أظهرت المناظرة الرئاسية الامريكية بين الرئيس جو بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، تفوقا للأخير بحسب كافة التحليلات السياسية في الداخل الأمريكي وخارجه.
أن صعود ترامب للرئاسة الامريكية للمرة الثانية، له ثقل على أوروبا والصين وايران، فقد انهك خلال فترته الأولى من العام 2016 الى العام 2020 الناتو بمليارات الدولار واخضع الصين لشروط التجارة الحرة وللضرائب كما عمل على تجفيف منابع الواردات الإيرانية كافة كعقوبات على برنامجها النووي وزعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط كما يرى هو.
وفيما يخص العراق، ففي اطار حملته على ايران ووكلائها، امر ترامب بشن غارة في 3 من كانون الثاني 2020 على قائد فيلق القدس الإيراني الراحل قاسم سليماني على ارض مطار بغداد الدولي ليرحل معه نائب رئيس اركان هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
تبعه على الفور ثورة من الغضب الإيراني العراقي على هذا التصرف الذي عد اختراقا للسيادة والمعاهدات الدولية، مما استوجب ردا "شكليا" على الغارة بإصدار قرار برلماني غير ملزم بإخراج القوات الامريكية من العراق ومن ثم قصف قاعدة عين الأسد غربي العراق من قبل ايران بـ 11 صاروخا باليستيا "خالي الحشوة" لم تتسبب بأضرار سوى بـ"صداع للجنود الامريكان".
الا ان الخطوة الأخطر والاكبر كانت من قبل القضاء العراقي، بإصداره مذكرة قبض وتحر عن دونالد ترامب بعد مغادرته للمنصب كرئيس للولايات المتحدة، حيث أكد رئيس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان: "أصدرنا مذكرة قبض بحق ترامب ولن نتردد باتخاذ الإجراءات القانونية".
وتكمن خطورة مذكرة الاعتقال بعودة قوية لترامب وفقا لاستطلاعات الرأي والمناظرة الأخيرة التي فاز بها على منافسه جو بايدن الرئيس الحالي للولايات المتحدة، فإنه من غير الواضح كيف ستتعامل الحكومة مع هذا الامر والذي رفضت التعليق عليه للمرة الثانية خلال فترة ترشح ترامب.
ويبدو أن الأمور تتجه للتصعيد بين العراق والولايات المتحدة في الفترة القادمة خاصة بعد ظهور السفيرة الامريكية الجديدة المرشحة في العراق بسياسة حادة مع الإيرانيين ووكلائهم في العراق وبعد العقوبات التي تشمل بين فترة وأخرى جهات تنتمي الى الحشد الشعبي ودخول المقاومة الإسلامية في العراق المدعومة إيرانيا بخط المواجهة مع الكيان الصهيوني.
ويبقى السؤال الأبرز، كيف ستتعامل الحكومة مع رئيس الولايات المتحدة القادم الذي يعتبر "مطلوبا" للقضاء العراقي وليس له قبول سياسي خاصة مع التيار الممسك بالسلطة؟.