17 Feb
17Feb

أثار الهجوم على قضاء الطارمية شمالي بغداد، تساؤلات عن قدرة تنظيم داعش في تنفيذ مخططاته الارهابية في مناطق حزام العاصمة أو داخلها، ويؤكد مختصون أن عملية الأربعاء هي نتيجة الضعف في الجانب الاستخباري، داعين إلى ضرورة تفعيل استراتيجيات الردع، واحداث التغيير الجذري والشامل في منظومة القيادة والسيطرة.


وكانت خلية الإعلام الأمني قالت في بيان، إن قوة من لواء المغاوير/قيادة عمليات بغداد، تمكنت من مداهمة وكر لتنظيم داعش وقتل ثلاثة ارهابيين احدهم يرتدي حزاماً ناسفاً وذلك في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد.


وأسفرت العملية عن "استشهاد" اثنين من الضباط ومقاتلين اثنين، على اثر انفجار الحزام الناسف، وفقا للبيان.

خلايا نائمة
يقول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إن "هناك خلايا نائمة تستغل بعض مناطق شمال بغداد الكثيفة بالبساتين والأحراش للاختباء فيها".


وعن عملية اليوم أوضح رسول أنه "بعد ورود معلومات استخباراتية عن محاولة تلك الخلايا للقيام بعمل إرهابي تجاه زوّار الأمام الكاظم، تم تنفيذ عملية استباقية للبحث والتفتيش، وعلى إثرها حدث الاشتباك مع العناصر الارهابية".


وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أن "القوات الأمنية مستمرة في عملياتها الاستباقية لغرض القضاء على ما تبقى من هذه الفلول الإرهابية".


ضعف استخباري
من جهته يشير عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، ياسر وتوت، إلى "وجود ضعفاً في الاستخبارات وهجوم اليوم من نتائجه، ولولا العملية الأمنية لحدث الانفجار في مرقد الإمام الكاظم، ما يعني وجود تهديد على بغداد".


ويدعو وتوت خلال حديثه إلى ضرورة "تجريف الطارمية بالكامل، وبدون ذلك لن تهدأ بغداد ولا حزامها، كما على القادة الأمنيين والقائد العام للقوات المسلحة إعادة النظر واختيار الأشخاص المهنيين في عمل الاستخبارات، لأن المعركة الحالية استخبارية".


تهديد قائم
بدوره يرى الخبير الاستراتيجي، د.أحمد الشريفي، أن "التهديد لا يزال قائماً، وأن الإرهاب لديه قدرة القيام بعمليات توصف بأنها نوعية"، مبيناً أن "عملية اليوم فيها بُعدين زماني ومكاني".


وعن هذين البُعدين يشرح الشريفي، أن "التوقيت لا يخلو من رغبة التنظيم في إعادة إنتاج البعد الطائفي، لاسيما وقت الزيارة وما يترتب عليها من آثار لإثارة النعرات الطائفية والصِدام الطائفي، والمكاني يتمثل بقدرته على المشاغلة والتعرض لحزام بغداد، ما يعني قدرته على استهداف العاصمة، معقل صنع القرار السياسي".


وبناء على ذلك يؤكد الخبير الاستراتيجي على أهمية أن "يذهب صانع القرار السياسي باتجاه تفعيل استراتيجيات الردع، بدءاً في إعادة النظر بالإشراف والمتابعة والرقابة للمؤسستين الأمنية والعسكرية، واحداث التغيير الجذري والشامل في منظومة القيادة والسيطرة، فضلا عن تعزيز القدرات القتالية للمقاتلين بالجهد التقني القادر على الرصد والإنذار المبكر للقطاعات".


وأشار الشريفي، إلى أن "المناطق الرخّوة أمنياً تشكل حزاماً جغرافياً معقّداً على المستوى العسكري، يمتد لمسافة لا تقل عن 500 كيلومترا تصل إلى مشارف العاصمة بغداد، وهذه ممكن أن تُشكّل روافد لحركة وتنقل التنظيم بعيدا عن الرصد والاستمكان".


وأوضح، أن "الطارمية جغرافيتها صعبة، وحادث اليوم خطر جدا، لذلك يجب تفعيل الدور الأمني والعسكري في المرحلة المقبلة، كون المعركة لا تقتصر على تهديد أمني اقترن بالزيارة الحالية، وعلى مكتب القائد العام للقوات المسلحة والوزارتين الأمنية والعسكرية وكذلك الجهود الساندة البدء برسم ملامح استراتيجيات المرحلة المقبلة لتحسين ردود الفعل وما إلى ذلك".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة