان بشكل أفضل”، لافتا إلى أن “الشوارع أغلبها غرقت بكميات كبيرة من مياه الأمطار حيث استمرت جهود فرق المديرية وسيارات السحب لساعات طويلة حتى تمكنت من فك الاختناقات بمنظومة المجاري المتهالكة”، فيما لفت إلى أن “العديد من مناطق الأحياء قد سجلت دخول كميات كبيرة من المياه للمنازل لتوقف منظومات المجاري في تلك المناطق”.
ويأتي هذا الانتقاد للمشاهد التي حصلت في محافظة كربلاء، بالتزامن مع ارتفاع كبير تسجله أسعار العقارات في مناطق الطابو الصرف، وحتى الأرضي الزراعية المطوبة حديثا أو ما يسمى “سند 25″، حيث وصل سعر المتر في أسوأ المناطق إلى مليون دينار، فيما سجلت المناطق الراقية أسعارا للمتر الواحد بنحو 5 إلى 10 آلاف دولار وهي تتفاوت بين البناء من عدمه.
وفي السياق، ينتقد المواطن جبار المسعودي، ما اسماه بـ “الإعلام المزيف للإعمار الكارتوني في المحافظة”، فيما يدعو خلال حديث لـه، إلى “ضرورة فتح ملفات الفساد ببيع العقارات التابعة للدولة والمواطنين المهاجرين، وحتى تمليك الأراضي للمسؤولين والمتنفذين في كربلاء”.
ويضيف المسعودي، أن “المناطق التي غرقت مثل شارع السناتر وحي رمضان وحي الحسين والموظفين وحي النقيب، كلها تعتبر من المناطق الراقية وذات الغلاء الفاحش بالإيجارات وأسعار بيع العقارات”، مؤكدا أن “الفساد بات ينهك المواطن الكربلائي لعدم وجود الإنصاف في تقديم الخدمات في المناطق المذكورة وحتى المناطق الفقيرة المهملة أساسا”.
يذكر أن محافظة كربلاء تشهد في كل عام زيارة الأربعين للإمام الحسين وأخيه العباس وهي زيارة مليونية يأتيها الناس بمختلف جنسياتهم من خارج العراق قبل الداخل، إذ تنال المحافظة دعما حكوميا واقتصاديا بالتمويل لا ينعكس على أرض الواقع كما يرى المواطنون في المحافظة.
ورفضت الدوائر المعنية بتقديم الخدمات في كربلاء تقديم تفسيرات للانتقادات، فيما لم يرد اي مسؤول في ديوان المحافظة وأعضاء مجلس المحافظة على الأسئلة المطروحة حول الصور والمشاهد التي تسببت بغضب في الوسط الكربلائي ومواقع التواصل الاجتماعي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة