24 Dec
24Dec

تتوقع التحليلات، أنَّ مستقبل مجالس المحافظات في العراق لن يكون مرسومًا بواسطة الفوز وحده، بل سيتحدد بقدر التحالفات التي ستنشأ بعد الانتخابات، وإنَّ تاريخ تشكيل المجالس السابقة يظهر أن هذه الحقيقة ليست جديدة ولا يمكن تجاهلها.


ومستقبل مجالس المحافظات العراقية يبدو أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، حيث يعتمد السيناريو القادم بشكل كبير على التحالفات والتوازنات الجديدة التي ستشكلها نتائج الانتخابات، حيث تتبدل الدوائر السياسية والقوى المؤثرة بشكل متكرر بعد كل دورة انتخابية، وهو ما يضفي على المشهد السياسي العراقي طابع الغموض والتحديات المتجددة.


وتتحدث اراء كثيرة ان الاستقرار المستقبلي لمجالس المحافظات يعتمد على مدى قدرة الأحزاب والكتل السياسية على تشكيل تحالفات فعّالة ومستقرة لتشكيل الأغلبية وتحقيق الأهداف المشتركة.


وهذا التحالف المستقبلي سيكون الرافعة الأساسية لتشكيل حكومات المحافظات وتحديد الخطط والسياسات المستقبلية، وهو ما يجعل تحديد مستقبل مجالس المحافظات ليس مجرد مسألة نتائج الانتخابات وحسب، بل ينبغي النظر إلى الحكومات المحلية المقبلة كنتاج لتفاهمات وتحالفات لاحقة بعد الانتخابات.وحتى في المحافظات التي احرز فيها المحافظون، فوزا راجحا قويا، فان لا خيار لهم سوى عقد التحالفات مع القوى الأخرى اذا رادوا ضمن البقاء، حيث ان فوزهم وحده لكن يكون ضمانا كافيا لبقائهم.


وحصل محافظون في البصرة وواسط وكربلاء ومحافظات أخرى على اغلبيات مريحة، لكن الاستحواذ على المجالس فضلا عن منصب المحافظ نفسه سوف يقلب الامر على المحافظين انفسهم، ويجعلهم امام رياح الاستبدال والتغيير.


وتحدث مسؤولون وسياسيون في هذه المحافظات عن الضغوطات السياسية التي يواجهونها، حيث يجد المحافظون أنفسهم أمام حاجة ماسة لتكوين تحالفات استراتيجية مع القوى الأخرى من أجل ضمان استمراريتهم في السلطة، رغم حصولهم على دعم قوي من الناخبين، يعتريهم الشعور بأن الفوز الانتخابي وحده ليس كافيًا في ضوء التحديات السياسية والمتغيرات المستمرة.


وبدأت منذ الان، تفاهمات وراء الكواليس لضبط النصاب داخل مجالس المحافظات بالنصف زائد واحد لتشكيل الحكومات المحلية، وهو أمر يوجب التفاهم والتقارب بين الأطراف المتنافسة.


وتؤكد مصادر على ان اغلب المحافظين يتوجهون إلى تحالفات توفر الانسجام والتعادلية في إدارة مجالس المحافظات بغض النظر عن الفوز.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة