احتل موضوع تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية لدى الاتحاد الأوروبي الصدارة في اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة، بعد أن تسارعت الأنباء في الأيام الأخيرة وتعززت احتمالية أن يقدم الأوروبيون على هذه الخطوة.
هذا الإجراء سيدخل العلاقات بين الأوربيين وإيران مرحلة غير مسبوقة من التصعيد والتوتر، وقد انعكست هذه الأخبار والتوقعات على أسعار العملات الأجنبية والذهب في إيران إذ بدأت بالصعود مرة أخرى، وبعد أيام قليلة من الهدوء النسبي.
ورأت صحيفة "روزكار" أن الغرب بدأ في الدخول بمرحلة جديدة في التعامل مع إيران، ونقلت عن الدبلوماسي الإيراني السابق، جلال ساداتيان، قوله إن العلاقة بين إيران والدول الغربية باتت في مرحلة "تكسير العظام"، منتقدا طريقة تعامل النظام الإيراني مع هذا الموضوع الخطير والحساس.
كما قال البرلماني السابق والناشط السياسي، علي مطهري، في مقابلة مع صحيفة "شرق" إن العلاقات بين إيران والغرب لم تصل إلى مرحلة التأزم التام، وفي حال تم تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية في الاجتماع المقبل للدول الأوروبية فإنه يمكن القول حينها بأن سياسة إيران الخارجية وعلاقاتها مع أوروبا دخلت إلى "مرحلة التأزم"أما "جوان"، التابعة للحرس الثوري، فتوعدت الأوروبيين وهددت بإغلاق مضيق هرمز أمام الغرب، وقالت إن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية هو "إعلان حرب" ضد إيران.
في شأن متصل بتوتر العلاقات بين إيران والغرب انتقدت صحيفة "فرهیختكان" قيام أنصار النظام الإيراني بكتابة الشعارات المسيئة لبريطانيا على جدران مبنى السفارة البريطانية في طهران، مشيرة إلى حجم الخسائر التي تكبدتها إيران في الهجوم على السفارة البريطانية قبل 10 أعوام، مؤكدة أن كتابة الشعارات على السفارة البريطانية هذه المرة سيكون مكلفا على طهران.
في موضوع آخر تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى أزمة الطاقة في إيران، ونقلت عن الخبير في مجال الطاقة برويز غياث الدين، قوله إن السبب الرئيسي في أزمة الطاقة في إيران هذه الأيام هو ضعف الإنتاج وقلته، وذلك يعود لعامل رئيسي هو عدم وجود الوقود الكافي في المصافي والمحطات.
وقال الكاتب إن المعجزة وحدها هي التي تستطيع حل مشكلة إيران في مجال إنتاج الغاز والكهرباء، مؤكدا أنه سيستغرق حل هذه المشكلة من 7 إلى 8 سنوات لو تمت الاستثمارات الآن في هذين القطاعين الحيويين.
لكن صحيفة "عصر اقتصاد" استبعدت أن يتم الاستثمار في هذه القطاعات، وقالت: "نظرا إلى عدم إحياء الاتفاق النووي، وزيادة التوترات مع الدول القريبة والبعيدة يجعل من المستبعد أن تأتي الدول وتستثمر في إيران، كما أن المستثمرين في الداخل وبسبب عدم ثقتهم بالحكومة عازفون عن الاستثمار في صناعة النفط والغاز".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"روزكار": طهران لا تمتلك حلفاء تستعين بهم في الأزمة مع الغرب
قال الخبير السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق، جلال ساداتيان في مقابلة مع صحيفة "روزكار" تعليقا على محاولات الأوروبيين تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، إن الدول الأوروبية باتت تستفيد من كل طاقاتها للضغط على إيران وعزلها أكثر عن العالم، لكن في الجانب الآخر فإن طهران لا تمتلك أي وسائل ضغط سوى ورقة الصواريخ.
وأضاف: "أن تملتك أوراق ضغط هو أن تستخدم أدواتك في المجال الدبلوماسي وتستعين بنفوذك في المحافل الدولية وحلفائك في العالم، ونرى أن الأوروبيين يستعينون بكل هذه الأوراق والوسائل لكن إيران لا تملك حليفا تستعين به في هذه المرحلة".
وخاطب سادتيان النظام الإيراني، وقال: "تظنون أنكم وعبر الطرق العسكرية تستطيعون حل هذه المشاكل؟ هذا لا يتم لأن التجارب أثبتت عكس ذلك"، مؤكدا أنه لا يمكن تجاوز هذه الأزمة باللجوء فقط إلى الخيارات الأمنية والعسكرية.
"جوان": تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية هو "إعلان حرب"
في المقابل قالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن الاتحاد الأوروبي سيرتكب "خطأ تاريخيا" إذا ما أعلن الحرس الثوري منظمة إرهابية، لأنه- حسب تعبير الصحيفة- يكون حينها بمثابة من يعلن الحرب ضد إيران.
وأضافت الصحيفة مخاطبة الأوروبيين: "إذا تم تصنيف الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية يجب عليكم أن تلتقوا بالحرس الثوري في مضيق هرمز الاستراتيجي والمواقع الصعبة وفي منطقة الخليج"، في تهديد مباشر للدول الأوروبية للدخول في مرحلة من التصعيد والمواجهة العسكرية في هذه المناطق الحيوية إذا ما تم بالفعل تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
"ستاره صبح": الصين والعراق وكوريا الجنوبية يتجهون نحو العرب
في شأن غير بعيد أشار المحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إلى التطورات الأخيرة على صعيد علاقات إيران الخارجية، واتخاذ عدد من الدول التي يفترض أنها حليفة لإيران أو لا تقف بالضد من سياسات طهران مثل الصين والعراق وكذلك كوريا الجنوبية التي جميعها اتخذت في الفترة القليلة الماضية مواقف صريحة ضد النظام الإيراني.
وأشار الكاتب إلى تصريحات رئيس كوريا الجنوبية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي وصف فيها إيران بأنها "العدو الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة"، وقال بهشتي بور إن كوريا الجنوبية لن تكون آخر دولة تتخذ مثل هذا الموقف ضد إيران، لأن طهران حاليا تمر في موضع ضعف، ومن الطبيعي أن تتخذ الدول مواقف حسبما تقتضيه مصالحها وتهاجم إيران سياسيا.
ورأى الكاتب أنه لا يصح اعتبار مواقف كوريا الجنوبية الأخيرة نتيجة الضغوط الأميركية أو لإرضاء الجانب الإماراتي؛ بل إن هذه المواقف المناهضة لطهران هي نتيجة طبيعية لسياسات الإيرانية الخارجية، وينبغي أن تعيد إيران النظر في سياساتها حسب تعبيره.