09 Jun
09Jun

ليس بالأمر الغريب ضعف الدبلوماسية العراقية وعجز الحكومات المتعاقبة عن إدارة هذا الملف بما يحفظ ويضمن مصالح العراق. لكن الأمر المثير للدهشة هو مبالغة الحكومة الحالية في تضخيم دورها الدبلوماسي، حتى أن رئيس الوزراء، السيد محمد شياع السوداني، وصف العراق بأنه “ركيزة من ركائز الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة والعالم”، وذلك في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي بتاريخ الثالث من تشرين الأول للعام الماضي.
هناك شواهد كثيرة على ضعف الدبلوماسية العراقية، ولا نتحدث هنا عن قضايا تتعلق بحفظ وصيانة مصالح العراق فحسب، بل نشير أيضًا إلى عدم قدرة الحكومة على التدخل لإطلاق سراح مواطنين عراقيين معتقلين لأسباب غير منطقية، كما يحدث الآن مع اعتقال اثنين من الحجاج العراقيين في السعودية بسبب هتاف داخل الحرم المكي أو بسبب نشر تغريدة من قبل الآخر.
في هذا السياق، يرى المحلل السياسي أحمد الياسري أن قدرة الحكومة على إنتاج دبلوماسية فعّالة محدودة للغاية، وهذه المحدودية مرتبطة بحالة الانقسام الداخلي.
وأضاف الياسري في حديثه له أن “رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، لم يتمكن من إنتاج مشروع يجمع الأطراف، وهو يعتقد أن تحسين الوضع الاقتصادي وإنشاء بعض المشاريع العمرانية قد يكون كافيًا، على اعتبار أن المواطنين يبحثون عن الإنجازات العملية”.
وتابع قائلاً إن “الدبلوماسية الرصينة تحتاج إلى استراتيجية واضحة تُخفف الخلافات الداخلية بدلاً من تعميقها، وفي الوقت نفسه، تقوم بتقييم دقيق لاحتياجات العراقيين”، مشيرًا إلى أن “الموضوع المذكور يتطلب جهدًا كبيرًا وهو أكبر من قدرات السيد السوداني”.
ويعتقد الياسري أن “موضوع اعتقال الحجاج العراقيين يعود إلى مخالفتهم لقواعد الحج ولا يمكن ربطه بالنشاط الدبلوماسي الذي تُسجَّل عليه ملاحظات عديدة أصلاً”.
عند الحديث عن الانتهاكات التي يتعرض لها العراقيون في الخارج، لا يزال الجميع يتذكر عندما أجبرت الأردن – التي يزودها العراق بالنفط المدعوم – السفارة العراقية في عمان على دفع غرامة قدرها 300 دينار أردني.جاء ذلك بعد اعتداء مجموعة من الطلاب الأردنيين على عدد من الطلاب العراقيين في كلية الخوارزمي التقنية بالعاصمة الأردنية عمان، على خلفية مشاجرة افتعلتها مجموعة أردنية، وقابلتها الشرطة الأردنية باعتقال الطلاب العراقيين.كما لا يمكن تجاهل الاعتقالات المتواصلة من قبل دولة الإمارات لمواطنين عراقيين بسبب نشرهم مقاطع فيديو تظهر غرق البلاد بعد موجة الأمطار، وغيرها من القضايا.
وبالعودة إلى قضية اعتقال الحجاج العراقيين في السعودية، يذكر عضو لجنة الأوقاف النيابية، غريب أحمد، أن السلطات السعودية قد اعتقلت المواطن العراقي وليد الشريفي، وذلك بسبب هتافه أثناء تأدية مناسك الحج، تمجيدًا للحشد الشعبي ودعاءً لنصرة غزة.
وأضاف في حديث لـه أن “أعضاء مجلس النواب ولجنة الأوقاف النيابية، بالإضافة إلى اللجنة النيابية المرافقة للحجاج في السعودية، يتابعون هذا الموضوع، وقد تم الاتصال برئيس الوزراء وكذلك مع السفارة العراقية في السعودية لمتابعة قضية الحاج العراقي المعتقل”.وأشار إلى “الاستمرار في متابعة هذه القضية، وأنه من المتوقع الإفراج عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما أبلغتنا به السلطات السعودية”.ورغم الضجة الكبيرة حول الموضوع، فقد اكتفت وزارة الداخلية بإصدار بيان مقتضب، تؤكد فيه متابعتها للموضوع، دون ذكر تفاصيل، فيما لم تعلق وزارة الخارجية على الامر بالمطلق!

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة