يكمل سكان قطاع غزة، اليوم الأحد، 100 يوم من قصف عسكري مستمر وهجوم بري أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، أي ما يقرب من 1 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إن الماء والغذاء تحول إلى إحدى أدوات الحرب التي يتم استخدامها في قطاع غزة.
جاء ذلك في تدوينة نشرتها الوكالة على صفحتها الرسمية على موقع "إكس"، أشارت فيها إلى أن أزمة غزة هي كارثة إنسانية من صنع البشر، مشيرة إلى أن القطاع يكمل (اليوم الأحد) 100 يوم من الكارثة التي جعلت الفلسطينيين يواجهون الموت والدمار والتهجير.
وأشارت الوكالة، إلى أن الحرب التي دخلت شهرها الرابع تسببت في نزوح نحو 90 في المئة من سكان القطاع، بينهم 1.4 مليون نسمة داخل مقرات الأونروا.
كما ذكرت الوكالة في بيان، (مع مرور مئة يوم)، أن القصف المستمر في جميع أنحاء قطاع غزة ساهم في نزوح جماعي لمجتمع في حالة تغير مستمر، حيث تواصل اقتلاعهم وإجبارهم على مغادرة أماكن بين عشية وضحاها، فقط للانتقال إلى أماكن غير آمنة بنفس القدر. وكان هذا أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948.
وتابعت أن "الحرب أثرت على أكثر من مليوني شخص، أي جميع سكان غزة، وسيعاني الكثير منهم مدى الحياة، جسديا ونفسيا، وتعاني الغالبية العظمى، بما في ذلك الأطفال، من الصدمات الشديدة".
وأصبحت ملاجئ الأونروا المكتظة وغير الصحية الآن موطنا لأكثر من 1.4 مليون شخص، وهم يفتقرون إلى كل شيء، من الطعام إلى النظافة إلى الخصوصية، إذ يعيش الناس في ظروف غير إنسانية، حيث تنتشر الأمراض، بما في ذلك بين الأطفال، فضلا عن الاقتراب بسرعة نحو المجاعة، وفق الوكالة.
وأشارت الوكالة الأممية إلى أن "محنة الأطفال في غزة مأساوية بشكل خاص، وعانى جيل كامل من الأطفال من الصدمة، وسيحتاج لسنوات حتى يتعافى، وتعرض الآلاف للقتل، والتشويه واليتم، كما حرم مئات الآلاف من التعليم، إذ إن مستقبلهم في خطر، مع عواقب بعيدة المدى وطويلة الأمد".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة (حماس) التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حتى الـ13 من يناير/ كانون الثاني الجاري (اليوم رقم 99 للحرب على غزة)، عن مقتل أكثر من 23 ألفا و700 قتيل ونحو 60 ألف مصاب، إضافة إلى نحو 7 آلاف مفقود، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".